كيف تمكنت مبتدئة من ترجمة رواية باقتدار
الجمعة 9 سبتمبر 2016
نُشرت هذه المقالة لأول مرة على موقع PRI.org في 18 مايو/ أيار 2016 ويُعاد نشرها هنا في إطار اتفاقية تشارك محتوى.
أُعلن أسبوع 18مايو/أيار عن الفائز بجائزة مان بوكر الدولية حيث كانت من نصيب الكورية الجنوبية هان كانغ عن روايتها “النباتية”.
تدور أحداث “النباتية” حول امرأة تتوهم تحوّلها إلى شجرة، ويرى بعض النقاد أن الرواية “عاطفية وجارحة” كما أن لها بعدًا إباحيًا واضحًا.
اللافت في الأمر أن حديث الكثيرين لم يتمحور حول الرواية نفسها بل حول مترجمتها.
استمع إلى هذا المقال على موقع PRI.org ˂˂
بدأت البريطانية ديبرا سميث ابنة الثمانية والعشرين عامًا تعلّم الكورية منذ ست سنوات فقط، فكيف تمكنت من ترجمة الرواية باقتدار؟
تُجيب سميث، “إذا ما كنت تسأل عن السرّ فهو يخفى عليّ أيضًا”، وتضيف “من منظور اليوم، أشعر كما لو أنني استنجدت بالقاموس في ترجمة معظم الكلمات، ولعلّي أبالغ في الوصف إلا انه يلخّص شعوري حينها. بدا لي الأمر شبيهًا بتسلق الجبال إلى حد ما.”
ووفق سميث، كانت معرفتها الحديثة بالكورية آنذاك عاملًا مساعدًا إذ تقول “لقد أدركت تمامًا حاجتي إلى التحقق مرارًا من كل شيء وإلى أخذ مزيد من الحذر”، وتضيف، “كان لا بد لي أيضًا من التشكيك بترجمة القاموس لبعض المصطلحات.”
وفوق ذلك، ليست الترجمة الحرفية بالضرورة أفضل الطرق في نقل نصوص أدبية. تقول سميث، “قد لا يكون من الصواب اعتماد المرادف الحرفي إذا ما كنت تسعى إلى نبرة أدبية”.
وحظيت سميث بمساعدة صديق كوري ألحّت عليه بأسئلتها المزعجة حسب قولها، وهو أحد زملائها في برنامج الدكتوراه (قامت سميث بمراجعة وتدقيق جميع أوراقه الجامعية مقابل هذه المساعدة).
نجحت الترجمة الإنجليزية في الاحتفاظ برونق الرواية كما أنها اجتازت امتحانًا أصعب بكثير؛ إذ تزعم سميث أن ليس بمقدور من يتقن الكورية والإنجليزية أن يعرف إذا ما كانت الكورية لغة المترجم الأم، وتقول سميث أن “أحدًا لم يعلّق على الأمر بعد قراءة الترجمة” مضيفة أن “الناس يتحدثون عنه بعد سماعهم بقصتي من مصادر أخرى لكن قوة المترجم وتمكنه من الترجمة الأدبية تكمن في إجادته للغة التي يترجم إليها وليس للغة التي يترجم عنها.”
ويتمثل المفتاح في رأي سميث بإجادتها للإنجليزية وكيفية تطويعها من أجل نقل الطابع الكوري الذي يميز أسلوب الرواية والصوت المسموع فيها. ويبدو أن مستوى سميث في الإنجليزية يفوق المطلوب حيث اعتادت حسب قولها على قراءة حوالي 200 كتاب في السنة ولذا، تقول سميث، “كنت واثقة بنفسي في هذا الجانب.”
اختلفت رواية “النباتية” عن جميع ما قرأته سميث، فكانت هي المبادرة بالتواصل مع دار نشر في عام 2013 حول نيّتها ترجمة العمل. وتقول سميث، “أرى أنها واحدة من الروايات التي تكشف عما هو شيّق في الأدب الكوري المعاصر الذي يتميز عن أدب بلدان أخرى كثيرة”.
وكان هذا سبب سميث في ترجمة رواية مكتوبة بلغة لا تتقنها، إذ تقول”أظن أن ذلك هو الهدف من الترجمة، أن ننقل شيئًا جديدًا إلى لغة أو ثقافة لم يسبق لها أن احتضنته.”
من الممكن الاطلاع على مقطع من رواية “النباتية” هنا:
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «كيف تمكنت مبتدئة من ترجمة رواية باقتدار». الأصوات العالمية. 9 سبتمبر - أيلول 2016.
شارك الخبر:
|