كتاب يقدم للأطفال الألمان قصصًا حقيقية عن اللاجئين السوريين

الجمعة 1 يوليو 2016


كتبت لوسي مارتيروسيان هذا المقال في يونيو/حزيران 2016 ونُشر على موقع PRI.org ونعيد نشره هنا كجزء من اتفاقية لتبادل المحتوى.

يوجد الآن أكثر من 65 مليون نازح في العالم بسبب الصراعات وهو أعلى مستوى سُجّل على الإطلاق. نصف هؤلاء اللاجئين هم من الأطفال.

استقبلت ألمانيا أكثر من مليون لاجئ معظمهم من سوريا والعراق، وعلى الرغم من أن داعمي استقبال اللاجئين قد ثمّنوا ما قامت به المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في البداية إلا أن العديد من الألمان أعربوا عن قلقهم إزاء هذا الاستقبال متسائلين عن نهايته.

بينما يبدي الألمان البالغون ردود فعل متباينة حول اللاجئين أرادت الكاتبة الألمانية كيرستن بوي أن يدرك الأطفال على الأقل أن الطفل اللاجئ مثله مثل أقرانه في العالم.

تتناول في كتابها الأخير للأطفال “كل شيء سيكون على ما يرام” قصة حقيقية عن رهف وعائلتها التي فرت من حمص السورية نتيجة تعرضها لقصف طيران حيث عبرت العائلة البحر الأبيض المتوسط على ظهر قارب صغير واختارت بلدة صغيرة بالقرب من هامبورغ لتبدأ حياتها الجديدة.

نشر الكتاب بالألمانية والعربية ليقرأه الأطفال المولودون في ألمانيا مع زملائهم في المدرسة من المهاجرين. ( الترجمة بالإنجليزية متوفرة هنا)

تقول كيرستن أن لدينا مئات الآلاف من الأشخاص الذين يرحبون باللاجئين الوافدين إلينا، بل يدعمونهم بقوة ومنهم من يعطي الكثير من وقته لمساعدتهم في تعلم اللغة أو للذهاب للطبيب أو إتمام الإجراءات الرسمية وما إلى ذلك، ومن ناحية أخرى هناك من يرفض اللاجئين تمامًا، وتضيف كيرستن أن الأطفال عالقون بين الموقفين بسبب ما يتلقونه من معلومات؛ فبعض الآباء يتحدثون عن اللاجئين بصورة سيئة لذا فكّرت أن أخبرهم بقصة عائلة حقيقية ليمنحهم ذلك الفرصة لمعرفة حقيقة الأمر.

تواصلت كيرستن على مدار العام الماضي مع عائلات من اللاجئين، وتؤكد أنه كان بإمكانها اختيار قصص أكثر مأساوية كتلك التي تختبر العنف والألم وخسائر أكبر، لكنها قررت أن تسرد إحدى القصص المعتادة على أمل أن تُمكّن الأطفال الألمان من التواصل مع الأطفال اللاجئين بسهولة.

أثناء عملها على الكتاب التقت كيرستن برهف وأخيها حسن (ليست الأسماء الحقيقية) كما التقت بوالدتهم وبدلاً من الحديث عن العنف والحرب القائمة الآن بدأ الطفلان في سرد ذكرياتهم عن منزلهم وأصدقائهم وأقاربهم الذين تركوهم خلفهم، حتى حثّتهم والدتهم بالعربية في النهاية على الحديث عن فظائع الحرب التي شهدوها.

تتواصل كيرستن مع رهف وحسن حتى أنهم يذهبون معًا إلى السينما ولكنها لا تخطط لكتابة جزء أخر للكتاب. “أنا متأكدة أنني لن أفعل ذلك، فقد بذلت ما بوسعي كي لا يستطيع أحد التعرّف على هذين الطفلين حتى أنني غيّرت اسميهما، في الحقيقة هما من اختار الاسمين الجديدين فقد أخبراني بالأسماء التي يفضّلان تسميتهما بها في القصة.

أثناء استماعها لآراء بعض القراء عبّر بعض الشباب الألمان عن قلقهم إزاء حياة رهف وحسن وبدأوا بالتعاطف معهم. تضيف كيرستن: أعتقد أن الأطفال متفتحون جدًا فعندما سمعوا ما قاساه هذان الطفلان بدأوا بالتساؤل، هل بإمكاننا أن نساعدهم؟ كيف يمكننا أن نساعدهم؟ ما الذي نستطيع فعله لنجعل حياتهم أسهل؟

تحكي القصة عن طفلين سوريّين يسرق المهربون أمتعتهما. ضاعت دمية رهف وهي حزينة الآن لفقدها بهذه الطريقة. غالباً ما يتساءل الأطفال هنا عمّا إذا كانت قد وجدت رهف دميتها؟ وفي اعتقادي يكمن السبب وراء السؤال في أن فقدان الدمية شيء بإمكان هؤلاء الأطفال تخيّله لأنه يحدث لهم بينما يصعب عليهم تخيل القصف والقتال ومخاطر عبور المتوسط في الليل.

كيرستن التي كتبت أكثر من 60 كتابًا للأطفال والمراهقين تعتقد أن القصص تساعد الناس على فهم ما يجري في العالم وتؤكّد “أعتقد أن القصص تسهّل على الأطفال فهم الشيء أكثر من المعرفة النظرية وأعتقد أنّها فرصة للاستفادة منها”.

مصادر

عدل