ماهو حال حقوق التأليف والنشر في العالم العربي؟
الأحد 10 مايو 2015
يُقام اليوم العالمي للملكية الفكرية، وهو الحدث الذي نظمته المنظمة العالمية للملكية الفكرية، في 26 نيسان / أبريل من كل عام “احتفالًا بالابتكار والإبداع.” تهدف الحقوق الممنوحة بموجب قوانين الملكية الفكرية، مثل حقوق التأليف والنشر، إلى رسم التوازن بين حقوق المبدعين لكسب العيش من حرفتهم، وحقوق أفراد المجتمع في الحصول العادل على هذه الأعمال الثقافية. واحدة من الطرق التي يتم بها تحقيق هذا التوازن هو الحفاظ على قانون حق المؤلف لفترة مؤقتة من الوقت وليس إلى الأبد.
عند انقضاء مدة حماية حق المؤلف، يدخل العمل المجال العام. يمكن نسخ الأعمال في المجال العام، مشاركتها، وترجمتها من قبل أي شخص بشكل مجاني ودون الحاجة إلى الحصول على إذن أحد. من المهم جدًا أن يكون وصولنا لأعمال المجال العام متاح بحرية لأنها تشكل لبنات الأفكار التي نستخدمها لإنشاء أعمال ثقافية وعلمية جديدة.
معرفة كيفية انتهاء عمل هذا المصطلح يمكن أن تكون مهمة صعبة لأنها تختلف من بلد إلى آخر وتختلف اعتمادًا على العمل المطلوب. على سبيل المثال، يتم حماية الكتب والأعمال الأدبية الأخرى في العالم العربي من لحظة إنشائه (كتابته) لعمر المؤلف كاملًا بالإضافة إلى 25، 50، أو 70 سنة بعد وفاته.
تحمي غالبية الدول العربية الكتب لحياة مؤلفها بالإضافة إلى 50 عامًا بعد وفاته نتيجة لالتزاماتها الدولية بموجب اتفاق تريبس واتفاقية برن. في حين أن البحرين والمغرب وسلطنة عمان تمدد حقوق الطبع والنشر لفترة أطول من البقية نتيجة لتوقيعهم على اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، التي لا تختلف كثيرًا عن TPP (الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية عبر المحيط الهادئ) الحالية.
هذا التعبير قد يكون أكثر تعقيدًا لأنواع مختلفة من الأعمال. على سبيل المثال، على الرغم من أن غالبية الدول العربية تحمي الصور لنفس المدة كما الكتب، توفر بعض البلدان مدى أقصر لحماية الصور بحيث يتم حساب المدة من لحظة التقاط الصورة أو نشرها.
تبين المخططات المذكورة أعلاه أن حساب مدة حق المؤلف معقد. على سبيل المثال، تم أخذ كتاب “الفتاة الأفغانية” (أو شربات جولا) للكاتب ستيف ماكوري عام 1984 في حين تم نشره في ناشيونال جيوغرافيك عام 1985. كانت صورة للعموم في ليبيا منذ عام 1991، في المملكة العربية السعودية منذ عام 2010، في اليمن منذ عام 2011، ولا تزال محمية بموجب حقوق الطبع والنشر في جميع البلدان التي يربطها القانون بحياة المؤلف لستيف ماكوري الذي لا يزال على قيد الحياة.
هل للبلدان التي تملك مدى حماية أقصر أن تجعل حياة الفرد أسهل وتمدد حمايتهم لتتطابق مع تلك التي تحمي حقوق الطبع والنشر لفترة أطول؟ حجة الذين يدعمون فترة أطول لحقوق التأليف والنشر هي أن مؤلف العمل قد أنفق الوقت والجهد لإكمال عمله ويستحق أن يكون عمله محمي بطريقة تجعله يستفيد من الربح الذي يستحقه وبالتالي تشجيعه على خلق المزيد من الأعمال.
أما الحجة ضد تمديد شروط حقوق التأليف هو أنه لا يوجد أي دليل على أن الكتَاب سيشعرون بمزيد من الحوافز لإنشاء أعمال جديدة إذا منح حماية حقوق الملكية الفكرية لعملهم لمدة 70 عامًا بدلا من 50 بعد وفاتهم. على العكس من ذلك، يشعر المستخدمون في دول مثل البحرين والمغرب وعمان بالتخاذل بشكل واضح على المدى الطويل لأنهم يضطرون للانتظار لمدة 20 سنة أطول من جيرانهم العرب قبل أن تتمكن الجامعات والطلاب والمستخدمين الآخرين من النسخ والترجمة واستخدام الأعمال القديمة قانونيًا. يمكن لهذا الفرق لمدة 20 سنة أن يجعل القطاعات التي تعتمد على حقوق التأليف والنشر، مثل التعليم والصناعة والترفيه، أكثر تكلفة للعمل من جيرانهم.
هذا لا يعني أن الأمور مثالية في البلدان التي تدوم فيها الحماية لبعد حياة المؤلف لخمسين عامًا، هذه المدة طويلة جدًا وتعني عمليًا أن الأعمال التي تم إنشاؤها من قبل الآخرين أثناء حياتنا من غير المرجح أن تنضم إلى المجال العالم إلا بعد أن نموت. توفر قوانين حقوق التأليف والنشر في العالم العربي الاستثناءات التي تسمح للمستخدمين في ظروف معينة بنسخ الأعمال والاستفادة منها دون الحصول على إذن من المؤلف، ولكن ليس لأية دولة عربية استثناء “ الاستعمال العادل” في حين أن الاستثناءات الحالية محدودة ولا تلبي احتياجات مستخدمي الأعمال الإبداعية على شبكة الإنترنت.
على الدول العربية عدم تمديد سنوات حقوق الطبع والنشر دون التفكير في عواقب قدرة المجتمع للوصول إلى المعرفة والثقافة. الحماية الإضافية لا تعني بالضرورة حافزًا أكبر لنتاج المؤلفين وبالتأكيد لا تخلق نظام حماية حقوق أفضل للطبع والنشر.
تمت كتابة هذه المقالة بشكل مشترك من قبل رياض البلوشي و صديق حسنة. الرسوم البيانية من Infographic on Copyright Term in the Arab World.
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «ماهو حال حقوق التأليف والنشر في العالم العربي؟». الأصوات العالمية. 10 مايو - أيار 2015.
شارك الخبر:
|