فيلم وثائقي يتحدى المصريين للحديث عن الجنس

الثالث 2 ديسمبر 2014


أثار الفيلم الوثائقي القصير بعنوان “لبيدو” (الرغبة الجنسية) نقاشًا حول الحياة الجنسية في مصر. يوظف الفلم من تأليف وإخراج يوسف الإمام أساليب مختلفة لمناقشة معضلات الشباب عن الجنس. بالإضافة إلى مقابلات مع الشباب للتعبير عن وجهة نظرهم الشخصية عن الجنس، يحكي الفيلم قصة (مازن) وهو شاب مصري يعرض العوائق التي يواجهها عندما يحاول التعامل مع شهوتة ورغبته الجنسية.

النقاش حول الجنس والحياة الجنسية في مصر لايزال يشكل تحديًا في مصر. مناهج التربية الجنسية في مصر تقدم معلومات محدودة وكثيراً ما يتم تخطيها وفقًا لدراسة حديثة أُجريت في المدارس المصرية. وأشار [www.popcouncil.org/pdfs/2010PGY_SYPEFinalReport.pdf استطلاع رأي في 2010] أن نسبة الربع فقط من الشباب قد تناقشوا مع والديهم بشأن تغييرات البلوغ.

وقد أدان تقرير حقوق الإنسان الحالي انتهاك الحكومات لحقوق الشباب من خلال إعاقة الوصول إلى المعلومات الصحية الجنسية والخدمات اللازمة لتمكينهم من عيش حياة صحية.

Libido - ليبيدو (Short Documentary about sex) على يوتيوب

ردود الأفعال حول فيلم “لبيدو” متنوعة ومختلفة، حيث أشادت بعض التعليقات بجرأة الفيلم في معالجة واستعراض الموضوع الصعب، في حين أعرب آخرون عن تحفظهم على الرسالة التي أحسوا بأنها تشجع ممارسة الجنس قبل الزواج. بعض التعليقات أدانت ممارسة الجنس قبل الزواج باعتباره إثم أو ذنب وغير أخلاقي، ولكن البعض الآخر يقول بأنها عملية ضرورية للبحث عن شركاء وأنه ليس من حق أحد الحكم على الآخرين بناءً على ما يفعلونه في حياتهم الشخصية.

تحدثت الأصوات العالمية مع مخرج الفيلم. وإليكم المقابلة

الأصوات العالمية(أ ع): حدثنا أكثر عن القصة وراء لبيدو.

«النص الأصلي:Youssef Alimam: Libido was my graduation project in the High Cinema Institute in Cairo. I was thinking I wanted to talk about the subject because I myself thought about this a lot as a kid. I did not receive proper sex education in my school, and my curiosity was just like any other kid, so I thought it would be very interesting to finally ask the questions myself for the first time when I was 20. Then, I started researching, until I finally came up with the whole concept of the movie, and how it shall be made.»

«ترجمة:يوسف الإمام (ي إ): كان لبيدو مشروع تخرجي من المعهد العالي للسينما في القاهرة. كنت أفكر برغبتي بالحديث حول هذا الموضوع لأني شخصيا كنت أفكر بهذا كثيراً عندما كنت طفلاً. لم أتلق تثقيف أو تعليم جنسي في مدرستي، وكان فضولي مثل أي طفل آخر، لذلك اعتقدت أنه سيكون من المثير أن أسأل أخيراً تلك الأسئلة لنفسي للمرة الأولى عندما كان عمري 20. ثم بدأت البحث، حتى خطرت لي فكرة الفيلم كاملة.»

أ ع: ما هي التحديات الرئيسية في صنع الفيلم ؟

«النص الأصلي:YA: From the start it was being considered absolutely insane, and I was told “you can't do it”. I was not convinced, because the subject has to be opened, and kids all over Egypt might learn from sources that are not considered ethical. They are aware of everything, but they do get false information from each other, and they start making up myths. They believe that it's a sin to even know, of course specially girls, who can't talk to their parents, can't find guidance in schools, and just learn to ignore the subject completely, being left with the surprises of puberty, and dealing with them in pure terror.

As for making the movie on a low budget, I had a lot of help from my friends, who believed in me and in the topic and how I was portraying it. In my university, after they saw the movie, they gave me good recognition and believed in my cause. I had a lot of support from my professors.»

«ترجمة:ي إ: اعتبروني مجنوناً منذ البداية، وقيل لي ” لا يمكنك أن تفعل ذلك”. لكني لم أكن مقتنع، لابد من فتح ذلك الموضوع لأن الأطفال في جميع أنحاء مصر يتعلمون من مصادر غير أخلاقية. هم على بينة بكل شيء ولكنهم يحصلون على معلومات خاطئة من بعضهم البعض ومن ثم تبدأ الأساطير والخرافات في التشكل.

هم يعتقدون بأن حتى مجرد المعرفة تعتبر خطيئة، وخاصة الفتيات بطبيعة الحال اللواتي لايستطعن التحدث مع والديهم، ولا يمكنهن العثور على توجيه في المدارس، يتعلمون تجاهل الموضوع تماماً، نتركهم مع مفاجآت البلوغ، ونتعامل معهم في ذعر تام.

