روسيا: أول امرأة تسافر عبر الفضاء تبلغ عامها الـ 75

الخميس 22 مارس 2012


في الوقت الذي كان فيه العالم يستعد لإطلاق احتفالات اليوم العالمي للمرأة لهذا العام، قبله بأيام قليلة فقط كانت فالنتينا تريشكوفا، أول امرأة تسافر عبر الفضاء الواسع، تحتفل بعيد ميلادها الخامس والسبعين. ورغم أن السباق نحو الفضاء له جذوره في السنوات القليلة التي تلت الحرب العالمية الثانية، حينما بدأت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق بتأسيس وتشجيع تكنولوجيا الأسلحة الصاروخية، إلا أن الاستئناف الفعلي لهذا السباق المحموم انطلق وبشكل رسمي عندما أطلق الاتحاد السوفيتي السابق القمر الصناعي سبوتنك في العام 1957. وأصبح في ذلك الحين يوري جاجارين أول إنسان يدخل ويسبح في الفضاء في العام 1961، حيث قاد السفينة الفضائية فوستوك 1 (وهي كلمة روسية تعني الشرق). وبعدها بسنوات قليلة تبعته السيدة تريشكوفا كأول امرأة تذهب في رحلة عبر الفضاء فوق السفينة فوستوك 6. [جميع الروابط التالية بالإنجليزية ما لم يذكر غير ذلك]

أشارت مدونة المسار الهندسي إلى الذكرى السنوية لرحلة السيدة تيرشكوفا الفضائية العام الماضي، و ألقت الضوء على حقيقة أنها وفي طريق عودتها إلى الغلاف الجوي للأرض، كانت قد سجلت زمن طيران أكثر من كل نظرائها الأمريكان مجتمعين:

«النص الأصلي:في مثل هذا اليوم 16 يونيو/ حزيران عام 1963 أصبحت السيدة فالنتينا تيرشكوفا أول امرأة تبحر في الفضاء على متن سفينة الفضاء السوفيتية فوستوك 6. في هذا الوقت نجحت تيرشكوفا في قضاء ثلاثة أيام كاملة في الفضاء، وهذا يزيد عن زمن الطيران لجميع رواد الفضاء الأمريكان مجتمعين. […]

حصلت تيرشكوفا على عدد من الميداليات والأوسمة، ومن ضمنها وسام لينين العسكري؛ لقب بطل الاتحاد السوفيتي؛ ميدالية الأمم المتحدة الذهبية للسلام؛ جائزة حركة نساء السامبا العالمية؛ وكذلك ميدالية جوليت كيري الذهبية. وفي العام 2000، سميت كـ “صاحبة أعظم منجز للمرأة خلال قرن” ومنحت هذا اللقب من منظمة نساء العام الدولية.»

قامت مدونة امرأة الأسبوع – وهي نشرة مخصصة لتكريم النساء اللاتي قدمنَّ مشاركات معتبرة في مجالي الهندسة أو العلوم – بتقديم ملخص لخلفية السيدة تيرشكوفا:

«النص الأصلي:ولدت فالنتينا تيرشكوفا في 6 مارس/ آذار، عام 1937 في بوليشي ماسلينيكوفو الواقعة في ياروسلافل اوبلاست وهي إحدى مقاطعات الاتحاد السوفيتي السابق [و تمثل أحد الكيانات الفدرالية حالياً في روسيا] . كان والدها فلاديمير اكسينوفتش تيرشكوف يعمل كسائق جرارة، كما عملت أمها اِيلينا فيدوروفنا في مصنع للنسيج. ولدى تيرشكوفا أخ أصغر منها سناً وأخت تكبرها.

فُقد والدها السيد فلاديمير خلال أحداث الحرب الروسية الفنلندية بين عامي 1939-1940، لذلك أصبحت فالنتينا وشقيقاها في عهدت الأم. ونتيجة للحرب العالمية الثانية، لم تبدأ فالنتينا الإنتظام في المدرسة حتى بلغت سن 8 سنوات. واضطرت لترك المدرسة في سن 17 سنة للعمل في معمل للنسيج من أجل مساعدة عائلتها الصغيرة؛ ورغم ذلك فإنها استمرت في الدراسة من خلال المراسلة. تعلمت فالنتينا الهبوط بالمظلات من خلال منظمة تعاونية تابعة للقوات الجوية السوفيتية والتي تتخذ من مدينتها ياروسلافل مقراً. كانت قفزتها الأولى في السماء عام 1959 وكونت نادي لهواة الهبوط بالمظلات في معمل النسيج حيث كانت تعمل. […]»

نقلت ايرينا التي تكتب في موقع My Mail.ru عن الجنرال ليوتنينت نيكولاي كامانين اقتباساً لرؤيته حول رحلة السيدة تيرشكوفا:

«النص الأصلي:“تحدثت مع تيرشكوفا مرات قليلة. كانت تبدو متعبه لكنها ما كانت لتسلم بذلك. […] نظرنا إلى كاميرا التلفزيون ورأيناها نائمه. أيقظتها وحدثتها عن الهبوط على الأرض الذي ستكون مضطره للقيام به يدوياً عوضاً عن الهبوط الآلي المعتاد. [ لقد كان هناك صعوبات في توجيه السفينة وكنا جميعاً قلقين جداً]. […]”»

عندها قامت ايرينا بالتعقيب حول الوقت الذي أمضيته السيدة تيرشكوفا في الفضاء وكذلك عن هبوطها في روسيا:

«النص الأصلي:بالرغم من الغثيان والإرهاق الجسدي، فإنها أكملت 48 دورة حول الأرض وأمضت ثلاثة أيام في الفضاء. وقد احتفظت بجريدة وقامت بالتقاط صوراً فوتوغرافية استُخدمت فيما بعد لتحديد وتوصيف طبقات الدخان أو الهباء الفضائي الموجود في الغلاف الجوي لكوكب الأرض.

ونجحت السفينة الفضائية فوستوك 6 في الهبوط بشكل آمن في منطقة بيفسكي والواقعة في مقاطعة ألتاي، والتي تبعد بدورها حوالي 620 كيلومتر شمال غرب قراجندي. […]»

هذا وقد صرحت السيدة تيرشكوفا نفسها حينما ناقشت ما شعرت به من بهوت وتلاشي تدريجي لكوكب الأرض مع تزايد المسافة:

«النص الأصلي:“عندما أقلع بي صاروخ السفينة الفضائية مبتعداً عن الأرض، وجدت نفسي في رعب الصمت المطبق. – هذا ما اعترف به بعد مرور 44 عاماً – لقدر رأيت البحيرة في الأسفل مني وكان أول ما خطر في بالي، “لقدر أرسل الرب امرأة واحدة سيكون مصيرها العودة إلى الماء!”»

من ناحية أخرى أسهبت مدونة امرأة الأسبوع في تفصيل المؤهلات الجسدية والذهنية التي امتلكتها السيدة تيرشكوفا للتمكن من البقاء ثلاثة أيام متواصلة في مدار حول الأرض:

«النص الأصلي:لم يكن أمر الطيران خالٍ من الصعوبات؛ فقد كان توجيه المسبار الفضائي غير صحيح مما تطلب تصحيح وجهته، ولسوء الحظ أخذ ذلك يوماً كاملاً منها في سبيل إقناع مركز التحكم والسيطرة على الأرض. كما أصيبت فالنتينا بعسر هضم أدى إلى مرضها. ولعلاج هذه الحالة التي اعتبرها مركز التحكم والسيطرة الأرضي أنها ناتجة عن تأثرها بالفضاء من حولها، تلقت فالنتينا أمراً بالبقاء على كرسيها مع ربط الحزام مدة الثلاثة أيام من عمر رحلتها. وفور هبوطها على الأرض، عانت من ضربة تلقتها في أنفها وتسببت لها بظهور كدمة داكنة اللون. وفي سبيل المحافظة على ظهورها أمام وسائل الإعلام بأجمل صورة، توجب عليها وضع مكياج ثقيل لإخفاء تلك الكدمة.»

أما مدونة بولي “ قطعة من السلام” فقد ناقشت في العام 2011 حياة السيدة تيرشكوفا ما بعد رحلتها التاريخية عبر الفضاء:

«النص الأصلي:بعد رحلتها الرائدة، كرمت بمنحها لقب بطل الاتحاد السوفيتي وكذلك وسام لينين العسكري. تلقت تيروشكا تعليمها في أكاديمية زخكوسكي للطيران الجوي العسكري، وتخرجت منها عام 1969. كما تقلدت مناصب عديدة في الحكومة السوفيتية والحزب الشيوعي. وكناطقة رسمية باسم الاتحاد السوفيتي منحتها منظمة الأمم المتحدة الميدالية الذهبية للسلام، من بين العديد من الجوائز الدولية الأخرى، بما في ذلك منحها وسام الصداقة من الرئيس الروسي الحالي السيد ميدفيدف في أبريل/ نيسان الماضي. وبإيجاز فقد تزوجت من رائد فضاء زميل لها، وأنجبت طفلاً أبواه سافرا عبر الفضاء؛ وبعدها أنجبت له أختاً، أصبحت فيما بعد طبيبة.»

كما تضمنت مدونة روسيل فيليبس إدراجاً عن السيدة تيرشكوفا قدم ملخصاً موجزاً عن حياتها، بما في ذلك أمنيتها الدائمة في السفر إلى المريخ:

«النص الأصلي:عندما غادرت تيرشكوفا المدرسة من أجل العمل في سن 16 عاماَ، واصلت تعليمها من خلال دورات تعليمية عبر المراسلة. وتخرجت بتقدير امتياز من أكاديمية زخكوفسكي للطيران الجوي العسكري في العام 1969، وحضّرت الدكتوراه في الهندسة عام 1977. وخلال احتفالات عيد ميلادها السبعون، ذكرت أنها تتمنى الذهاب في رحلة إلى كوكب المريخ، حتى لو كانت رحلة باتجاه واحد دون عودة.»

مصادر عدل