مدينة ساو باولو بدون ماء والسلطات تقول لا حاجة للتقنين

الجمعة 24 أكتوبر 2014


كل الروابط بالبرتغالية

تمر الولاية الأكثر كثافة سكانية في البرازيل، ساو باولو، بأسوأ أزمة مياه منذ عقود. وأضر موسم الصيف الجاف، الذي لم يشهد مثيلاً منذ 84 عامًا، بسبعين مدينة حتى الآن، ومس حياة حوالي 14 مليون شخص.

من تلك المدن، بدأت 38 منها خطة لترشيد المياه، حيث تناوبت الخدمة بين الأحياء كل أسبوع وهي حالة مقلقة لمدينة ساو باولو، عاصمة الولاية وأكبر مدينة في أمريكا اللاتينية. نظام كانتاريرا، وهو مجمع لأربعة بحيرات تخزن وتوفر المياه إلى 45 في المئة من مساحة المدينة (نحو 6.5 مليون نسمة) وغيرها من المدن المحيطة بها، يعمل هذا النظام الآن عند مستويات قياسية متدنية 4.1 في المئة من طاقتها الإجمالية.

على الرغم من إنكار حكومة الولاية وسابيسبي، الشركة الحكومية التي تدير نظام كانتاريرا، ونفت خطر نقص المياه في العاصمة وضرورة تفعيل خطة التقنين مثل بقية المدن. في وقت سابق من هذا العام بدأ أشخاص عاديين من عدة أحياء في ساو باولو الشكوى بانقطاع المياه أسبوعيًا أو حتى يوميًا. فقط هذا الأسبوع، عانت 34 مدرسة عامة في المدينة من مشاكل مع إمدادات المياه – وألغت مدرسة على الأقل حصص التدريس بسبب ذلك.

يعتقد بعض الناس أنهم يعانون من تقنين غير معلن. تبين خريطة تفاعلية على موقع “ مياه مفقودة” الأماكن التي أعلن المستخدمين فيها من انقطاع لإمدادات المياه.

فيما يلي مجموعة مختارة من الرسائل المرسلة إلى الموقع في أغسطس / آب وسبتمبر / أيلول:

«النص الأصلي:Corte de agua das 00:00 as 6:30 no jardim sao paulo zn de sp. Acontece a pelo menos 1 semana”»

«ترجمة:انقطاع المياه من منتصف الليل إلى 6 صباحاً في حي جارديم ساو باولو، المنطقة الشمالية. يحدث هذا منذ أسبوع على الأقل.»

«النص الأصلي:Aqui na Vl Monumento falta água toda noite, começou faltando à partir das 0h depois foi aumentando o período, hoje dá 21h e já não tem mais água.»

«ترجمة:هنا في حي فيلا مونومينتو انقطاع في كل ليلة. بدأ من منتصف الليل ويزيدون الوقت كل يوم. اليوم منذ الساعة 09:00 لا يوجد ماء.»

«النص الأصلي:Na v Madalena cortam todas as noites. Isso faz quase 2 meses»

«ترجمة:انقطاع الماء كل ليلة في فيلا مادالينا. هذا يحدث منذ شهرين.»

ومع ذلك، لم يعاني الكثير من الناس في ساو باولو أي مشاكل مع إمدادات المياه. لذلك، شارك فينيسيوس دوارتي نظرية مثيرة للاهتمام على فيسبوك:

«النص الأصلي:Boa parte da população paulistana AINDA não sente a falta d'água (e acredita no governo, e continua gastando a rodo, e fazem piadinha com o tema) por uma razão simples: mora em prédio de apartamentos. Quando a Sabesp desliga o fornecimento (todo dia), o morador não vê a torneira seca e fica tranquilão. Afinal, ela continua a ser abastecida pela caixa d'água do edifício, que é coletiva. (…) Como algumas unidades consomem menos que outras, a coisa vai meio que se compensando. Mas isso só enquanto TEM água na caixa.»

«ترجمة:معظم سكان مدينة ساو باولو لا يشعرون بنقص المياه (يثقون بحكومة الولاية، يهدرون المياه وينشرون النكات حول الموضوع) لسبب بسيط: إنهم يعيشون في المباني السكنية. عندما تقطع سايسبي المياه (كل يوم)، بمقدروهم الحصول على المياه من تلك الصنابير ويعتقدون أن كل شيء جيد. ولكن هذه المياه قادمة من برج مياه المبنى، وهو للجميع. الشقق تستخدم كميات مياه أقل من من البعض الآخر، وبطبيعة الحال يتم تعويض بعضها البعض. لكن يستمر هذا فقط بوجود ماء في الخزان.»

