دفاع الأصوات العالمية ٢٠١٣: تفعيل شبكتنا العالمية

الثالث 5 فبراير 2013


قبل خمسة أعوام قام عدد من أعضاء مجتمعنا الطموحين بقيادة سامي بن غربية بإنشاء موقع دفاع الأصوات العالمية، لأنهم يعرفون بأن حق رواد الإنترنت في حرية التعبير و خصوصيتهم تواجه تحديات من الحكومات والشركات وعوامل أخرى قوية، كما يدركون أن الأصوات العالمية وحدها تفردت لتفعل شيئا حيال هذا الأمر. منذ ذلك الوقت أصبح الموقع مركزا للمعلومات الهامة والنشاطات بالنسبة لرواد الإنترنت الذين يواجهون أخطار تتعلق بحياتهم أو أعمالهم. أنا سعيدة جدا لكوني لعبت دورا كبيرا في هذا الجهد.

الدفاع عن حق المستخدم والمطالبة بسياسات إنترنت أقوى

منذ أن بدأ موقع دفاع الأصوات العالمية رأينا عددا من القيادات السياسية من مختلف الطوائف يعتقدون بأن التكنولوجيا في أيدي المواطنين تُعد تهديدا لسلطتهم واستقرارهم. تقوم عدد من الحكومات بمعاقبة المدونين عن طريق مضايقتهم واعتقالهم وتعذيبهم وقد تصل إلى قتلهم. بينما تعمد دول أخرى إلى ابتكار سياسات تعرض حقوق المستخدمين وخصوصيهم للخطر – هذه الحقوق التي يكفلها لهم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. هذا يحدث في كل أنحاء العالم مثل قوانين الجريمة الإلكترونية التي تسمح للحكومات بالتجسس على اتصالات المستخدم، أو بقوانين مثل سوبا، و اتفاقية التجارة العالمية التي تعيق حرية المستخدم في الحصول على المعلومات. هذه المعوقات لا تخص أنظمة وحشية بعينها، ولكنه حقل كبير تبحث فيه معظم حكومات العالم عن طرق جديدة للسيطرة على كيفية استخدام المواطنين للإنترنت.

في رسالته المفتوحة العام الماضي قدم هشام وصفا لمجتمعنا، فدفاع الأصوات العالمية وُجد من أجل دعم الحقوق الإلكترونية بطرق لا يمكن لغيرها أن يقوم بها. في إطار جهودنا المبذولة لإعلاء أصوات وقصص الشعوب حول العالم التي تتجاهلها وسائل الإعلام الرئيسية، أصبحنا نحن شبكة قوية من مستخدمي الإنترنت والناشطين الأذكياء الذين يهتمون بحقوق الإنسان. نظرة مختصرة على دفاع الأصوات العالمية توضح كيف يمكن أن يكون هذا فعّالاََ في مجال دعم الحقوق الرقمية.

هذا العام يعرض كُتاب دفاع الأصوات العالمية في المكسيك كيف أن الجرائم المتعلقة بالمخدرات تهدد بشدة الصحفيين والمدونين في الأماكن العامة لدرجة خوفهم من أن يكونوا مراقبين ليس فقط بواسطة الحكومة بل عصابات المخدرات أيضا.

أطلق فريق رواد الإنترنت لدينا صافرة الإنذار عندما قامت الحكومة الإثيوبية بإغلاق تور، وهي شبكة توجيهية شعارها على شكل بصلة وتسمح للمستخدمين باستخدام الإنترنت وتبادل المعلومات باسم مجهول. بينما يقدم فريقنا في شرق آسيا لمحة عن وجهة نظر رواد الإنترنت في كوريا الجنوبية عن القانون قصير الأجل ”تسجيل الاسم الحقيقي“ الذي يطالب المستخدمين بتقديم معلومات شخصية دقيقة فقط ليتمكنوا من وضع تعليقاتهم في مواقع الإنترنت المزدحمة.

حشد الأصوات العالمية

إنه لسهل جدا معرفة كيف أننا نموذج يتميز عن غيره من الإعلام الذي يغطي هذه المواضيع وذلك لأن كُتابنا يستخرجون مواضيعهم من مجتمعات الإنترنت ذات الصلة بالعالم الحقيقي، ويكتبون عن أماكن يعرفونها جيدا – عادة ما تكون بلدانهم. في أي بلد تجد أن سياسات الإنترنت تعكس الأولويات والنماذج التي توفرها الحكومة لمواطنيها. إنهم في الأصوات العالمية يدركون هذا ويعلمون أنه لتفهم أسباب الإساءة والاعتقال ولتعرف من أين تأتي سياسات الإنترنت لابد من الأخذ بعين الاعتبار سياسة البلدان واقتصادها وحتى تاريخها، ومهيئون تماما ليتعاملوا مع هذا.

في وظيفتي الجديدة بمشروع دفاع الأصوات العالمية أريد أن أعمل على تعزيز قوتنا العظمى وشبكتنا ومعرفتنا والأصوات التي نريد إعلاءها. ويبقى هدفنا الأعلى هو أن يكون موقعنا مركزا للحقوق الرقمية والمحامين والهاوين ممن لديهم الرغبة في أن يتعلموا عن هذه القضايا الناشئة، ويكتشفوا الجهود الدفاعية، ويصبحوا جزءا من عملنا في ظل التحديات التي تنشأ بينما يستمر النصال القديم.

أفكار لعام ٢٠١٣

المضي قدما، نحن نطمح إلى تكوين شراكات مع مجموعات الدفاع عن الحقوق الرقمية حول العالم، لأنه عادة ما يجادل المحامون نظريا في إطار سعيهم أن يوضحوا لصناع القوانين بأن قوانين الجريمة الإلكترونية تهدد حقوق حرية التعبير وخصوصية المستخدمين المنتظمين، بإنشاء شراكات كهذه يمكننا تزويد جدالاتهم بقصص واقعية عن تأثير هذه القوانين على مستخدمين حقيقيين.

من الناحية العملية فإن تجديد وتحسين محتويات وإنعاش صفحة دفاع الأصوات العالمية سيسهل للمستخدمين التعلم من المواضيع التي نغطيها. يمكننا إنشاء مساحة لمقالات على شكل نشرة إخبارية قصيره فهذا سيسمح لنا بتغطية ما يهدد حرية التعبير والخصوصية على الإنترنت حال ظهورها، كما أن المزيد من دمج المعلومات عن مشاريع كأصوات مهددة سيجذب مستخدمين أكثر للموقع ويسهم في إعلاء قضية مشاريع كهذه.

العديد من أعضاء مجتمعنا يعرفون عن دليلنا في الأمن والسلامة وحماية المدونات، وهناك الكثير مما يمكننا فعله لتسليط الضوء على هذه الأشياء والتأكد من وصولها للناشطين الذين يحتاجونها بشكل أكبر، هذه فقط بعضا من الأفكار التي نأمل بأن نمضي فيها خلال ٢٠١٣ – أنا وهشام نتوق إلى سماع المزيد من أعضاء مجتمعنا ومواصلة النقاش فيما يمكننا إنجازه خلال هذا العام القادم.

عائلة الأصوات العالمية

منذ انضمامي للأصوات العالمية في أكتوبر ٢٠١٠ شعرت على الفور بأنني جزء من هذه القرابة المفعمة بالحيوية التي تجعل من مجتمعنا شيئا فريدا من نوعه، لا زلت أشعر بالدهشة ذلك لأنه من أول مقال كتبته شعرت بانتمائي كعضو بهذا المجتمع المتشعب بالرغم من أنني لا أعرف أي شخص هنا ولكني استغربت من رغبة الكتاب الآخرين بضمي إلى هذه الرابطة.

في الصيف الماضي في مؤتمر نيروبي أدركت أن فكرتي المجردة عن عائلة الأصوات العالمية لم تكن وهمية فقد رأيت كيف أن قائمة كتابنا البريدية الخرقاء والعزيزة الثرثارة أضحت حقيقة، تعرفت إلى زملائي من فنزويلا وباكستان وروسيا والمكسيك وعدة بلدان أخرى، قضيت ساعات مع محرري الإيراني- بورتريكي الذي يقطن في بوسطن ويعمل كخبير اجتماعي، كما التقيت أيضا بشريكي الأساسي في تغطية كوبا الذي يعيش ويكتب من جزيرة – وهذا شيء لم أتمكن من تصوره قبل عدة أشهر. المقالات التي كتبها أعضاء مجتمعنا بعد القمة تعكس كيف أن رابطة الأصوات العالمية قد بنيت على عدة أشياء ومنها – الثقة والتفاهم المتبادل والاحترام، والانفتاح على الأفكار الجديدة. في هذا السياق أيضا أنا أؤمن بأننا شبكة ومجتمع قوي لأننا جميعا نهتم بالحقوق الأساسية التي تسمح لنا بالعمل الذي جمعنا سويا – أن نعبر عن أنفسنا على الإنترنت و نشعر بالأمان حيال ذلك.

إلى الأمام!

القمة زادت من شغفي أكثر من ذي قبل بشأن حماية ودعم الحقوق الرقمية – وأثبتت لي فعالية مجتمع الأصوات العالمية في دعم والدفاع عن الحقوق الرقمية حول العالم. لا يمكنني أن أكون أكثر حماسا بشأن ما يمكننا بناؤه كمجتمع وليس باستطاعتي أن أتخيل شخصا أفضل من هشام هنا في دفاع الأصوات العالمية ليدافع عن الإنترنت المفتوح في ٢٠١٣!

مصادر

عدل