لاجئ سوري يطلق حملة تبرع لتمويل مطعم في البرازيل
الأربعاء 30 سبتمبر 2015
نُشر هذا المقال على مدونة MIGRAMUNDO ونعيد نشره بموجب اتفاقية شراكة مع الأصوات العالمية.
كان اللاجئ السوري طلال التيناوي مهندسًا في الميكانيك، ولكنه وجد مهنة أخرى منذ وصوله إلى البرازيل نهاية عام 2013. كانت البيروقراطية والإجراءات اللازمة لقبول شهادته في البرازيل قد أتعبته، فوجد طريقة أخرى لكسب العيش، في المطبخ، وشجعه في ذلك تحمّس البرازيليين للمطبخ السوري-اللبناني (ما يسمونه المطبخ العربي). أطلق طلال الآن نداءًا لبلوغ مرحلة أخرى وفتح مطعم عن طريق حملة جمع تبرعات .
بدأت القصة أواخر عام 2014، حين استضاف طلال مجموعة من الأصدقاء، ومتطوعين في منظمة ADUS (أدوس) وهي منظمة غير حكومية تساعد اللاجئين في مدينة ساو باولو التي يقيم فيها طلال مع عائلته. حظيت مقبّلاته وأطباقه بإعجاب الحاضرين، واقترحوا عليه استثمار موهبته وفتح مطعم خاص به.
وهكذا ولد مطبخ طلال السوري، والذي يديره من منزله، ويموّن من خلاله حفلات في مدينة ساو باولو، بما في ذلك حفلة “حزب المهاجرين” الذي احتفل هذا العام بذكراه العشرين، حيث نظم عشاءًا حضره 400 شخص، بمسجد باري (المسجد الرئيسي في مدينة ساو باولو) خلال شهر رمضان. كما يقدم طلال دروسًا في الطبخ لمواطنيه اللاجئين في مقر منظمة أدوس. يقول طلال “منذ ذلك العشاء في منزلي، لم أتوقف عن الطبخ”.
بدأت الهجرة إلى البرازيل، من سوريا ولبنان في نهاية القرن التاسع عشر، تحديدًا سنوات الثلاثينيات، حيث استقبل هذا البلد الأمريكي الجنوبي عشرة آلاف شخص، غالبيتهم من معتنقي الديانة المسيحية. اليوم، أكثر من 6 ملايين برازيلي أصولهم شامية مشرقية.
“الصّفيحة” (فطائر اللحم)، و”والكبّة” (لحم مفروم ومقلي)، أطباق يحضّرها طلال، صارت معروفة عند البرازيليين، وأصبحت الأكثر شعبية. “بعد أن صار لي قائمة طعام خاصة بي، صار الناس يبدون اهتمامًا بأصناف أخرى وأطباق جديدة” يقول طلال.
هذا الاهتمام المتزايد، جعل طلال يخطط لتوسيع عمله، وافتتاح مطعم… “مع عنوان ثابت ستصبح أطباقي أكثر شهرة، وسأتمكن من تقديم أطباق أكثر تعقيدًا وأقوم بتنويع قائمة الطعام”.
بمساعدة متطوعي “ادوس”، أطلق طلال حملة جمع تبرعات على الإنترنت، من أجل تحصيل 60000 ريال برازيلي (أي ما يقارب 15000 دولار أمريكي). وبهذا المال يعتزم طلال شراء معدات للمطعم كالأفران والثلاجات والأجهزة والأثاث.
تم جمع ما يقارب 15000 ريال (حوالي 3500 دولار) عندما انتهت الحملة يوم 21 سبتمبر/أيلول. يحصل المانحون ومن قدموا تبرعات على هدايا تتمثل في وجبات غذاء في المطعم، وبطاقات خصومات صالحة لمدة سنة كاملة.
تتسم هذه الحملة بالمرونة، فحتى وإن لم يتم تحصيل المبلغ كاملًا، فلن تعاد الأموال إلى من منحها، ولكنها ستستخدم لتغطية جزء من التكاليف، وسيتحصل من قدّم المال مقابل ذلك على خدمة توصيل الوجبات كما كان طلال يفعل دائمًا أثناء اشتغاله من منزله.
لقد ساعد متطوعو أدوس طلال أيضًا على مجابهة البيروقراطية في البرازيل، وإنشاء مؤسسته التي تعد مشكلة كبيرة للكثير من الأجانب أصحاب المشاريع الصغيرة في البرازيل.
في الفيديو أدناه، يحكي طلال قصته (باللغة البرتغالية) ويدعو فيه محبي الأكل السوري إلى دعمه، من أجل بلوغ هدفه وفتح مطعمه.
حسب اللجنة البرازيلية لشؤون اللاجئين، يتواجد في البرازيل حاليًا 7700 لاجئ من 81 جنسية، غالبيتهم قادمون من سوريا (23%)، تليها كل من كولومبيا وأنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. لقد زاد عدد طالبي اللجوء في البرازيل بنسبة 2131%، في السنوات الخمس الأخيرة. قفز الرقم من 1165 طلبًا عام 2010 إلى 25996 في السنوات الأخيرة فالبرازيل تستقبل أكبر عدد من طلبات اللجوء في أمريكا الجنوبية في السنوات الأخيرة.
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «لاجئ سوري يطلق حملة تبرع لتمويل مطعم في البرازيل». الأصوات العالمية. 30 سبتمبر - أيلول 2015.
شارك الخبر:
|