فلسطين:غزة تستضيف كأس العالم لكرة القدم الخاص بها

الأربعاء 19 مايو 2010


تستعد جماهير كرة القدم لكأس العالم التي سوف تستضيفها جنوب أفريقيا الشهر القادم، لكن الآن هناك كأس عالم أخرى تقُام في غزة. حيث لم تتمكن فلسطين من إرسال فريق يمثلها في جنوب أفريقيا، هناك فريق فلسطينيّ يتنافس مع سكان غزة الأجانب الذين شكلوا فرقاً تمثل بلدانهم في دورة تقام في أول أسبوعين من شهر مايو/أيار. كان المدوّنون الفلسطينيون في سعادة غامرة بسبب هذه البطولة وقد تمكن اثنان منهم من حضور بعض المباريات.

يتحدث الموقع الإلكتروني لكأس العالم في غزة عن تفاصيل هذه البطولة:

«النص الأصلي:يوجد في الوقت الراهن 1.6 مليون فلسطينيّ محتجزون في حيرة جغرافية بينما لازالت غزة تحت حصار متعدد الجوانب. ومشاركة أهل غزة في المناسبات الرياضية الدولية، بل والعديد من الأنشطة الأخرى الهامة، لا تزال شبه مستحيلة في المستقبل القريب. قطاع غزة ولسببٍ غير مفهوم مُستثنى من بقية أنحاء العالم. وانطلاقاً من روح التكاتف، تم امطلاق “كأس العالم بغزة” وهو مشروع شامل للغاية، يطمح في تذكير مجتمع غزة والمجتمع الدوليّ أن هناك وجهات نظر مشتركة أكثر من الاختلاف السياسي. وعلى وجه التحديد، من المقرر أن تقام بطولة لكرة القدم لمدة أسبوعين في النصف الأول من شهر مايو 2010. يلعب في هذه البطولة حوالى 200 لاعباً محترفاً من غزة مشتركين مع 200 لاعباً من الاجانب الهُواة لتشكيل 16 فريقاً وطنياً للمنافسة على الكأس وهي كأس مصنوعة صناعةً يدوية من حديد غزة الملتوي. النواة الأساسية لفريق غزة سيتم تشكيلها من 16 فريقاً محترفاً في غزة وعدداً مماثلاً من الهواة الأجانب المقيمين في قطاع غزة لأغراض إنسانية.»

يعتقد الطُلاّب الذين يكتبون في Life on Bir Zeit Campus ( و بير زيت هي جامعة في الضفة الغربية) أن هذه البطولة فكرة رائعة:

«النص الأصلي:نحن أرقى بكثير من هؤلاء الذين يعدون الأيام بفارغ الصبر حتى نهائيات كأس العالم التى تقام بجنوب أفريقيا. تقام الآن كأس عالم أكثر أهمية وتسمّى كأس العالم لكرة القدم الخاصة بغزة. وللأسف الشديد لن نتمكن من حضور هذا الحدث التاريخي حيث لا تسمح قيود وحدود الاحتلال إلا بقليل من موسيقى الجاز، ولكن لدينا أشياء صغيرة كالإنترنت وأجهزة التلفزيون لمشاهدة المباريات. نحن نتصور أشخاص عاديين ذوى أجسام عادية على مستوى عادي (أو أقل) من اللياقة البدنية. في مقابل رياضيين محترفين ذوى أجسام رياضية ولياقة بدنية على أعلى مستوى. هذا لطيف جداً وعظيم حقاً. كأس العالم لفلسطين!»

كتب هيثم صبّاح وهو مدون فلسطينيّ مقيم في البحرين:

«النص الأصلي:يبدو أن جماهير كرة القدم قد نجحت في تحقيق ما فشلت فيه الحكومات العربية فشلاً ذريعاً وهو: رفع الحصار الإسرائيلى غير الإنساني عن غزة.»

اثنان من شباب المدوّنين في غزة كانا في غاية السعادة لحصولهم أخيراً على فرصة لحضور مباراة كرة قدم وكانت هذه أول مرة على الإطلاق. وكانت المباراة الثانية في البطولة. فوجئت لينا الشريف التي تكتب في Live from Gaza أنها تمكنت من الذهاب للبطولة:

«النص الأصلي:ملاعب كرة القدم في غزة للرجال فقط. أن تذهب الفتيات إلى مباريات كرة القدم فهو أمر غير مألوف. فقد أصابني أنا وصديقاتي بعض من القلق خوفاً من أن أهلنا لن يسمحوا لنا بالذهاب. والمثير للدهشة لقد سمح لي أبي بالذهاب مفترضاً أنني سوف أغادر المباراة من الملل. ولقد كنت متحمسة بالرغم من أني لست من مشجعي كرة القدم. ولكن ذلك لا يعني أنني لا أريد أن أجرب الشعور بوجودي في ملعب كرة القدم وسط ناس يهتفون عندما يمرر الرجال الكرة.

كانت المباراة في تمام الساعة الخامسة مساءاً. لم نُرد أن نكون ثلاث فتيات بمفردنا عند الذهاب إلى مكان مليء بالرجال. ولذلك قد اصطحبنا معنا بعض إخوتنا الذكور (بالرغم من أنهم أصغر منا سناً). ثلاثة فتيات محجبات، نظر إلينا حُراس الملعب بنظرة معناها ” ماذا تفعلن هنا؟” لقد اعتقدوا أننا صحفيات ولكننا قلنا بكل براءة: “نحن هنا لمشاهدة المباراة” وبالرغم من اندهاش الحراس فقد أعطونا مقاعد في الأماكن المخصصة لجمهور الأجانب. وقد كنا نحن الفتيات الوحيدات في الجمهور إلا لعدد قليل من الفتيات اللاتي أتين في وقت لاحق.»

يمكنك القراءة عن المباراة في مقالة لينا التي ختمت قائلة:

«النص الأصلي:كان يوماً خاصاً بالنسبة لنا. تجربة جديدة قد وصلتنا إلى أقرب ما تكون لمباراة كرة القدم. كأس غزة لكرة القدم تجربة سوف يقلل الكثيرون من قيمتها. لكن فكرة هذا الحدث سوف يضرب جوهر محنة غزة وحصارها. الكثير لا يفكر في شباب غزة واحتياجهم لممارسة الرياضة. لكن هذا الحدث سوف يوفر لبعض سكان غزة التضامن مع قليل من المتعة بسبب مباراة في كرة القدم.»

وقد نشرت لينا هذا الفيديو القصير التي سجلته خلال المباراة:

كتبت آمال صديقة لينا في Hopeingaza عن حضورها للمباراة:

«النص الأصلي:تأييد الأجانب لكأس العالم بغزة كان رائعاً بحق. لقد اعتقدت أنهم لن يتخذوا هذا الأمر بهذه الجدية. بالنسبة لهم فهو أمر بسيط جداً ولكن هذا الأمر البسيط يعني العالم لي ولكل الفلسطينيين. حضور مباراة كرة قدم كانت أمنية من أمنيات حياتي. وكان على قائمة أمنياتي الذهاب إلى مباراة كرة قدم بالخارج لأني كنت أعرف أنه لا يمكن أن تكون مباراة هنا في غزة. ولكن غزة قد حققت إحدى أمنياتي بكأس العالم هذا المقام بها. كأس العالم هذا مثل صرخة للعالم الخارجي الذي يشاهدنا نعاني تحت الحصار ولا يقدرون على فعل أى شيء كشعب معاق.»

مصادر

عدل