نظام كانتاريرا على وشك الانهيار

كشف هذا الأسبوع من قبل المدعي العام للدولة أن مؤسسة سابيسبي تعرف أن الخزانات عرضة لخطر نقص المياه منذ عام 2012 وفي ذلك الوقت، كانت الشركة قد أرسلت تقريرًا للمستثمرين في نيويورك – للتفاوض على 25.4 في المئة من أسهمها في بورصة نيويورك للأوراق المالية – تحذر فيها من أن الجفاف المتوقع في أبريل/نيسان 2014 قد يؤثر على مواردها المالية. ومع ذلك، قررت سابيسبي اتخاذ تدابير قبل نحو ثمانية أشهر: خصم للمستخدمين الذين يوفرون الماء كانت الإستراتيجية الرئيسية لمكافحة انهيار وشيك للخزان الرئيسي.

منذ شهر مايو، استخدامت الشركة الحصة الأولى من “الحجم الميت” (بقايا المياه في قاع البحيرة). منع المنظمين من استعمال الحصة الثانية بسبب مخاوف من سوء إدارة الإمدادات، ولكن تم إلغاء القرار بسبب الحالة الطارئة للوضع، حيث أن الحصة الأولى ستستمر فقط لأسابيع قليلة.

تتألف الحصة الثانية من 106 مليار لتر وكافية حتى مارس / آذار 2015 دون تقنين المياه. بعد ذلك لاماء: ليس هناك “حصة ثالثة” للحجم الميت في كانتاريرا. كل ما تبقى هو الأمل بهطول الأمطار خلال موسم الأمطار، التي تصل ذروتها في شهر ديسمبر/كانون الثاني حتى فبراير/شباط، ستكون كافية لتوفير المزيد من المياه لبقية عام 2015.

كتبت المدونة كاميلا بافيليني لمتابعيها على فيسبوك:

«النص الأصلي:O plano do governo do estado é um só: captar até a última gota de volume morto e torcer para que chova. Não há plano B. Sendo assim, eu diria que já passou a hora de reconhecermos o seguinte: O tempo de pensar no uso racional e consciente de água já passou. O assunto, agora, é outro. O assunto não é “usar com parcimônia para que não acabe”. O assunto é que está acabando – ou, se considerarmos que a água do Sistema Cantareira que estamos consumindo é volume morto, já acabou.»

«ترجمة:خطة حكومة الولاية ليست سوى: استنزاف الخزانات حتى آخر قطرة وبعدها نقيم الصلاة لتمطر. ليس هناك خطة بديلة، وأعتقد أنه حان الوقت للتفكير باستخدام رشيد وواع للماء. لقد أبحرت السفينة وما من عودة. المناقشة الرئيسية الآن ليست “استخدامها بحكمة لأنها لن تنتهي، بل “انتهت” إلا إذا اعتبرنا أن مياه “الحجم الميت” صالحة للاستهلاك.»

يعتقد المختصين أن النظام سيستغرق أربع سنوات على الأقل للعودة إلى الحالة الطبيعية، ولكن يعتمد التقدير على المعدلات التاريخية للأمطار. الخطة الرئيسية هي بدء ضخ المياه من أنهار وخزانات طبيعية أخرى في البلاد والتي ممكن أن تكون جاهزة في عام 2016، وفقا للجدول الزمني للشركة نفسها.

في الريف

هناك 38 بلدية في الريف تطبق رسميًا ترشيد المياه. تلك المدن لا تعتمد على سابيسبي بل أن المياه تأتي من قبل الشركات المحلية الصغيرة.

والميزة الرئيسية لتقنين هي مقدرة الناس على معرفة متى وفي أي وقت سوف تنقطع المياه – حتى يمكنهم اتخاذ الاحتياطات اللازمة وليس على حين غرة.

هذا لم يمنع بالضرورة المسيرات والاحتجاجات. ايتو، وهي مدينة ذات 163 ألف نسمة، شهدت التقنين منذ شهر فبراير / شباط مع كمية مياه قليلة مما يضطر لشراء 3 ملايين لتر من المياه يوميًا من المدن القريبة. يوم الأحد، خرج السكان في رابع مظاهرة ضد نقص المياه، وعرقلوا الطرقات وأشعلوا النار في إحدى الحافلات.

مصادر

عدل