كامي لوباج: قصة مصورة صحفية شجاعة قضت في أفريقيا

الخميس 3 يوليو 2014


[1]

أودت النزاعات التي تمزق القارة الإفريقية مرة أخرى بحياة صحفية في شهر مايو / أيار. كامي لوباج الصحفية الفرنسية 26 سنة كانت الضحية الأخيرة التي دفعت حياتها ثمنًا لشجاعتها في إخبار العالم عن العنف الممارس في حق المدنيين بجمهورية إفريقيا الوسطى.

في 15 مايو / أيار، عثرت مجموعة من المعنيين بحفظ السلام على جثة كامي لوباج في قرية قرب مدينة بوار (جمهورية جنوب إفريقيا) داخل سيارة تابعة لمليشيا مسيحية تدعى أنتي-بلاكا.

منذ 2012، حولت أعمال العنف جمهورية إفريقيا الوسطى إلى ساحة ملغومة بسبب النزاع المسلح بين سيليكا الطائفة المسلمة وبين أنتي بلاكا. مجموعتان مسلحتان تخوضان الحرب للسيطرة على المنطقة. كامي لوباج أول صحفية غربية تلقى مصرعها في هذا الصراع.

تخصصت في التصوير الصحفي بإفريقيا، خصوصا في مصر، وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى. قالت كامي أن ما يحفزها هو تغطية الأخبار التي تميل وسائل الإعلام الكبرى إلى تجاهلها. كانت تقول « لا أقبل أن يتم السكوت عن المآسي الإنسانية لمجرد أن تغطيتها لا تحقق أرباحاً.»

كان التأثر بالغًا عند إعلان خبر مقتلها، لا سيما عند زملائها في عالم الصحافة وعند الجمعيات المهتمة بحقوق الإنسان والشأن الإفريقي.

كتب جانون بورجيه شهادة مؤثرة على petapixel.com حيث يصف الموقع الإلكتروني كامي لوباج «كمدونة مهمة» تعبر عن روعة عالم التصوير.

«النص الأصلي:Heart-breaking news came out of Bangui, Central African Republic today. It has been confirmed that 26-year-old French photojournalist Camille Lepage, who we had the honor of interviewing just six months ago, has been killed while covering the ongoing crisis there

[…]

She had a passion for shedding light on the world’s ignored conflicts, and her compassion and dedication for her craft and her subject alike seem to shine through with every snap of the shutter. The French Presidency has released a statement saying that, “All means necessary will be used to shed light on to the circumstances of this murder and to find her killers.”»

«ترجمة:وردت اليوم أنباء مؤسفة من بانجي في إفريقيا الوسطى. تأكد مقتل كامي لوباج المصورة الصحفية الفرنسية 26 عامًا، أثناء تغطيتها الأزمة الحالية بالمنطقة . كان لنا شرف إجراء مقابلة معها قبل ستة أشهر فقط.

[…]

كانت مفعمة برغبة قوية، كشف الحقيقة المجهولة عن النزاعات في العالم. تعاطفها، وتفانيها في العمل وتركيزها على مواضيع مقالاتها تعكسه كل لقطة في صورها. صرحت الرئاسة الفرنسية أنها « ستتخذ كل التدابير اللازمة لمعرفة ملابسات هذه الجريمة والعثور على القتلة.»»

أثار هذا المقال ردود فعل عديدة من قبل القراء. كتب تايغر معلقًا:

«النص الأصلي:The conflict in Central Africa is very intense and dangerous and what you would call a red zone. It is actually one of the more dangerous areas in Africa. A very dangerous job I doubt many photo journalists would want to take. It was very courageous of her and not only that she was with one of the militia forces. It is very possible that while she was riding around with them, they were flanked by the opposing militia force and taken out by surprise. Very sad for such a young person with a lot of potential.»

