لندن تواصل التأهب في الحالة "الحرجة" تحسبا لتهديادت محتملة
12 أغسطس 2006
واصلت السلطات البريطانية إعلان حالة التأهب القصوى في الوضع "الحرج"، تحسبا لأية تهديدات محتملة، باختطاف و تفجير طائرات ركاب خلال رحلاتها من بريطانيا إلى الولايات المتحدة، فيما بدأت السلطات برفع بعض القيود على عدد من الرحلات الداخلية.
و قال وزير الداخلية البريطانية جون ريد إن العملية الأمنية المتعلقة بإحباط "المخطط الإرهابي" لتفجير طائرات ركاب متوجهة إلى الولايات المتحدة ستستغرق وقتا طويلا.
و فيما وجه الوزير البريطاني الشكر، خلال مؤتمر صحفي الجمعة، إلى باكستان على مساعداتها لكشف "هذا المخطط الإرهابي"، فقد رفض ريد الإدلاء بمزيد من التفاصيل بهذا الشأن.
و أخبر مسؤول استخباراتي بريطاني رفيع بأن المعلومات الأساسية التي قادت إلى كشف هذا المخطط، حصلت عليها من أحد أعضاء "المجمع الإسلامي" في بريطانيا.
و أشار المسؤول إلى أن هذا الشخص كان موضع مراقبة لأجهزة الأمن البريطانية، على ضوء الاشتباه في أن له علاقة بتفجيرات لندن الإرهابية، التي وقعت في السابع من يوليو/ تموز من العام الماضي.
إلى ذلك، قالت مصادر رسمية أمريكية إن مكالمتين هاتفيتين، أجراها أشخاص من لندن إلى آخرين في الولايات المتحدة، ساعدت في كشف هذا المخطط، مشيرة إلى أن السلطات تقوم حاليا بإجراء مزيد من التحليلات لفحوى المكالمتين.
و ذكرت المصادر أنها لم تعثر حتى الآن على أي دليل، يفيد بأن أحد من المشتبه بتورطهم في "المؤامرة" موجود حاليا في الولايات المتحدة.
و أفادت الأنباء أن إحباط هذا المخطط بعد مراقبة وثيقة ودقيقة استمرت على مدى أشهر، وأسفرت عن اعتقالات في كل من بريطانيا و باكستان، حيث أكدت شرطة سكوتلانديارد أن التوقيفات التي تمت هي محصلة عملية معقدة ومستمرة منذ أشهر، ضمن جهود مكافحة الإرهاب.
و كانت السلطات البريطانية قد أعلنت في وقت سابق أنها اعتقلت 24 مشتبها به من البريطانيين، على علاقة بالمخطط الإرهابي لتفجير طائرات في الأجواء، خلال سفرها بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
و قالت مصادر أمنية بريطانية إن المحتجزين من المسلمين المولودين في بريطانيا، و يمكن للشرطة أن تحتجزهم لمدة 28 يوماً، قبل أن توجه لهم اتهامات رسمية.
و قد استخدمت الحكومة البريطانية التشريعات الخاصة بمكافحة الارهاب، و أصدرت أمرا بتجميد أرصدة 19 من المشتبه فيهم و حساباتهم المصرفية.
و قالت السلطات البريطانية إن واحدا على الأقل من المعتقلين المشتبه بهم في بريطانيا كان موظفا في مطار هيثرو، ومصرح له بدخول كافة أقسام المطار، بحسب ما أشارت له القناة الرابعة الإخبارية.
و قامت السلطات الباكستانية بحملة اعتقالات متزامنة، بالتنسيق مع السلطات البريطانية، أسفرت عن القبض على سبعة مشتبهين، بينهم اثنان يحملان الجنسية البريطانية.
و قال متحدث باسم الخارجية الباكستانية "في الواقع، لعبت باكستان دورا مهما في الكشف عن الشبكة الإرهابية الدولية. و أن التعاون كان قائما منذ فترة من الزمن."
من جهة أخرى، سمحت هيئة مراقبة المجال الجوي في لندن، لشركة الخطوط الجوية البريطانية، التي تدير المطارات، برفع القيود على الرحلات للمسافات المتوسطة من و إلى مطار هيثرو، والتي كانت قد فرضت صباح الخميس، إثر اكتشاف مؤامرة لتفجير عدة طائرات، و هي في طريقها من بريطانيا إلى الولايات المتحدة بمتفجرات مخبأة في حقائب يد.
و قالت متحدثة باسم الشرطة البريطانية إنه لا توجد قيود على الرحلات للمسافات الطويلة، و لكن على الركاب أن يتوقعوا تأخيرا كبيرا قبل الإقلاع.
و كان الإعلان عن إحباط هذه المؤامرة قد أشاع حالة من الفوضى في مجال النقل الجوي في أوروبا، حيث أدى إلى إلغاء عدة رحلات دون إنذار مسبق، و تأخير مواعيد إقلاع طائرات أخرى، و تشديد إجراءات تفتيش الركاب.
و في إطار تعليقه على ما أعلنته السلطات البريطانية بشأن هذا المخطط، قال الرئيس الأمريكي، جورج بوش، إن هذا المخطط يجب أن يذكرنا بأن الولايات المتحدة في حالة حرب مستمرة مع من وصفهم بـ "فاشيين إسلاميين."
و أضاف بوش أن هؤلاء، الذين تحاربهم الولايات المتحدة، سوف يستخدمون كل الوسائل المتاحة أمامهم، لتدمير كل من يحب الحرية بيننا، و يؤذوا هذه الأمة".
و على الصعيد ذاته، أعلن مسؤولون في الإدارة الأمريكية الخميس، أن هناك مؤشرات قوية ترجح أن "المخطط الإرهابي لتفجير طائرات خلال رحلاتها عبر الأطلسي، بين بريطانيا والولايات المتحدة"، و الذي كشفت عنه السلطات البريطانية الأربعاء، كان من تخطيط تنظيم القاعدة.
و أشارت مذكرة صادرة عن الأمن الداخلي الأمريكي أن المخطط كان يهدف إلى تفجير نحو 10 طائرات قادمة من بريطانيا إلى الولايات المتحدة بالتزامن، و ذلك باستخدام متفجرات سائلة، فيما وصفت المؤامرة بأنها "متقدمة جدا."
و قال وزير الأمن الداخلي الأمريكي مايكل شيرتوف، في مؤتمر صحفي، إن المخطط "كان جديا و خطيرا جدا، لشن هجوم على رحلات تابعة لشركات طيران أمريكية، في طريقها من المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة."