سوريا: تاريخ، ثقافة وهوية

الأحد 2 سبتمبر 2007


خلال جولتنا في المدونات السورية هذا الاسبوع سوف نغض النظر عن السياسة ونتكلم مرة أخرى عن الناس.

يرثي المدون أبو فارس [انكليزي] في هذا الموضوع المثير بساطة الحياة في الماضي في الشام ومحيط البحر المتوسط، التي تجتاحها موجة جديدة من المحافظين الجدد كما يصفهم سواء كانوا يهود- مسيحيين جدد أو إسلاميين جدد، واعتبرهما وجهان لعملة واحدة.

يكتب أبو فارس: طرطوس لم تعد تلك المدينة الحالمة بقرب البحر، لقد تولدت من جديد خلال العقود الثلاثة الماضية فتحولت إلى غابة مثيرة للشفقة من المباني. إضافة إلى ذلك فإن التغييرات على الصعيدين الثقافي والاجتماعي جبارة.

لم نعد أولئك الناس المرحين المنفتحين المستكشفين والذين يتأقلمون مع حيوية الحياة وبهجتها. كنا مجموعة فريدة ومميزة، نواجه غموض البحر ونبحث دائما عن الإبتهاجات التي تقع في الأفق.

تربينا في بيئة دون عوائق الطبقية، متحررة من ذنب السياسة وغير مبالية بالتلقين البيئي الجماعي. كغيرنا سمعنا الساسة والدعاة ولكننا لم ننصت إليهم.

وبينما أبو فارس يرثي الماضي، عمر من Deconstructed Life يكتب عن كيفية زج الناس في الحياة الاجتماعية ويعطينا مثالا على ذلك قصة بسيطة ممكن أن تحدث في أي بيت في سوريا.

يكتب عمر [انكليزي]: انتظرتني صديقة أمي كي أذهب وأطلب القهوى وبعد ذلك همست في أذن زوجتي وسألتها إن كانت حامل.

وزوجتي عكسي أنا إنسانة لطيفة تعرف كيف تجيب على الناس بلباقة، كان جوابي حتما سيكون هذا ليش من شأنك.. لكن زوجتي بدأت تشرح لنا كيف إننا متزوجين أقل من شهران ونريد أن نستمتع بوقتنا ونسافر قليلاً وهذا ما كنا نخطط له منذ زمن طويل.

نظرت المرأة إلى زوجتي سهى وقالت: ماذا تقصدين تستمتعين بوقتك؟ هل تعتقدين أنك لازلت شابة؟ للعلم أن عمر زوجتي 29 عاما.

المدون وسيم يكتب [انكليزي] عن مفهوم الهوية في هذا الموضوع الشيق.

يكتب وسيم: لماذا؟ ألست سورياً، نعم… ولا. سوريا نفسها اسمها الجمهورية العربية السورية ولا كنني لا أعتبر نفسي سوري قومي أو حتى عربي قومي. هذا لا يعني أنني لست سورياً عربياً كما يقول ماكسيم روبنسن في كتابه العرب: ما هو العربي؟ هل هو عنصري؟ لغوي؟ ثقافي؟ ديني؟ كل هذه المفاهيم لا تستطيع أن تصمد أمام التحميص. بالرغم من ذلك أصف نفسي كعربي أنا سوري بإرادتي في عالم يحدد لك جنسيتك حسب ما يسمى بالجواز. لو كنت قد ولد في كولومبيا لأصبحت كولومبي فهل هذا يعني أن هويتي كعربي وسوري تم بناؤها؟ أعتقد كذلك ولكن هذا لا يلغي أنها أهميتها وقوتها. على العكس من ذلك فالإرادة الواعية والمدروسة لإحتضان هذه الهوية شيء صحي ومهم حتى لو كان لأجل وهم الراحة والإستقرار فقط.

نختم هذه الجولة بموضوع يثلج الصدر من أبو كريم [انكليزي].

يكتب أبو كريم: اتصلت بوالدي في بيروت صباح الأحد الماضي لأبارك له بمناسبة عيدميلاده الثمانين. لم يكن أبي يتطيع أن يتواصل عاطفيا مع أبناؤه لكنه كان يتكلم لساعات طويلة عن السياسة. شكرني على معايدتي له قبل أن يعطي الهاتف لوالدتي وأخبرني بنبرة مكسورة أنه سعيد جدا بمكالمتي.

مصادر

عدل