«ترجمة:الصراع في إفريقيا الوسطى خطير وحساس، يمكن أن نطلق عليه وصف المنطقة الحمراء. إنها بالفعل واحدة من أخطر المناطق في إفريقيا. أستبعد أن يرغب الكثير من المصورين الصحفيين في الإنخراط بمهمة كتلك. كانت شجاعة كبيرة منها ليس فقط بسبب مرافقتها لإحدى المجموعات المسلحة. من المرجح أنهم وقعوا في كمين فصيل معاد. هذا مؤسف بالنسبة لشخص يمتلك إمكانات مماثلة.»

ينطلق الصحفي المكسيكي “ ريدج سيتي” من تجربته الخاصة، ليعبر عن صدمته إثر مقتل زميلته في العمل :

«النص الأصلي:Tragic loss, even not knowing her, seeing a fellow photographer have a tragic death is horrible. There are trendy magazines like Roling [sic] Stone or Vice Magazine that like to cover these human crisis and offer young people jobs like this, and don't even consider their security. Sadly, this happens all the time when photographers think they are untouchable with a extremely dangerous “I'm the press” mentality.

I live in Mexico and this place is the worst ever for journalists and even regular photographers. You ALWAYS have to put your safety first and don't think twice about leaving any place where someone has a weapon. They always target the cameras first. That's something they don't teach you in college.»

«ترجمة:بالرغم من عدم معرفتي الشخصية بها، فإن النهاية المأساوية والمحزنة لزميلة في المهنة تعد خسارة كارثية. مجلات مثل الرولينج ستون أو مجلة فيس، اللتان تفضلان تغطية هذا النوع من الأزمات الإنسانية، تسندان هذه المهام إلى الشباب دون توفير الحماية اللازمة لهم..للأسف، يفكر كثير من المصورين بعقلية «أنا صحفي» وفي مأمن من كل الخطر، وهذا بالغ الخطورة.

أعيش في المكسيك. وهو الأسوأ بالنسبة للصحفيين والمصورين المحترفين كذلك. يتحتم عليك تقديم سلامتك على أي شيء آخر، وألا تترد في إخلاء أي مكان يتواجد به شخص مسلح. أول ما يستهدفونه هو آلة التصوير. وهو ما لا تتعلمه في المدرسة.»

خلال المقابلة المشار إليها أعلاه، شرحت كامي لوباج لجريجوري إدي دجونز كيف وصلت إلى للعمل في إفريقيا:

«النص الأصلي:Since I was very little, I’ve always wanted to go and live in a place where no one else wants to go, and cover in-depth conflict related stories. I followed thoroughly the independence process of South Sudan and was shocked by the little coverage it got… plus all the pessimism around it really annoyed me.

Then, while doing research, I discovered the conflict in the Nuba Mountains. I became even more outraged by the fact that, except from a few media, no one talked about it. It became an obvious choice, I had to go and report from there. Yet, as a first experience in Africa, it seemed like a dangerous one. So I was trying to find alternatives.

I thought about moving to Uganda and going back and forth between the two countries. Then I realized I could probably get a job in a local paper and start within a structure instead of throwing myself out there with no contact, no portfolio and above all very little experience. So that’s what I did.»

«ترجمة:وأنا صغيرة، كانت لدي رغبة دائمة في أن أذهب إلى حيث لا يصل أحد وأنقل بعمق قصص الصراعات. تابعت عن قرب مسلسل استقلال جنوب السودان، وصدمتني قلة الاهتمام التي توليها وسائل الإعلام للموضوع.. كما أن التشاؤم الذي لف الموضوع كان يثير حفيظتي فعلاً.

اكتشفت أثناء البحث صراع مرتفعات النوبة. وزاد استيائي أن لا أحد يتحدث عنه باستثناء عدد قليل جدًا من وسائل الإعلام. أصبح واضحا خيار ذهابي إلى عين المكان لنقل الأوضاع. ولأنها أول تجربة في إفريقيا، فقد عرضنا لأخطار متعددة، لذلك حاولت إيجاد خيارات أخرى.

