ردود أفعال المدونين على الوعي بالإيدز في العالم العربي
الجمعة 4 سبتمبر 2009
يعتبر مرض الإيدز من التابوهات في معظم العالم العربي، مع إن كثير من البرامج مثل برنامج HARPAS القائم عليه برنامج الأمم المتحدة للتنمية يحاول زيادة الوعي بهذه القضية. وفي حين يعاني بعض المدونين في مجابهة جهل الرأي العام بمرض الإيدز، ينبهر البعض الآخر بالتقدم الحاصل في إزالة الوصم الاجتماعي عن هذا المرض.
المغرب
يعمل Duncan على مشروع مائي للبنية التحتية في المغرب كمتطوع في فيلق السلام، وقد كتب انطباعاته الشخصية تجاه مرض الإيدز في المناطق الريفية التي يعمل بها. يعتقد Duncan أن انتشار الإيدز في المغرب لا زال منخفضا، ويثبت الإيدز أنه من الممكن أن يكون خطرا صحيا عاما في المغرب بصفة عامة.
«النص الأصلي:هناك عدد من العوامل التي تجعل البلاد معرضة لتحول هذا المرض لوباء.
العامل الأول هو جهل الناس بالمرض. بصفة عامة لا يعرف الناس ماهيته. وإذا اعتبرنا معرفتهم بمرض يدعى الإيدز، فإنهم لا يعرفون أيا من تفاصيله، وحتى ما يعرفونه يكون غالبا غير صحيح. فمثلا لا يعرفون طرق انتقاله. يقول الناس أن المرض ينتقل بمشاركة فرشاة الأسنان والحمامات العامة، أو عن طريق النفس. لم أسمع أحدا يقول أن الجنس وسيلة انتقال هذا المرض.
العامل الثاني هي القيود الثقافية التي تحجم مناقشة هذه الأمور بشفافية. ففي مجتمع شديد التدين مثل هذا المجتمع تكون الطهارة فيه عاملا مهما لاندماج الفرد داخل مجتمعه، مما يجعل مناقشة أمور مهمة صعبة جدا في حالة مناقشة استخدام الواقي الذكري.
العامل الثالث (بالتناقض مع العامل الأول) هو انتشار البغاء في أنحاء البلاد. بخاصة في محافظتي خنيفرة، المعروف عنها انتشار البغاء. لقد سمعت أن محافظتي بها ثلاثة من أربعة أكبر دور بغاء في البلاد. أحد هذه الدور قريب جدا من مسكني وأنا أعرف أن بعض الرجال من قريتي يذهبون هناك، هو قالوا لي ذلك. ومما يزيد تعقيد المشكلة أن كثير ممن يعملون في هذه الدور من خارج البلدة، وهذا في رأيي يزيد احتمالات انتشار الإيدز بصورة خطيرة.
بصفة عامة، هذا موضوع يخجل الناس التكلم فيه ولا أحد يعرف أي شئ عنه.»
تستطيع قراءة المزيد عن سلوك المجتمع المغربي تجاه الإيدز في هذا المقال.
السودان
حضرت المدونة البحرينية سعاد ورشة لرفع مستوى الوعي حول الإيدز، كانت الورشة في القاهرة. تنشر لاحقا قصة عائشة، امرأة سودانية أصيبت بالفيروس عن طريق عملية نقل للدم. تصف عائشة كيف أصبحت مريضة، وكيف اكتشفت أخيرا ما حدث:
«النص الأصلي:بعد عدة شهور نقص وزني كثيرا ورافق ذلك أعراض أخرى مثل الاسهال المتواصل والتعب والحمى وعدم القدرة على النوم. مرة أخرى تم تحويلي لمختبر لتحليل دمي وهذه المرة جاءت النتيجة في ظرف مختوم بالشمع الأحمر. أخبر الطبيب زوجي بحقيقة مرضي ولكن زوجي لم يصارحني بالأمر وكل ما قاله لي أنه مرض كمرض الضغط والسكري وبأنه لن يكون بإستطاعتنا ان نمارس علاقتنا الزوجية.
بعدها أخذني زوجي لطبيب آخر فتح الظرف امامي وقال لي بأني مصابة بالإيدز، صعقت ولم أملك حينها سوى ان أبكي من هول الصدمة، انا مصابة بالإيدز؟؟ منذ متى وكيف؟ فرد الطبيب: اسألى نفسك، تذكري ماذا ارتكبتي بحق نفسك لتنقلى اليك هذا المرض القاتل. هكذا ببساطة وصمني الطبيب بالمومس دون ان يعرف اي شئ عني. قلت له أنا امرأة متزوجة وليست لدي أى علاقات غير شرعية خارج اطار الزواج وهنا دخلت أمي وزوجي إلى غرفة الطبيب الذي صب جام غضبه على زوجي متهما اياه بنقل المرض لي. شعرت بالغضب الشديد من زوجي فبدأت أهاجمه وأوبخه وانا ابكي، حاول ان يدافع عن نفسه ولكني لم أكن أرغب في سماعه وكانت أمي تحضنني في هذه الاثناء. منذ ذلك اليوم ساءت علاقتي وعلاقة أهلي بزوجي الذي وجُهت اليه اصابع الاتهام حتى ظهرت نتائج الفحص التي بينت ان زوجي وأولادي خاليين من المرض. أعتذرت من زوجي وأدركت حينها ان المرض قد أنتقل لي عن طريق الدم الذي نقل لي في المستشفى.»
اليمن
ذُكِر الإيدز في سياسة التنمية الوطنية في اليمن، ولكن في السنة الماضية كتب عمر برسواد أن هناك الكثير يجب فعله:
«النص الأصلي:حتى لو كان اليمن متقدما على كثير من جيرانه العرب في مجابهة الإيدز، فهناك طريق طويل في يجب السير فيه عن طريق توفير المؤسسات الصحية والأدوية اللازمة للمرضى بسهولة ويسر. مختبرات الكشف عن الإيدز متاحة الآن فقط في المراكز والمعامل الصحية الرئيسية الموجودة في صنعاء العاصمة.[…] وبالتالي يجب على من يريد إجراء التحاليل أو من يريد العلاج السفر إلى صنعاء، ويكون السفر دوريا بالنسبة للمرضى (كل ثلاثة شهور في الغالب) للكشف والتشخيص الصحيح وأيضا للعلاج. هذه الادوية غير متاحة في المراكز الطبية أو الصيدليات خارج العاصمة. ومن السهل تخيل كم من الصعب السفر للمتأخرين عقليا، فتكلفة السفر لصنعاء دوريا عالية جدا، بجانب التكاليف العالية أيضا للطعام والشراب. مصاريف السكن أيضا أصبحت فاحشة. […] مع ذلك، فبمقارنة خمس سنوات مضت، فالكثير من الناس يعرفون ما هو الإيدز، وبعضهم ببساطة لا يعرف المرض. وما زال بعض الناس يعتبر أن من المشين الإصابة بهذا المرض.»
مصر
ولكن يظهر أن هناك خطوات تم اتخاذها لإزالة الوصم عن المرض في بعض الدول في المنطقة. يكتب The Egypt Guy عن أول تحليل إيدز له في معمل تحاليل حكومي:
«النص الأصلي:أبهرتني طريقة تعامل الأطباء معي قبل الأختبار، حيث كانوا مرحبين بي، ولم يسألوا عن الاسم، فقط اسم مستعار وتاريخ ميلاد ليكونا هويتي في المكان. بعد ذلك أرسلوني لإخصائي مهمته إعطائي بعد المعلومات البسيطة عن مرض وفيروس الإيدز. لم يظهر أي إشارة إزدراء إزاء إجرائي لإختبار كشف الإيدز، مما أثار إندهاشي حقيقة. فقد سمعت أن حتى فترة قريبة جدا كان نقاش مرض الإيدز من المحرمات حتى بين الأطباء. وبعد تلك الجلسة الإستشارية أعطوني بعد العوازل الذكرية والمزلقات، وثلاث كتيبات بهم بعض المعلومات عن الإيدز، وبعدها ذهبت للإختبار. تظهر النتيجة يوم الأحد القادم، آمل أن تكون النتيجة سلبية، إدعوا لي بالتوفيق :-)
يجب أن أذكر أنني لم أدفع مليما لقاء كل هذا.
لم أتوقع هذه التجربة اللطيفة في معمل حكومي، وهذا يجعلني سعيدا أن في بلدي تنحو نحوا أكثر ليبرالبة تجاه الأمراض التي تنتشر عن طريق الإتصال الجنسي وهذا بالتالي يقضي على الوصم الملحق دائما بهذه الأمراض، خاصة نقص المناعة المكتسبة والإيدز.»
تستطيع معرفة المبادرة التي أطلقها المدونون المصريون لرفع الوصم عن مرضى الإيدز [../2009/05/02/1361/ هنا]
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «ردود أفعال المدونين على الوعي بالإيدز في العالم العربي». الأصوات العالمية. 4 سبتمبر - أيلول 2009.
شارك الخبر:
|