سوريا: الكوميديا السوداء للثورة

الأحد 3 يوليو 2011


هذا المقالة جزء من التغطية الخاصة ب ثورة سوريا 2011.

الكوميديا السوداء هي إحدى الوسائل التي يلجأ إليها الفرد عند تعامله مع أحداث مؤلمة في حياته. فالأوضاع الأخيرة في سوريا ووسط تلك الأحداث الدامية والمحزنة لكثير من الناس هناك قد أحدثت انفجاراً للمدونات وصفحات فيسبوك والمقالات التي تحاول أن تتهكم وتسخر من الأحداث الحاصلة وتشير إلى السخافات التي تحملها الروايات والتصريحات الرسمية – وبطرقٍ غير تقليدية أحياناً.

فواحدة من تلك المحاولات الأكثر شعبية وتداولاً بين الناس هي صفحة على فيسبوك يُطلق عليها “ الثورة الصينية“، حيث تحاول هذه الأخيرة نقل الأحداث الحاصلة في سوريا كما هي مستخدمةً أسلوب السخرية كما لو أن هذه الأحداث تجري في الصين. فمن خلال الصور ومقاطع الفيديو والتحديثات يتم دمج أفراد ومسؤولون صينيون وأسماء أماكن هناك مع مايقابلها في سوريا لتبدو وكأنها تجري في الصين.

واحدة من آخر التحديثات على صفحتهم يسخرون فيها من الجولات التي تقوم بها الحكومة على المقابر الجماعية من أجل الإعلام الأجنبي زاعمةً أن الجماعات المسلحة هم من ورائها:

«النص الأصلي:وزارة الإعلام

الصينيين تدعو السادة الصحفيين وإعلاميي القنوات (المحايدة) المتواجدة حالياً على أرض الصين لحضور حفل اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في جسر الإيغور..

وذلك غداً في تمام الساعة الثانية ظهراً …

حفل كوكتيل سيتخلل المناسبة..

دامت دياركم عامرة بالمناسبات…..»

وقد شجعت الشعبية الكبيرة التي حظيت بها صفحة ” الثورة الصينية” العديد من الصفحات التي أُنشأت بعدها ساخرةً من العديد من صفحات فيسبوك التي تمثل الأحزاب المختلفة في ثورة سوريا، ومنها شانا (والمقصود منها ظاهرياً وكالة الأنباء الصينية إلا أنها مأخوذة من سانا وكالة الأنباء السورية) وأيضاً الجيش الصيني الإلكتروني التي تهزأ بالصفحات الموالية للحكومة وهي الجيش السوري الإلكتروني.

ومدونة حشيش سوري الساخرة هي الأخرى أصبحت شعبية جداً في الأوساط السورية، صاحبها مدون يعرّف نفسه على أنه “مواطن سوري ولد ونشأ في دمشق ويحضر درجة الماجستير، يبحث عن وظيفة ويدخن حشيشة الماريجوانا في بلاد الغرب الضال”، حيث يحاول في كتاباته في المدونة أن يناقش ويحلل المواضيع الجادة المتعلقة بأحداث الثورة ولكن باللهجة العامية وبأسلوب ساخر في أكثر الأحيان.

ففي آخر كتاباته في المدونة يحاول أن يخاطب الرئيس بعد كلمة الرئيس الأخيرة.

«النص الأصلي:اخي شلون بدي قلك… عم حس انو في مشكلة اتصال بيني وبينك…حاسس انك ما عم تفهم عليني….مع انك دكتور وصارعين طيزنا بأنك درست بالغرب…انو طز..هي انا درست بالغرب…مرتين…و ليكني مالي رئيس وعايش عين الله عليي وبفهم على كتير ناس وبلقطها عالطاير احيانا واحيانا لاء..بس انت يا حكيم شكلك ما عم تلقطها عالطاير بنوب وبس عم تحاول تقوصها….

انو عن جد ليش هيك عم تعمل؟»

المندسة، (مدونة حيادية) وهو لقب تطلقه وكالات الأنباء الموالية للحكومة على كل معارض، ماهي إلا مدونة أخرى تعتمد بشكل رئيس على أسلوب السخرية الخفيف. فمنذ أن بدأت الثورة في سوريا ظهرت المدونة على الساحة وأصبحت واحدة من أكبر المدونات على الشبكة العنكبية المخصصة للثورة والثوار، فغالباً ما تنشر اسهامات ومشاركات القُرّاء الجادة منها والساخرة.

فتسخر هذه الكتابة مما يُفترض أن يُطلق عليه بالحوار الوطني في البلاد، قبل وبعد الثورة.

«- هداك مستطيل شي؟

– ما بعرف والله

– شكلو مستطيل

– ايه والله مستطيل…يا محمد شو مستطيل

– هديك مظاهرة شي…

– لاء

– مبلا

– لاء

– مبلا

– انت خائن

– انت جبان

– انت عميل

– انت مخابرات

– انت موتور

– انت غبي

– انت مغرر به

– انت متسلق

– انت مندس

– انت وصولي

– انت سلفي

– انت جحش

و يستمر الحوار…»

هذا المقال جزء من النغطية الخاصة ب ثورة سوريا 2011.

مصادر

عدل