فكرت في البداية أن أستقر في أوغندا وأن أتنقل بين البلدين. ثم توصلت إلى فكرة العمل بجريدة محلية والبداية في بنية مؤطرة بدل المغامرة دون علاقات ودون ملف مهني، وبتجربة قصيرة جدًا. وهو ما قمت به.»

كتب جاك فيسي أحد قراء اليومية الفرنسية لوفيغارو، عما تركته كامي لوباج:

«النص الأصلي:On ne peut qu'être respectueux de sa volonté et admiratif de son courage. Elle est partie jeune mais son sens de l'engagement et de la vérité des faits l'a déjà inscrite comme la digne héritière de la lignée des Capa, McCullin, et autres Schoendoerffer.»

«ترجمة:لا يسعنا إلا أن نحترم إرادتها ونقدر شجاعتها. رحلت في سن صغيرة لكن وفائها للتزام ولحقيقة الوقائع جعلها جديرة بخلافة كبار الصحفيين: كابا، ماكولين، شوندرفر وآخرين.»

عملت كامي لوباج جنوب السودان، قبل أن تلتحق بمهمتها في جمهورية إفريقيا الوسطى. كان من المثير تنوع المواضيع التي نقلتها. يمكن الإطلاع في مدونتها على مقتطفات من عملها مع وسائل الإعلام الكبرى والمنظمات غير الحكومية والجمعيات الإنسانية:

جنوب السودان “سوف تنساني” 24 صورة

جنوب السودان “شباب يتلاشى” 17 صورة

جنوب السودان ” هذا ما ندعوه موضة ” 26 صورة

جمهورية إفريقيا الوسطى ” نحن معًا” 17 صورة

في 26 من عمرها، كانت كامي لوباج قد عملت مع وسائل الإعلام المعروفة: نيويورك تايمز، مجلة التايم، لوموند، فايس، صنداي تايمز، الجارديان، بي بي سي، وول ستريت جورنال، واشنطن بوست، منظمة العفو، لوس أنجلوس تايمز، قناة الجزيرة، ليبريشن، مجلة لو باريزيان، لو نوفيل أوبسرفاتور، جون أفريك، لا كروا، انترناسيونال، دفا فوتو، مجلة التصوير الفوتوغرافي وغيرها.

نشرت أعمالها كذلك كل من الهيئات التالية: منظمة مراقبة حقوق الإنسان، أطباء بلا حدود، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، منظمة العفو الدولية، ميرسي كوربس، منظمة المعاقين الدولية، برنامج الغذاء العالمي، انترنيوز، كراون ايجنت وسوليدتريه.

يشهد آخر مقال نُشر لها على فيسبوك على الخطر الذي يتعرض له المسلمون في جمهورية إفريقيا الوسطى:

«النص الأصلي:Muslim men take a taxi from the IDP camp in Bangui after the evening prayer to go to the bus station and take a bus to Cameroon on the next day. They have no other choice but to leave at dark so the local population won't see them and hopefully won't attack them.

In Bangui, attacks on Muslims take place everyday in the last 3 areas where Muslim remain. The attackers want them to leave or die and will do everything they can so no Muslim remain in the country.»

«ترجمة:بعد صلاة العشاء، ركب رجال مسلمون سيارة أجرة ستقلهم من مخيم اللاجئين إلى محطة الحافلات في بانجي. في الغد سيرحلون نحو الكاميرون. لا خيار لهم غير التحرك ليلا ليتجنبوا التعرف والاعتداء عليهم من طرف السكان المحليين.

في بانجي، تستمر الاعتداءات في المناطق الثلاث حيث لا يزال يقيم سكان مسلمون. سيفعلون أي شيء لإخلاء البلاد من المسلمين، فإما الرحيل أو القتل.»

شكراً كامي.

مصادر

عدل