فلسطين: احتمالية التجنيد الإلزامي؟

الخميس 26 أغسطس 2010


[1]

أعلن وزير داخلية حكومة حماس، فتحي حماد، في بداية هذا الأسبوع أنه يدرس فتح باب التطوع في الأجهزة الأمنية والذي يعرف باسم التجنيد الاختياري لزيادة القوة العسكرية الموجودة في غزة. تتكون القوات الأمنية العاملة الآن من تقريباً 20 ألف فرد. تفاعل المدونون في غزة متعجبين من قرار التجنيد الإلزامي.

شباب فلسطيني – تصوير راستي ستيوارت، متاحة تحت رخصة المشاع الإبداعي مع ذكر المصدر وعدم الاشتقاق أو الاستخدام التجاري.

تكتب سيران نوفل:

«النص الأصلي:الخبر الذي شاعَ صيته في الشارع الغزّي والذي يتضمن فرض قانون التجنيد الإختياري ومن ثمَّ الإجباري على المواطنين الغزّيين ،هذا القرار الذي صدر من وزير الداخلية في الحكومة المقالة “فتحي حمّاد” ، إذ أنّ هذا الوزير قد صرّح بأن هذا “التجميد” ، أقصد التجنيد ما هو إلا وسيلة لزيادة الدفاع عن فلسطين ولزيادة قوة “الجيش الفلسطيني” في التصدي للإحتلال.

عندما قرأت الخبر على الوكالات الإخبارية المحلية راودني شعور بالإستغراب من جهة وشعورُ برغبة جامحة بالضحك من جهة أخرى ، فقرار مثل هذا الذي يتحدث عنه وزير الداخلية ليس بالقرار المنطقي ، بنظري هو قرار “رومنطيقي” نابع عن سيطرة الأحلام والمشاعر على متخذ القرار ، فهو يظن أنه دولة مستقلة خالية من المشاكل والحروب ،ولديه استقلال تام ولديه سلطته الباهرة التي تخوله لفرض قانون لا يصلح لا لزمان ولا لمكان ولا تتوفر فيه الظروف التي تؤدي إلى تطبيقه.»

وتستنتج من ذلك:

«النص الأصلي:أنا لستُ أتهجم على متخذ القرار ،إنما أحاول أن أكون “منطقية” يسيطر عليّ عقلي وأحاول أن أرمي “رومنطقيتي” أدراج الرياح ، فالتجنيد الإجباري الذي من المتحمل أن يتم تطبيقه سَيُولد تداعيات كثيرة أهمها ترسيخ الإنقسام ، بالإضافة إلى أن الشعب الغزاوي على ما أعتقد لم ولن يتقبل هذا الأمر بصدر رحب إذ يكفيه ما هو فيه من شقاء وغصة عيش.

هذا القرار ذكُرني بالدولة العثمانية حينَ كانت في أوج قوتها وحين كانت لها سيادتها في إتخاذ القرار وحين كانت لها سطلة كاملة على كافة الدول تقريبا فكانت تفرض التجنيد الإجباري ، أونحن أصبحنا “دولة عُثمانية” كي يتم إصدار مثل هذا القرار؟ أونحن نتمتع بقوة وسيادة كافية؟ ألسنا نخضع لمتحلٍ قادرٍ على أن يسحق المجندين كما فعلت في الحرب الماضية؟»

يكتب صاحب مدونة كلام:

«النص الأصلي:أكبر شرف للإنسان أن يثبت في ساحات الوغى وأن يكون ذو دور فاعل وبناء في الدفاع عن وطنه على أن يكون ذلك بوعي وتلائم مع الواقع.

أخيرا صار النا جيش يا جماعة وعنا تجنيد اجباري، وعلشان ما نتفاجأ راح نبدأ بالتجنيد الاختياري، كلام جميل وحلو وتطرب له الآذان ولكن دعونا نفكر في الدواعي والأسباب لذلك:»

يعطينا كلام قائمة ببعض الأسئلة عن الغرض من التجنيد الإلزامي:

«النص الأصلي:1. هل نحن بحاجة فعلا لأن ندرب كل أفراد الشعب على الأسلحة والقتال؟

2. هل الاجتياحات الاسرائيلية مقطعة بعض هالأيام؟ وهل هناك صواريخ تطلق من الضفة أو غزة؟

3. إن كنا سنوافق على دولة في حدود 67 فلماذا اذن نستعد للحرب ولمن؟

4. ان كنا مأمورين بالإعداد “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم” صدق الله العظيم، فهل هذا المقصود بذلك؟

5. هل ما يقال هو عبارة عن جعجعة اعلامية فقط ونشاط استعراضي؟

6. ما هي الخطة الوطنية التي سيتم على أساسها التدريب؟

7. ألا يكفي الشباب المنخرط في أجهزة السلطة – القديمة والجديدة- أو في التنظيمات الفلسطينية -الكثيرة جدا جدا جدا- لمواجهة العدو وبالتالي نحتاج لتجييش الشعب كله؟

8. هل أصبحنا دولة مستقلة فعلا وأصبح لدينا جيش نظامي؟

9. هل ستقبل إسرائيل بمثل هذه الخطوة؟»

ويكمل:

«النص الأصلي:10. ماذا سيحدث لو قصفت اسرئايل عدة مواقع للتدريب هل سنتراجع عن المشروع؟

11. من اين سنوفر المعدات والرصاص اللازم للتدريب ونحن في حصار خانق؟

12. من اين سندفع مكافآت المجندين والحكومة تعاني من ازمة مالية خانقة؟

13. هل سيذهب الشباب للتطوع في “الجيش” حبا في الوطن ودفاعا عنه أم بحثا عن فرصة عمل مرتقبة؟

14. هل تكفي مدة 3-9 شهور لتخرج لنا مجندا قادرا على التعامل مع الأسلحة؟

في المقابل أعتقد أن هذه الخطوة من شأنها أن تساهم في حل مشكلة البطالة فبدلا من “أن يسند الشباب الحيطان” سيجدون مكانا يفرغون فيه مسدساتهم وطاقاتهم.»

ويختم مذَكِّراً:

«النص الأصلي:نحن تحت احتلال …………….. تحت احتلال ……………………… تحت احتلال»

مصادر

عدل