لم أکن أعتزم الترشح لفترة رئاسية جديدة

اكد الرئيس المصري حسني مبارك مساء الثلاثاء عزمه على استكمال ولايته الرئاسية حتى الخريف المقبل، نافيا أي رغبة لديه في التجديد، وعارضا اصلاحات دستورية تؤمن انتقال السلطة لمن يليه رئيسا على مصر.

وبعد يوم طويل من التظاهرات فاق عدد المشاركين فيها الثمانية ملايين في كل انحاء مصر، بدا الرئيس المصري كأنه يخاطب المتظاهرين، فاكد لهم بلهجة غاضبة ان "التاريخ هو الذي سيحكم" عليه، وانه يرفض النفي وس"يموت على أرض مصر".

وقال مبارك في كلمته "اقول بعبارات واضحة انني لم اكن انوي الترشح" للانتخابات الرئاسية المقبلة في ايلول/ سبتمبر المقبل، مضيفا "لم اكن يوما طالب سلطة (...) كما انني فرد من أبناء قواتنا المسلحة ليس من طبعي التخلي عن الواجب والمسؤولية".

واعتبر ان مسؤولياته هي "استعادة امن واستقرار الوطن لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة في اجواء تحمي مصر والمصريين وتتيح تسلم المسؤولية لمن يختاره الشعب في الانتخابات الرئاسية المقبلة".

ولتأمين هذا الانتقال للسلطة عرض مبارك "مناقشة تعديل المادتين 76 و77 من الدستور" بما يعدل شروط الترشح لرئاسة الجمهورية ويقصر الرئاسة على "فترات محددة للرئاسة".

وكان تعديل المادتين 76 و77 مطلبا رئيسيا للمعارضة المصرية منذ سنوات، خصوصا ان التعديل الدستوري الذي ادخله مبارك في العام 2007 وضع شروطا شبه تعجيزية للترشح لرئاسة الجمهورية.

وقال مبارك في تأكيد لبقائه حتى آخر يوم من ولايته "هذا هو عهدي إلى الشعب خلال ما تبقى من ولايتي التي اختمها بما يرضي الله والوطن وابناءه".

كما اكد الرئيس المصري انه يرفض النفي تماما، عندما شدد على أن مصر هي الوطن الذي "دافعت عنه وسأموت فيه".

وقال كأنه يتوجه إلى المتظاهرين ان "حسني مبارك الذي يتحدث اليكم يعتز بما قضاه من سنين طويلة في خدمة مصر وشعبها (...) ان هذا الوطن العزيز وطني عشت وحاربت من اجله ودافعت عنه وساموت على ارضه وسيحكم التاريخ بما لي وما هو علي".

ووجه الرئيس مبارك اتهامات إلى "قوى سياسية" بالوقوف وراء المواجهات التي حصلت وادت إلى مقتل أكثر من مئة شخص، وبالمسؤولية أيضا عن أعمال النهب التي حصلت.

وقال "تحولت التظاهرات من مظهر راق ومتحضر ومن ممارسة لحرية الراي والتعبير إلى مواجهات مؤسفة تحركها وتهيمن عليها قوى سياسية سعت إلى التصعيد وصب الزيت على النار والقيام باعمال اثارة وتحريض وسلب ونهب واشعال للحرائق وقطع للطرقات واعتداء على مرافق الدولة".

واتهم أيضا هذه القوى التي لم يسمها بانها "من رفض الدعوة إلى الحوار تمسكا باجندتها الخاصة ودون مراعاة للظرف الدقيقة". وخير الرئيس مبارك المصريين بين "الفوضى والاستقرار".

مصادر

عدل