مدون الأسبوع: يحيى كوليبالي

السبت 20 أغسطس 2011


يحيى كوليبالي هو مهندس زراعي في محطة الأبحاث الزراعية بسينزاناجار [الرابط بالإنجليزية]، وهي قرية تقع على بعد 37 كيلومتراً من مدينة سيجو المالية. مهمة المحطة هي تحسين أنواع المحاصيل لمساعدة المجموعات الريفية المحلية في ممارساتهم الزراعية. يحيى أيضاً مساهم في مشروع Ségou Villages Connection (ربط قرى سيجو) [الرابط بالإنجليزية] المدعوم من لدن الأصوات الصاعدة، وقد كان عضواً مشاركاً في التكوينات المختلفة التي يقدم بوكاري كانوتي من أجل أن يروى ما يجري في هذه المجتمعات الريفية بمنطقة سيجو رغم صعوبة النفاذ إلى الإنترنت. وقد أنشأ يحيى حساباً على تويتر ( @YCoulibaly)، بدأ يكتب فيه بالفرنسية عن هذا الجزء من بلده الذي يعرف عنه الكثير بحكم عمله. وهو كذلك مشارك في مدونة المشروع على العنوان Ségou Infos [بالفرنسية].

في هذه المقابلة عبر البريد الإلكتروني، يثير يحيى تجاربه ويتحدث عن رؤاه للمستقبل، والحاجات المتزايدة في مجال التقنيات الجديدة في مالي الأرياف.

الأصوات الصاعدة: حدّثنا عن نفسك قليلاً، من أنت باختصار، ماذا تفعل في الحياة… وما إلى هنالك

ي. ك.: أنا يحيى كوليبالي، أقيم في سينزاناغار، وهي قرية تبعد مسافة 37 كلم عن مدينة سيجو. أنا مهندس زراعي في محطة البحث الزراعي بسينزانا جار في مالي. مهمتنا هي خلق تشكليلات من البذور المحسنة ووضعها في متناول العالم الريفي من أجل تطوير الزراعة.

حدثنا عن مسارك مع فريق Toujours Pas Sages وSégou Infos: كيف اندمجت في الفريق، ولماذا فعلت ذلك، وماذا تفعلون بالضبط… وعملك بشكل خاص، كيف تجمع المعلومات وهل من السهل التواصل مع الناس؟ هل هذا نوع من الصحافة الشعبية؟

التقيت بوكاري كانوتي @fasokan، صاحب مبادرة مشروع Toujours Pas Sages (لم يصبح حكيماً بعد) في مالي، ضمن إحدى ورش التدريب المقامة للسّكان المحليين على الإنترنت. وعلى إثر التعرف على الأهداف المرجوة من مشروع سيجو إينفو انضممت للفريق الذي كونه بوكاري. ونظراً لضرورة إيجاد فضاء من المعلومات، والتواصل وتبادل الخبرات، وجدت أن هذه الفكرة يمكن أن تحل جزءً كبيراً من مشكلة المعلومات الخاطئة عن القرى وفوق كل شيء تقديم معلومات لسكان المدينة وسكان البلدان الأخرى عن الأنشطة اليومية لمجتمعاتنا المحلية. وثمة عاملان دفعاني لأكون جزءً من سيجو إينفو: وهما أهمية وأصالة هذه المبادرة.

على غرار بقية الأعضاء، فإن دوري يتمثل في جمع المعلومات عن الأحداث الجارية، والتقاليد، والثقافة، والمناسبات التقليدية وإرسال هذه المعلومات من خلال الرسائل القصيرة إلى بوكاري الذي ينشرها بدوره على مدونة سيجو إينفو. مع أن ذلك ليس سهلاً، فنحن نبذل قصارى جهدنا لإرسال صورة تكمل النص المرسل.

أنت مهندس زراعي وهذا بعيد كل البعد عما تقوم به الآن في مدونة سيجو إينفو Ségou Infos، فإلى أيّ حد تقدّر أن وضعك المهني يستفيد من التكوين الذي حصلت عليه؟ وإلى أيّ حد ترى أن التقنيات الجديدة تلعب دوراً في حياتنا اليومية؟

فيما يخص جمع المعلومات، فهذا يتم بطرق مختلفة: فثمة أشياء يمكن أن تحصل بحضورنا ويمكننا أن نبعث بهذه المعلومة دون الرجوع إلى أيّ أحد لأنّ كل شيء حدث أمام أعيننا. بينما يمكن لبعض الأشياء أن تحصل في القرى البعيدة عنا بعض الشيء، وعندما نفهمها نذهب إلى هناك للحصول على المعلومة من مصدرها. ومرّات عندما لا يكون التنقل سهلاً، نلجؤ للاتصال هاتفيا بشخصِ في القرية يمكن أن يعطينا نسخةً دقيقة عن الخبر.

في إطار التقاليد والثقافة السائدة، نتحدث إلى أشخاص كبار في السّن هم أولياء الأمور. في بعض الأحيان، وعندما كنا أطفالاً أفارقة، كانت لدينا مفاهيم في هذا المجال اكتسبناها مذ كنا صغاراً جداً. ويمكننا، عبر الرسائل القصيرة SMS، تشارك هذه المفاهيم مع أشخاص آخرين، فليس من السهل الاتصال بالناس. ومجتمعنا الريفي ليس معتادا على هذا النوع من الأنشطة، وليس أمرا بسيطاً بالنسبة لهم فهم وإعطاء المعلومات. وذلك ما يبرر البطء في عملية إرسال الأخبار إلى المدونة. لكن كما عقدنا العزم على نجاح الفكرة ومع الإرادة القويّة لكوناتي، فإننا شيئاً فشيئاً سنعمل على جعل السكان يتفهمون المبادرة مما سيسهّل الأمور. هنا، يشكّل المنادون “الدلالون” وسيلة الاتصال التقليدية المعروفة عبر القرى. أما ما نقوم به فهو نمط صحفي وبالتالي فهو جديد تماماً، وهذه فكرة جديدة عليناً.