لصنع الفيلم بميزانية منخفضة، حصلت على مساعدة من أصدقائي، الذين آمنوا بي وبالموضوع وكيف تم تصوير ذلك. بعد أن رأوا الفيلم في الجامعة، تم التعامل بشكل جيد وآمنوا بقضيتي. كان لي الدعم كبير من أساتذتي.»

أ ع: في أقل من شهر، تمت مشاهدة لبيدو من قبل الآلاف على يوتيوب، كيف كانت ردود الأفعال؟

«النص الأصلي:YA: I wasn't expecting it to spread like that, but as soon as I shared it, I saw the numbers go up by thousands within days. It was a shock, and people I don't know started sharing it. Lots of people gave me supportive feedback, and they said they were waiting for something like this to happen.»

«ترجمة:ي إ: لم أكن أتوقع أن ينتشر بذلك الشكل، لكن بمجرد أن نشرته على يوتيوب وجدت أن أرقام المشاهدين ترتفع بالآلاف خلال أيام فقط، كانت مفاجأة، وبدأ أشخاص لا أعرفهم بمشاركة الفيلم. أعطاني الكثيرون ردود فعل داعمة، وقالوا أنهم كانوا ينتظرون أن يحدث شيئا مثل هذا.»

أ ع: على عكس صنّاع الأفلام، شاركت الفلم بسهولة على يوتيوب و فيسبوك و تويتر. كيف تنظر لوسائل الإعلام الاجتماعية في خلق مناقشات لمثل تلك القضايا؟

«النص الأصلي:YA: Libido won several prizes, and it was released on the internet afterwards, so it received recognition in festivals and from youth all over. The feedback I got from there was outstanding. I was very happy that they were open to the subject and that it could touch someone from another country.

After it was released on the internet, it reached even more people across the world, and so on, so I think it helped a lot to spread through social networking of course.»

«ترجمة:ي إ: فاز لبيدو بعدة جوائز وبعد ذلك تم نشره على الإنترنت، فقد حصل على اعتراف من المهرجانات ومن الشباب في كل مكان. كانت ردود الفعل التي حصلت عليها رائعة. أنا سعيد جداً أنهم تقبلوا موضوع الفيلم الذي قد يلمس شخصاً آخر في بلد آخر.

بعد نشره على الإنترنت وصل إلى أشخاص أكثر حول العالم ومازال ينتشر. أعتقد أن مشاركته على الشبكات الاجتماعية قد ساهمت في نشره أكثر بالطبع.»

أ ع: هناك نقد بأن “لبيدو” قد ركز على وجهة نظر الذكور لفئة معينة من المجتمع في مصر. كيف ترد على ذلك؟

«النص الأصلي:YA: No, Libido discuses both male and female issues in Egypt, and the ending of the movie, (to those who have watched it) focuses mainly in a funny way, that we as a society ignore completely the female issues concerning sexuality. We act as if they aren't sexual beings, just like men, which is more of a crisis.

As for class, I believe the problem exists in society regardless of class, but mainly for middle class people as they cannot afford early marriage easily these days, because of economic issues. They have strict cultural boundaries that are relatively conservative, and they must live in certain standards when they are married otherwise the marriage will not be considered a proper one. They lack the liberation from materialistic essentials that exist only in a lower class.»

«ترجمة:ي إ: هذا غير صحيح، ناقش “لبيدو” قضايا الذكور والإناث في مصر حيث يركو في نهاية الفيلم وبطريقة مضحكة على أن المجتمع يتجاهل تماماً القضايا والحياة الجنسية المتعلقة بالإناث. نتعامل معهم كأنهم كائنات لا تحتاج إلى الجنس، تماماً مثل الرجل وهي أزمة أكبر.

أما بالنسبة للفئة، أنا أعتقد أن المشكلة موجودة في كل المجتمع بغض النظر عن الفئة أو الطبقة، ولكن بشكل أساسي بالنسبة للطبقة المتوسطة لأنهم لا يستطيعون الزواج مبكراً في هذه الأيام بسبب القضايا الإقتصادية. لديهم الحدود الثقافية الصارمة المحافظة نسبياً، وعليهم أن يعيشوا في معايير معينة عند الزاوج، خلاف ذلك لن يعتبر الزواج مناسب. أنهم يفتقرون إلى التحرر من الضروريات المادية التي لا توجد إلا في الطبقات المجتمعية الدنيا.»

ماهي الخطوات التالية للبيدو؟

«النص الأصلي:YA: It was a graduation project really, I was only trying to practice my skills as a director in making my first short documentary. I have no idea what can come next, but I wish that my voice will be heard, and that people would really try and think about solutions to the problems in our society. I think that we can solve the problems if we all can just cross the first step, and stop blushing when the word “sex” is uttered, and realize that this is biology.»

«ترجمة:(ي إ): كان مشروع تخرج حقيقي، كنت أحاول فقط ممارسة مهاراتي كمخرج في أول فيلم وثائقي قصير. ليس لدي فكرة عما يمكن أن يحدث لاحقاً، ولكن أتمنى أن يتم سماع صوتي، وأن تحاول الناس بالتفكير في حلول لمشاكل مجتمعنا. أعتقد بإمكاننا حل المشاكل بمجرد أخذنا الخطوة الأولى، والتوقف عن الخجل عند لفظ كلمة “الجنس”، وندرك أنه علم من العلوم.»

مصادر

عدل