فلسطين: عندما ينسى الأطفال الاستمتاع بوقتهم

الثالث 29 نوفمبر 2011


إن الموقف في قطاع غزة يمس كل نواحي الحياة، وكل الشرائح السنية. تشرح المدونة الفلسطينية سماهر الخندار المصاعب التي تواجهها حضانة تريد أن تقيم حفلة نهاية العام.

تقول سماهر:

«النص الأصلي:في الأوضاع العادية تقوم رياض الأطفال بتنظيم حفل ختامي لسنة طويلة من اللعب وتلقي الأساسيات التمهيدية للدخول في عام دارسي مدرسي قادم. لكن هذا العام لم تكن الأوضاع عادية ولم تستطع الكثير من الروضات تنظيم الحفل لأن الكثير من الأهالي لم يتمكنوا من دفع عدد من الدفعات الشهرية المستحقة لرياض الأطفال. ولأن الروضة كمشروع ربحي في معظم الأحيان تكون قد خرجت بخسارة كبيرة، تحجم عن خسارة جديدة بتحمل نفقات الحفل ولو كانت بسيطة.»

وتشرح سماهر كيف أن إحدى ملاك رياض الأطفال اقتنعت بأهمية الحفل للأطفال:

«النص الأصلي:ومن بين هذه الروضات على سبيل المثال روضة خالد بن الوليد الإسلامية، التي حتى يومين قبل الحفل لم تكن لديها نية في تنظيمه، تقول السيدة / مريم أبو الخير، مالكة الروضة … تقول أن عدداً كبيراً من الأهالي لم يتمكنوا من دفع الرسوم المستحقة على أبنائهم للروضة، وأنها لم تكن تنوي أن تقيم الحفل بسبب الضائقة الاقتصادية وصعوبات المواصلات وحالة الإحباط العام الذي يعاني منه الجميع، لكن وبعد أن تلقت مكالمات هاتفية من بعض الأمهات، تعاطفت مع مطلبهن بإسعاد الأطفال بوقت من المرح الذي حرموا منه طويلاً. وأجرت اتصالات مع بعض معارفها، الذين تكرموا بالمساهمة في شراء لوازم لحفل ترفيهي متواضع لأطفال الروضة.

حين وصلت في يوم الحفل فوجئت بالحضور الكبير للأمهات، ووجدت السيدة مريم ومساعدتها سوزان (وهي مدرسة في الروضة والمساعدة الأساسية للسيدة مريم) تقومان بالاستقبال الشخصي للأهالي وكانت الأولى في حالة توتر كبير، سألت مساعدتها ما بها فأجابت ضاحكة: “الفرقة تأخرت .. السكر ارتفع وكمان شوي بيجيها ضغط” ابتسمت للدعابة ودهشت لسماع موضوع الفرقة. المهم وبعد انتظار تبادلت فيه الأمهات كل أنواع الشكاوى من مصاعب الحياة ومصائبها، وصلت فرقة باص الألعاب التابعة لمركز الإرشاد التربوي في جباليا، وبدأ العاملين فيها بتحضير المسرح وتحضير الأطفال للتفاعل معهم. تابعت الأمهات الإعدادات السريعة بفضول، في حين قام أحد أفراد الفرقة بتشغيل أنشودة من تلك الأناشيد المشهورة من قناة طيور الجنة، ذات الشعبية الكبيرة في فلسطين. بدأ الأطفال يتابعون بحذر ذلك الشاب الذي بدأ يتقافز على لحن الأغنية ويمثل حركاتها بطريقة طفولية مضحكة. كان من الواضح أن الشاب مدرب وكان يقوم بعمله بتلقائية ومرح ومع ذلك كانت استجابة الأطفال بطيئة.

شعرت باستياء كبير لفتور الأطفال، وحذرهم الشديد، ونظرتهم المتخوفة؛ كأنهم لا يصدقوا أن هناك من يريد أن يشاركهم أوقات من المرح؛ أو أنهم خائفين منه (أي المرح) لأنه أصبح غريباً عليهم. بدأت فقرات الحفل برقصة للدمى وأيضاً لم يتجاوب الأطفال معها بل إن بعضهم بدأ بالبكاء بمجرد دخولها. وهنا بدأت الأمهات تتعامل بعاطفية وانفعال وهن يحاولن أن يقنعن أطفالهن بأن هؤلاء مجرد دمى جميلة مثل تلك التي يروها ويحبوها في الرسوم المتحركة، حتى أن بعض الأمهات جذبت أبنائهن لحلبة الرقص لتشجعهم وتقنعهم بأن هؤلاء دمى وليسوا وحوش. وبعد جهد جهيد بدأ عدد كبير من الأطفال بالاندماج خاصة عندما جاءت فقرة لعبة الكراسي الموسيقية.

بدت لي محاولات الأمهات دمج أبنائهن في جو المرح واللعب مؤثرة جداً، شعرت بالمأساة التي نعيشها ونقبل عليها كأمهات لكن الأطفال، بعد جهد ملحوظ من أعضاء الفرقة، اندمجوا بالجو وبدأوا بالتفاعل والمشاركة في الرقص والغناء والتقافز والضحك.»

مصادر

عدل