إن المستفيد الأول هو أنا، وهذه الأنشطة التي تؤدى بالهاتف وضمن فريق سمحت لي بإنجاز أنشطة أخرى عبر الهاتف غير التواصل الشفوي.

فأثناء الخدمة يتاح لي من وقت لآخر النفاذ إلى الحواسيب والإنترنت، لكني لم تكن لديّ مفاهيم كثيرة. ومع التكوين على إرسال الأخبار عن طريق رسائل المحمول القصيرة، وعلى التقاط الصور ومقاطع الفيديو بالهاتف وآلات التصوير الرقمية، الذي قدّمه لنا بوكاري في سينزانا غار وفي ديورو في إطار مشروع Toujours Pas Sages ومشروع ربط قرى سيجو من خلال مدونة Ségou infos، تكونت لديّ مفاهيم كثيرة اليوم تسمح لي بتحقيق بعض الأنشطة بسهولة في إطار عملي وأنشطتي اليومية الخاصة على الإنترنت. وقد اكتشفت الكثير بفضل هذه التكوينات المختلفة وأرى أن التقنيات الجديدة يمكن أن تسمح للقرى بالتواصل مع بقية العالم وأن تجعلها تساهم في تبادل المعلومات، والخبرات والمنافسة في العالم المتحضر.

ولدت فكرة سيجو إينفو Ségou Infos من شبه انعدام التواصل أو الاتصال في مالي خاصة بين المدن (بالأخص باماكو) والجماعات الريفية في البلاد، فكيف برأيك، يمكن لهذه المبادرة أن تتحسّن وتتطوّر ويكون لها امتداد أكبر؟

إن الأنشطة اليومية في المدن المالية تتم تغطيتها يومياً من خلال وسائل الإعلام كالتلفزيون، والإذاعات والصحف. وفي مجال الاتصال والإعلام فإن الإذاعات شبه المحلية تلعب هي الأخرى دوراً هاماً في المحليات الريفية. ورغم كل ذلك، توجد هوة واسعة بين المدن والقرى، وتسعى مدونة سيجو إينفو إلى كسر جدار التعتيم السميك على أخبار الأنشطة اليومية للسكان المحليين بين قرى سيجو والعاصمة باماكو.

اليوم، ترسل الأخبار فقط بواسطة الرسائل القصيرة عبر هواتف غير مناسبة جدا (هواتف ذات أزرار صغيرة)، ولكن العمل سيكون أسهل لو كانت الهواتف المستخدمة في هذه العملية هواتف ذكية بلوحات مفاتيح أكثر اتساعا. ف الجيل الثالث من الهواتف الذكية سيقلص زمن الإرسال وخاصة بالنسبة للصور إلى مدير المدونة.

إن تضاعف الإنترنت الجوّال الذي صمّمه بوكاري هو نظام يسهّل العمل أكثر. فلو كان كل مساهم يتوفّر على معدّات نظام الربط بالإنترنت هذا في القرى لكان بإمكاننا في قرانا تغذيّة المدونة مثلما يتمٌّ في المدينة.

هل يمكن أن تصف لنا في سطور طبيعة الحياة في سيجو ؟

سيجو هي الإقليم الرابع في مالي وتمتزج فيه أعراق كثيرة: البوزون، والسومونوس، والبامانانس، والفلان… أما الأنشطة الرئيسية فهي الزراعة والرعي والصيد. وتفضل زراعة الأرز والصيد والبستنة على نهر النيجر. وعلى أرض سيجو تشيع لغة البامبارا. زيادةً على هذه الأنشطة تُمارس التجارة كثيراً مع الموسم الأسبوعي لسيجو في المدينة وفي أسواق أخرى لعدّة قرى في محيط سيجو. هذه الأسواق تسمح لسكان سيجو بالمساهمة أكثر في تنمية المنطقة. وبما أن سيجو هي مملكة قديمة، فإن المنطقة تضم مواقع سياحية بالكاد مكتشفة. إن إحدى نقاط قوة سيجو هو حس التعايش الاجتماعي، والتعاون، والتضامن وحسن الضيافة تجاه كل من يأتي إلينا. فإلى اليوم ما زلنا نجد لدى بعض العائلات في قرى سيجو منزلاً بنِيّ حصرياً لاستقبال الغرباء.

هل من كلمة أخيرة توجهها لقراء الأصوات العالمية الذين هم من جميع أنحاء العالم…

في الختام، أشكر أولاً بوكاري كوناتي، الذي بفضل شجاعته وتعلّقه بمحليّته وأصله جعلنا نكتشف مفاهيم جديدة عن الإنترنت. هذه كذلك فرصة لي لأقول أن هذه الأنشطة كانت فرصة لمشاركينا ليكتشفوا الأصوات العالمية والأصوات الصاعدة ومساهمة هذه المشاريع في مجال الإعلام وترقية التقنيات الجديدة حول العالم. وهكذا، أطلب من قراء هذين الفضائين دعمنا بالهواتف والحواسيب المستعملة حتى نتمكن من بلوغ الهدف المرجو: جعل الأنشطة المحلية معروفة لدى بقية العالم.

مصادر

عدل