لبنان: الانتخابات الرئاسية والتدخل الخارجي

الأربعاء 26 مارس 2008


لبنان يدخل الآن شهره الخامس من دون رئيس للجمهورية. رئيس البرلمان آجل جلسة الانتخاب للمرة الـ15 حتى الآن. في لبنان, البرلمان الذي يتألف من 128 عضو منتخب, عليه أن يجتمع كي ينتخب رئيس الجمهورية. هذا لم يحدث بعد.

رئيس البرلمان أعلن أن الحكومة غير دستورية ولا يمكن أن تكون حاضرة في أي اجتماع للبرلمان. الحكومة التي يعينها الرئيس, كما يقول الدستور, كانت تتشكل من 30 وزيراً يمثلون مختلف المجموعات السياسية.

خمس وزراء من المعارضة قدموا استقالاتهم منذ أشهر لكن تلك الاستقالات لم يتم قبولها رسمياً حتى الآن. هؤلاء, بالاضافة إلى اغتيال الوزير بيير الجميل, أطاحو بتمثيل الحكومة السياسي الأصلي.

رئيس الوزراء رفض مطالبة المعارضة له بالاستقالة وقرر أنه سيستقيل عندما يتم انتخاب رئيس جمهورية جديد. وبما أن المعارضة والموالاة يتم دعمها من قبل قوى اقليمية وعالمية متناحرة, فلا يبدو أن هناك أي حل ممكن حتى توافق هذه القوى على حل أو تنازلات متبادلة.

النزاع السياسي بين الأحزاب المختلفة قد وصل إلى درجات خطيرة إلى حد أن هناك خوف حقيقي من صدام أهلي بين الناس – خصوصاً مع اندلاع عراكات متفرقة في الشوارع بين مناصري المجموعات المختلفة.

هنا, مدونين كتبا عن التدخل الخارجي و التأثير في الانتخابات الرئاسية.

مدونة في وسط الشرق تكتب عن زيارة سمير جعجع, رئيس حزب القوات اللبنانية, إلى الولايات المتحدة وترى أنه يمكن أن يكون الخيار الجديد لواشنطن للرئاسة اللبنانية:

«النص الأصلي:سمير جعجع, قائد الحزب اليميني المسيحي المتطرف القوات اللبنانية, والمدان بـ 4 جرائم اغتيال مختلفة من بينها رئيس وزراء لبناني والقائد المسيحي المنافس داني شمعون, التي قضي على عائلته بكاملها معه, هو شخص لديه عدد من الاغتيالات وجرائم الحرب أكثر من أي شخص آخر في هذا البلد, حيث يوجد الكثير من مجرمي الحرب الآخرين. لكن عندما زار فريق الـ “إما معنا او ضدنا” في البيت الأبيض, تم استقباله بحفاوة من قبل الجميع في دائرة الشرق الأوسط هناك, حتى وزيرة الخارجية رايس. حقاً, ان الارهابي لبعض الأشخاص, هو محارب من أجل الحرية لآخرين.

فرانكلين لامب, يستنتج الكثير من تلك الزيارة, ويلمح ان جعجع يمكن أن يكون الخبار القادم للبيت الأبيض كرئيس للبنان.»

مدونة مسمار جحا, تبدي قلقها من مشهد الزعماء اللبنانيين الذين يتوجهون إلى الخارج لحشد الدعم السياسي من قبل القوى الاقليمية والعالمية. هذا الدعم الذي سيحولهم إلى مجرد قطع في لعبة الشطرنج الاقليمية:

«النص الأصلي:إنه من المقلق مراقبة سياسيينا يسافرون حول العالم لمقابلة الزعماء الكبار (وغيرهم) والحصول على دعمهم. هذا القلق له علاقة بالدينامية الحالية لبلدنا…

في البلدان العادية, كل هذا السفر والزيارات يحدث “في الداخل”. في محاولتهم الوصول إلى الزعامة, يتحادث السياسيون مع القوى المحلية, يتصافحون معهم, يستثيرون بعض الحشود إلى دعمهم, أو يروضون بعض الأطفال غير المتعاونين.

في لبنان, سفرهم وزياراتهم تحدث في الخارج. في سعيهم للوصول إلى الزعامة, السياسيون اللبنانيون يتحادثون مع القوى الاقليمية, يقبلون بعض الأيادي (أو أسوأ من ذلك), يرشون بعض الحشود إلى دعمهم, أو يعرضون بعض الأطفال الميتين.

في غياب عنصر الدولة الذي يعزز الاستقرار, شخص ما سيدفع ثمن المحافظة على توازن القوى الداخلي في البلد. ولكن بما أن زومبيات الأحزاب الداخلية لديهم قيمة اقتصادية قليلة, فإنهم لا يستطيعون تمويل هذه الطفيلية الاجتماعية.

فالدعم يجب ان يكون خارجياً, وكل زعيم عليه ان يجد داعمين لدعم ادمانه السياسي. إلى حد ما, كل سياسيينا قد أصبحوا قطعاً في لعبة الشطرنج الاقليمية. في احسن الأحول يمكن أن يحاولوا ان يكونوا انتهازيين.»

مصادر عدل