فنان صيني يروي كيف حُجب متجره الإلكتروني بسبب قميص أي ويوي

الأحد 5 أبريل 2015


فيما يلي الجزء الأول من مقابلة مع وو تون، وهو صاحب متجر على الإنترنت بموقع تاوباو الذي أجبر على الإغلاق في تشرين الثاني/نوفمبر 2014. أجرى المقابلة يي كيوتانغ ونشر أصلًا باللغة الصينية على موقع pao-pao.net في 10شباط/فبراير. قام بالترجمة إلى الإنجليزية ماندي وانج ونعيد نشرها هنا في إطار اتفاقية شراكة مع الأصوات العالمية.

في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وكما احتفلت مختلف المتاجر بتحقيق أرقام قياسية بالمبيعات عبر منصة التسوق الصينية على الإنترنت تاوباو، وبعد أربعة أيام بيع خلالها عشرة قمصان فقط، تم إغلاق متجر وو تون فجأة بسبب قميص بعينه مطبوع عليه شكل لجدار من الطوب وجملة كتبت بالخط العريض “愛 لا يمكن أن أكون هنا”. الحرف الصيني فيها يعني “الحب” ولفظه الصوتي “آي”

قام وو تون بهذا التصميم البسيط كجزء من فعالية “آي” (الحب) لا يمكن أن يكون هنا، في حركة تأييد عبر الإنترنت للفنان الصيني آي ويوي الذي يقبع قيد الإقامة الجبرية في الصين منذ عام 2011. “قررت الدعم والمشاركة عندما علمت بالأمر” يقول وو تون، “حسبت أنها ستكون رسالة مبطنة في دعم آي ويوي ولم أتوقع أن تكتشفني السلطة الرقابية. إنّ البيئة السياسية شديدة الحساسية تجعل من غير الممكن وجود كل من “آي” (أي ويوي) و”آي” (الحب)”.

لكنه لم يتوقف عن دعم آي ويوي ولازال مثابرًا على الإستمرار في سعيه على بيع تلك القمصان.

«النص الأصلي:Ai’s passport has been held by police officers since 2011, so he can’t travel abroad. I wish my effort could raise more people’s awareness about his status. I am also doing this for myself. My online shop was forced to shut down because of the t-shirt. I still want to re-produce the t-shirts and am searching for shops that are willing to sell them.»

«النص الأصلي:قامت الشرطة بحجز جواز سفر آي ويوي منذ 2011، وهو غير قادر على مغادرة البلاد. أتمنى أن تنفع جهودي في تعريف المزيد من الناس بقضيته. أنا أقوم بهذا أيضًا لنفسي فمتجري على الإنترنت قد أُغلق بسبب هذه القمصان ولازلت أرغب في معاودة إنتاجها والبحث عن متاجر مستعدة لبيعها.»

أنشأ وو تون صفحة على موقع إنديغوغو، وهو ثاني أكبر منصة للتمويل الجماعي في الولايات المتحدة، قدم فيها للمشروع مع فيديو ترويجي عنه. الموقع يمكن الوصول إليه من داخل البلاد فالرقابة على الإنترنت في الصين لم تحجبه. مع هذا، لن يستيطع الزائر من هناك الإطلاع على الفيديو الترويجي للصفحة بسبب اساتضافته عبر موقع يوتيوب المحجوب.

يتمنى وو تون أن يصل الفيديو للمزيد من مستخدمي الإنترنت في بلاده ففيه يشرح أهتمامه ودعمه للفنان آي ويوي وينتقد عبره ممارسات الرقابة على الإنترنت الصين. في وقت متأخر من إحدى الليالي بداية شهر شباط/فبراير، قام بتحميله على موقع يوكوكو، وهو النسخة الصينية من موقع يوتيوب، على أمل أن يبقى الشريط لأطول فترة ممكنة وليصل لأكبر عدد من الناس، لكن في صباح اليوم التالي وجد أن الفيديو قد تمت إزالته.

وو تون كان محتدًا، فهو يشهد تصلب الرقابة يتزايد أكثر وأكثر:

«النص الأصلي:Among the post-1985 generation, I began using the Internet a bit earlier than others. I started searching stuff online when I was a junior secondary school student in 1999. At that time, I searched for things like music, fashion, games, and other things young people are interested in. Suddenly, many websites were blocked for unknown reasons. Later, I learned that Fang Binxing (lead developer or “Father” of China’s Great Firewall) and his GFW were working behind the scenes. Imagine having to use a VPN to break the “wall” just to watch a video. The shutdown of my Taobao shop is a similar story. While we realized that “Ai Weiwei” is a forbidden term in China, I changed Ai's Surname to Love, but the authorities still shut down my shop. Friends from overseas asked me the reason and I didn’t know how to explain…»

«النص الأصلي:ضمن جيل 1985، كنت سابقًا لأقراني في استخدام الإنترنت. بدأت بالبحث عبره منذ أن كنت طالبًا في المرحلة الثانوية سنة 1999. في ذاك الوقت كنت أبحث عن أشياء مثل الموسيقى والأزياء والألعاب وأشياء أخرى تجذب اهتمام من في سني. فجأة، حُجبت الكثير من المواقع بدون أي سبب. عرفت فيما بعد أن فونغ بينكسين (كبير مطوري أو “أب” رقابة الإنترنت في الصين المعروف اختصارًا GFW) وفريق عمله كانوا يعملون من خلف الكواليس. تخيل الحاجة لاستخدام VPN (الشبكات الإفتراضية الخاصة) لكسر ذاك “الجدار” فقط لمشاهدة الفيديو. إن إغلاق متجري على تاوباو هو قصة مماثلة. فيما أكتشفنا أن اسم “آي ويوي” محرم تداوله في الصين، قمت بإبدال اسم عائلته “آي” بكلمة “حب”، لكن متجري لا زال مغلقًا من قبل السلطات. أصدقاء لي من الخارج سألوني عن السبب وأنا لا أعرف كيف أشرح لهم..»

وو تون بدأ باستخدام تلك الشبكات للتحايل على الرقابة إلّا أن قيود جديدة فرضت على استخدامها أبقت محاولاته محفوفة بالمخاطر. يقول “أريد الدخول إلى حسابي على تويتر، الشبكات الإفتراضية تعتبر أساسية عند مستخدمي الإنترنت الصينيين”. يتابع “ إن تحميل صورة قطّة على تويتر هو اليوم رفاهية بالغة مقارنة بالجهود المترتبة للقيام بذلك. فاحتمال أن يلتقط هاتفك الذكي الإتصال مع تلك الشبكة هو كاحتمال فوزك بالقرعة”

مصادر عدل