عصام الأشقر.. "البروفسور" الأسير

الاثنين 28 نوفمبر 2016


أخبار ذات علاقة

السياسة على ويكي الأخبار
بوابة السياسة على ويكي الأخبار

قاعة مجلس الأمن الدولي في نيويورك. المصدر: Patrick Gruban من مجلس الأمن
قاعة مجلس الأمن الدولي في نيويورك.
المصدر: Patrick Gruban من مجلس الأمن


في كل مرة يقتحم فيها جيش الاحتلال منزله لاعتقاله، ينتاب أفراد عائلة البروفيسور عصام راشد الأشقر (57 عاما)، قلق شديد على صحته، بسبب ما يعانيه من مشاكل خطيرة، "فمجرد وجوده بعيدا عن عائلته تتفاقم الأخطار على حياته"، فيما لا تأبه قوات الاحتلال، بحالته الإنسانية، باعتقاله للمرة الرابعة، فجر الخميس (24-11) من منزله بمدينة نابلس.

وتبين زوجة البروفيسور الأشقر، لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن سلطات الاحتلال أقدمت على اعتقاله رغم علمها المسبق بوضعه الصحي الذي لا يحتمل ظروف السجون، ودون مراعاة لسنه ومكانته الأكاديمية والعلمية.

ويعاني الأشقر من عدة أمراض ومشاكل صحية تلازمه منذ سنوات، (كان لسجون الاحتلال دور أساسي في إصابته بها)، ومن أهم تلك الأمراض ضغط الدم المرتفع، الذي يصل في بعض الأحيان إلى (260/150)، ويؤثر على الأجهزة الدموية لشبكية العينين لديه، ما أدى إلى تدن ملموس في الرؤية وهدد بفقدانه لبصره.

كما يشكو من الصداع الدائم بسبب تصلب وتضيق في الشرايين المؤدية للكلى، ما ينذر بخطر يحدق بحياته، نتيجة لاعتقالاته واحتجازه في زنازين لا تتوفر فيها أدنى الشروط الصحية.

ويتلقى الأشقر العديد من الأدوية يوميا، وتشير زوجته، إلى أن محققي الاحتلال لم يتمكنوا في اعتقال سابق له من التحقيق معه بسبب وضعه الصحي، فيما رفضت معظم السجون استقباله لخطورة حالته، فأمضى مدة طويلة في سجن مستشفى الرملة.  

عالم مبدع

عدل

الأشقر من مواليد بلدة صيدا قضاء طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، له ستة من الأبناء، (خمسة ذكور وبنت واحدة)، بعد نجاحه بالثانوية العامة بتفوق، درس الفيزياء في جامعة اليرموك بالأردن، ونال شهادة البكالوريوس عام 1980، ثم حصل على منحة لدراسة الماجستير بنفس التخصص من الجامعة الأردنية عام 1982، وعمل هناك مساعدا للتدريس، ثم انتقل للعمل محاضرا في جامعة النجاح بنابلس ما بين الأعوام 1982-1984.

ونظرا لتفوقه، حصل الأشقر على منحة خاصة لدراسة الدكتوراه بولاية أوهايو الأمريكية عام 1984، وحاز على الدكتوراه في الفيزياء من جامعة "توليدو" عام 1990، ليعود بعدها أستاذا مساعدا في الفيزياء بكلية العلوم في جامعة النجاح.

ورغم الإمكانات المحدودة لبيئة البحث العلمي في الجامعة بشكل عام وفي العلوم بشكل خاص، أبدع "الأشقر" في التدريس والبحث العلمي، واستطاع تخطي العقبات كافة، وحصل على رتبة أستاذ مشارك في الفيزياء، ثم على رتبة أستاذ دكتور (بروفيسور) في الفيزياء على أبحاثه ودراساته التي بلغت المئات ونشرت في المجلات العلمية المتخصصة العالمية والمحلية.

واكتسبت الأبحاث التي أعدها "الأشقر" أهمية كبيرة، حيث استطاع من خلالها تطبيق العلم الذي اكتسبه في جامعات الغرب على واقع البيئة الفلسطينية.

كما أشرف "الأشقر" على العديد من رسائل ماجستير، وشارك بالعديد من المؤتمرات مقدما فيها الأوراق والمداخلات العلمية، ممثلا لجامعته ووطنه، وتخرج على يديه ثلة من أساتذة العلوم والفيزياء.  

سلسلة اعتقالات

عدل

ومنذ أكثر من عقد تطارد الاعتقالات البروفيسور الأشقر، فبدايتها كانت بتاريخ (2-3-2006) أمضى خلالها عامين في الاعتقال الإداري دون محاكمة، وأفرج عنه في (25-2-2008).

وبعد عام من الإفراج عنه، اعتقل مرة أخرى بتاريخ (19-3-2009) من بيته، واقتيد مباشرة إلى معسكر حوارة جنوب نابلس، ومنه إلى مستشفى "رابين" في "بتاح تكفا"، حيث أجريت له فحوص طبية نقل بعدها إلى مستشفى سجن الرملة، وتنقل بين عدد من السجون، إلى أن أفرج عنه في (8-9-2010).

وكان الاعتقال الثالث بتاريخ (30-4-2013)، لكن وبسبب وضعه الصحي الخطير، اضطرت سلطات الاحتلال للإفراج عنه بعد ثلاثة أيام فقط.

ويأتي اعتقاله الأخير قبل أيام، استمرارا لمسلسل اعتقالات متوالية لا تزال تلاحقه، في محاولة لإجباره على الهجرة من وطنه في مسعى من الاحتلال لتفريغ فلسطين من العلماء والمفكرين.

وقد أكد الأشقر بعد الإفراج عنه من اعتقاله الثاني أن الاحتلال ساومه على القبول بالإبعاد من فلسطين مقابل الإفراج عنه.

وأوضح في حينه أن "المحكمة الصهيونية العليا" عرضت عليه الإبعاد لمدة ثلاث أو خمس سنوات، وتعهدوا له بتوفير كل أجواء الراحة والعمل والمسكن المناسب في دولة يتم اختيارها، وعندما أبلغهم رفضه للفكرة من أساسها، انتقموا منه باستمرار تمديد اعتقاله الإداري.  

منارة علم

عدل

صعوبة الأوضاع داخل السجون وقسوة الحياة لم تفت من عزيمة البروفيسور "الأشقر" الذي استطاع تحويل السجن إلى منارة للعلم، ويتحدث من رافقه في السجن بإعجاب عن صلابته وتحديه لواقعه وصبره على وضعه الصحي وآلامه، ويقول: "إنه حوّل الألم إلى أمل، وبالرغم من أوجاعه، كان يشع علما وفكرا من خلال دورات تثقيفية وعلمية مميزة، أبرزها محاضرات في علم الفلك".

وتقول زوجته، إنه يستعين على قسوة السجن بقراءة القرآن الكريم وحفظه، وقراءة الكتب المتنوعة، وكثرة العبادات، وهو ما يخفف عنه كثيرا من وطأة السجن وظلم السجان.

مصادر

عدل