مترجمو الأصوات العالمية: جان سان – ديزييه

السبت 26 مارس 2011


في موقع الأصوات العالمية بالفرنسية، غالباً ما يكون الشغف بالأحداث الراهنة وبآخر الأخبار في العالم، أو حتى الاستمتاع بكل بساطة هو الدافع الأكبر للعديد من المترجمين (المتطوعين) للمساهمة في الترجمة. وهم بنقلهم المقالات إلى اللغة الفرنسية يستفيدون فيتعرّفون على أكبر عدد ممكن من البلدان. ولكن يبرز مساهم في فريقنا الفرنسي، شخصٌ يكرّس نفسه لترجمة جميع المقالات عن البرازيل (ربما باستثناء نصّ وحيد عن العراق!) فينقلها مباشرة من اللغة البرتغالية إلى الفرنسية. إنه جان الشهير بخوان، الذي يترجم حباً لهذا البلد (أي البرازيل).

سؤالنا التقليدي: كيف تعرّفت على الأصوات العالمية وقررت الإنضمام إلى فريق المترجمين؟

جان سان-ديزييه: أعتقد أن السبب يعود لدرجة ما إلى التربية المثالية والبسيطة، إذا صحّ التعبير، التي تلقيتها. فأنا ما زلت مؤمناً بجمال العالم وطيبة الناس. من هذا المنطلق أفليست الإنترنت وسيلة مذهلة لجمع الناس، كي يتعرّفوا على بعضهم البعض ويصبحوا بشكلٍ ما أناساً أفضل؟ أنا أحبّ الناس وفقط. وعندما وقعت بالصدفة، أثناء تصفحّي الإنترنت، على موقع الأصوات العالمية، قلت لنفسي “ها قد عثرت على داري!”

لماذا اخترت البرازيل ؟ وكيف تفسّر هذا الشغف في الترجمة من البرتغالية إلى الفرنسية؟

ج. س-د: اكتشفت هذا البلد بالصدفة عام 1984، يوم عيد الميلاد. وقد شكّل الأمر بالنسبة لي نوعاً من الصدمة، أنا الذي كنت في فرنسا، إنساناً حائراً، هائماً أتخبط في الحياة بدون أي هدف، غارقاً في العدم، وإذا بي أتعرّف على بلد، سكّانه يشبهونني من حيث إعطاء الأولوية للعلاقات الإنسانية والتواصل والإختلاط، أناسٌ يعتبرون السعادة أولوية مهما كانت الظروف. مع الوقت، خَفَت هذا الإنطباع الأولي بطبيعة الحال ولكن في حينها قلت لنفسي: “لن أغادر هنا أبداً. ولعبت الصدفة دورها مرّة ثانية، إذ تعرفت على شخص أنقذ حياتي بكل ما في الكلمة من معاني، وأنا أعتبره أخاً لي وتوأم روحي. وقد ساعدني معرفة أن هناك في الحياة شخص يشبهني (وإن كنّا نختلف عن بعضنا البعض اختلافاً جذرياً) وأنه كان برازيليّ، على تخطي هذه المرحلة الصعبة. وهكذا، انطلقت، رميت كلّ شيء خلفي وقطعت الجسور وأصحبت برازيلي. ولكن الندم الأكبر لدي، عدم انتهاز هذه الفترة للتقدّم بطلب الحصول على الجنسية البرازيلية.”

ماذا فعلت في البرازيل؟

ج.س-د.: في بادئ الأمر ـ مكثت لسنتين في فورتاليزا في سيارا، حيث كنت أعطي دروساً باللغة الفرنسية في مؤسسة الشراكة الفرنسية (الAlliance Française). من ثم انتقلت إلى إيتاباريكا، سالفادور، في منطقة باهيا، حيث سعيت للقيام بعملِ خاص بي فقمت بفتح بوسادا، وهو نوع من فندق ومطعم صغير على الجزيرة، ولكن عبثاً، لم يكتب للمشروع النجاح. بعد مضي ثلاثة أعوام عدت إلى فورتاليزا، مدينتي ودياري حيث الشمس لا تغيب أبداً. وهكذا انقضت عشر أعوام، عدت بعدها إلى فرنسا. ، تعرفت خلالها (العشر سنوات) على شريكة حياتي وملاكي الحارس وهي أيضاً فرنسية، لتري كيف أن القدر يلعب دوره، فلسنا نحن من يختار، وقد رزقنا الله بولدين رائعين. ولكن البرازيل فرصة حقيقية للتعرف على العالم وأرغب في توعيتهم على هذا الأمر. إنه مختبر حيّ وحقيقي، ينبغي أخذه على محمل الجدّ، وأنا في منتهى السعادة لعلمي بأن هذا ما بدأ يحصل، بفضل الرئيس لولا، وليس هو فقط بل وبفضل جميع الآخرين، كلّ هؤلاء البرازيليين الذين جعلوا هذه البلاد مثل رواية “مشروع محتمل لجزيرة”، حيث تكون مأوى في حالة الدمار على مستوى شخصي أو جمعي.

هل ساعدتك الأصوات العالمية على اكتشاف أموراً كنت تجهلها عن البرازيل؟

ج.س-د نعم اكتشفت أمراً لم يخطر يوماً على بالي من قبل (وكنت بيني وبين نفسي ألوم البرازيليين على غيابه) وهو هذا النشاط والحيوية الوطنية والتي تجلت على الإنترنت بشكل واضح خلال انتخابات ال2010 من خلال مبادرات دييجو كازايس و بولا جويس ورفاقهم وموقع مراقبة الإنتخابات والمرشحين Eleitor2010

كيف تصف حياتك الفرنسية الجديدة؟

ج.س-د: جمعت ما بين شغفي للغات وشغفي للناس وأصبحت أستاذ لغة فرنسية للأجانب وأنا أعمل حالياً مدرّباً في جنوب البلاد مع أفراد ملزمين بإجادة الفرنسية إلى درجة معينة حتى يحقّ لهم البقاء هنا. أقوم بما بوسعي لمساعدتهم حتى يطمئن بالهم من هذه الناحية على الأقل. مع أن مفهوم الحدود، افتراضي تماماً بنظري.

هل هناك مكان ما في البرازيل عزيز على قلبك بشكل خاص؟

ج.س-د. : شاطئ موكوريبي في فورتاليذا، حيث هناك بدأت قصتي ومشواري. هناك في كعب فافيلا (أحياء سكنية شعبية وفقيرة) عالقة ما بين نادٍ لليخوت ومبانٍ بورجوازية وسوق السمك والإستاليروس estaleiros، الذين يشيدون ويصلحون المراكب والزوارق saveiros والأطواف [#mce_temp_url# jangadas.] يقشعرّ بدني كلما استذكرت هذا المكان !!!!

مصادر عدل