سامية يوسف عمر، العداءة الصومالية التي ماتت كلاجئة في كتاب يكرم ذكراها
الأحد 31 يوليو 2016
نشرت هذه المقالة للكاتبة دانيل غروس بالأصل على PRI.org كجزء من مشروع من خلال حياة النساء بتاريخ 19 يوليو/تموز 2016 ويعاد نشرها هنا كجزء من اتفاقية مشاركة المحتوى.
وصل الخبر المريع لتريسا كرغ من خلال مقطع فيديو على يوتيوب: غرقت سامية يوسف عمر، العداءة الصومالية التي نافست في أولمبياد بيكين 2008، وهي تحاول عبور البحر الأبيض المتوسط. اشتهرت كعداءة وتوفت كلاجئة.
تقول كرغ، الصحفية المستقلة وصديقة لسامية عندما كانت في الصومال: “كان شعور الإنكار. كيف لرياضية أولمبية أن تكون لاجئة إن لم تستطع سامية أن تنجو؟ ما أمل الأشخاص اخرين؟”
استوحى الرسام الألماني رينهارد كلايست حياة سامية في كتاب قصصه المصورة “حلم أولمبي”. بعد أربع سنوات على وفاة سامية يظهر ارتباط قصتها بالأحداث الأخيرة جليًا أكثر من أي وقت آخر باستمرار أزمة اللاجئين واقتراب موعد الألعاب الأولمبية التي ستشهد مشاركة فريق اللاجئين.
بالتركيز على حياة سامية المميزة، تضيف قصة “حلم أولمبي” بُعدًا إنسانيًا على أزمة غالبًا ما ينظر إليها بتجرد. حيث تتعاطف رسومات كلايست مع سامية والمستوحاة من سرد كرغ في نوع جديد من الصحافة التي تركز على الأشخاص، لا السياسة فقط.
تبدأ قصة “حلم أولمبي” عام 2008 وعائلة سامية يوسف عمر تبحث عن تلفزيون. حيث تجولوا في أرجاء مقاديشو العاصمة الصومالية حتى وجدوا واحدًا. وعلى الشاشة الوامضة، شاهدوا سامية تصطف للسباق في بيكين. كانت تبدو نحيلة، وعندما انطلاق شارة البداية كانت سامية متأخرة في الخلف. سامية تكسب القلوب ليس لأنها تبلي جيدًا في السباق بل لأن لإصرارها الكبير.
عندما تعود سامية للصومال، تستمر بالتدريب. رسومات كلايست حركية وفي بعض الأحيان درامية: في إحدى اللوحات تركض سامية خلال شوارع مقاديشو المزدحمة وتتفادى المتدينين المتعصبين من حركة الشباب. وعندما تركض على مضمار ملعب كوني المدمر بسبب القصف تراودها ومضات من بيكين. يقوم طفلان بتسجيل وقت العدو بدل ساعة التوقف.
مقاديشو ليست مكانًا لرياضية أولمبية، لذلك تقرر سامية أخيرًا أن تغادر حياتها وعائلتها لتلاحق حلمًا. تسافر إلى أثيوبيا لتبحث عن فريق. تتذكر كرغ: “أصبحت هذه مهمتها الوحيدة في الحياة، أن تجد مدربًا وأن تصل للأولمبياد.”
اتخذ كلايست قرار غير اعتيادي بتضمين التعليق على أحداث قصته من خلال منشورات فيسبوك والتي بدورها مبنية على مقابلات مع كرغ وأخت سامية. يقول أحد هذه المنشورات: “أريد أن أتدرب من جديد. التفكير ببكين لازال يلاحقني. رأيت الشعلة الأولمبية من مكان سكني وكأنني كنت أرى العالم.”
كانت خطوة مميزة، هذه الإضافة للدراما لقصة عادة ما تخضع للترشيح في وسائل التواصل الاجتماعي. بعد أن ساعدت كرغ سامية على إنشاء حساب على فيسبوك، استخدموا هذه المنصة للبقاء على اتصال. آخر اتصال بينهم كان من خلال رسالة من سامية إلى كرغ تخبرها أنها ستغادر أثيوبيا إلى ليبيا على أمل أن تستطيع العبور منها إلى إيطاليا.
تدفع لمهربي البشر الذين يأخذونها برحلة خطرة خلال الصحراء، نفس الطريق الذي يتخذه الآلاف من المهاجرين. مشاهد كلايست عن الصحراء قاسية ومنعزلة حيث يكتظ 12 شخصًا في سيارة صغيرة تسرع في صحراء لا تنتهي تذيلها غيمة ترابية طويلة .
مشاهد كهذه تساعد القارئ على التخيل العميق للمأساة التي تبدو أكثر شخصية. يكتب كلايست في مقدمته: “لم نعد نهتم حتى للأرقام بعد الآن.” في كثير من الأحيان ننسى أن “هذه الارقام المجردة تمثل أرواح بشر.”
في 2012، كتبت كرغ للجزيرة عن ردود فعلها حول موت سامية. شعرت “لا أصدق أني لن أراها مجددًا، أنا حانقة لأنني لم أفعل المزيد لمساعدتها أو لأن وسائل الإعلام تهتم بموتها فقط.”
تشكك كرغ بتغير الكثير بعد ذلك. في عام 2015، توفى آلاف من المهاجرين الأفارقة وهم يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط وهرب مئات ألوف السوريين من بلدهم وواجهوا مخاطر مماثلة.
لكن كرغ متحمسة للنهج الجديد في رواية حكاية “حلم أولمبي.”
“لم ألاحظ القوة التي يتمتع بها كتاب كهذا” قالت كرغ، وأضافت “يجب علينا البحث عن طرق أخرى لتقديم الحكايات.”
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «سامية يوسف عمر، العداءة الصومالية التي ماتت كلاجئة في كتاب يكرم ذكراها». الأصوات العالمية. 31 يوليو - تموز 2016.
شارك الخبر:
|