مرشد إيران علي الخامنئي يصرح أن على خليفته أن يكون ثورياً

الخميس 10 مارس 2016


أعلن مرشد إيران الأعلى علي الخامنئي في اجتماع مع أعضاء الدورة الرابعة لمجلس خبراء القيادة المنتهية ولايته، في تصريح ظهر فيه أنه غارق بالمرض أن على خليفته أن يكون ثورياً وأن يستمر على نهج الثورة الإسلامية ألتي جرت في إيران في سنة 1979 في عمله وفكره.

وقد أشارت بعض المصادر الإعلامية الغير الرسمية أن مرشد إيران الأعلى علي الخامنئي يعاني من سرطان البروستاتا وأنه يعيش في آخر أيام حياته، وقد ركز في حديثه على اختيار المرشد الذي يأتي بعده وهو يوصي مجلس الخبراء الجديد أن يأخذ شروطه إذا حان الوقت لهذا الاختيار، مذكراً الأعضاء الجدد للمجلس بأن أي تقصير في هذه المهمة قد يؤدي إلى إحداث خلل في النظام الحالي، أي نظام ولاية الفقيه.

وقد إستغل الخامنئي في ظهوره في الإعلام ليشير إلى إبداء إستيائه بنتائج الإنتخابات الأخيرة في إيران وألتي جائت لصالح الإصلاحيين وألذي يقودهم رئيس جمهورية إيران الحالي علي روحاني، أعرب خامنئي عن أسفه للخسائر التي مني بها المحافظين في إيران، خاصة زعيميهم "آية الله محمد يزدي" الرئيس السابق لمجلس الخبراء، و"آية الله مصباح يزدي" الأب الروحي للتيارات الأكثر تشدداً في إيران، مؤكداً أن أهمية الشخصين لن تتزعزع.

كما إتهم الخامنئي إذاعة بي بي سي في طهران بسعيها نحو توجيه الناس لإنتخاب مرشحين دون مرشحين آخرين وقال أن على الشعب أن ينتخب بوعي وتحلي بالبصيرة فنحن نريد منهم أن يعوا ما يريده العدو، فعندما تعرفون ما الذي يبحث عنه العدو ستصوتون خلافا لما يريده". كما قام الخامنئي بمهاجمة منتقدي إنتخابات 2009 المثيرة للجدل وألتي فاز بها أحمدي نجاد وأضاف أن تلك الإنتخابات لم يحصل بها أي تزوير مثلما لم يحصل أي تزوير في إنتخابات 2016.

ومثل كل مرة حذر خامنئي مما وصفه بــ"النفوذ الخارجي للأعداء"، وعادة يكرر المرشد الإيراني كلمة "العدو" في جميع خطاباته تقريباً، ويؤكد أن الغربيين يحاولون عبر أساليب مثل الارتباط بالجامعات والعلماء، وعبر الأنشطة الثقافية النفوذ في إيران، داعيا الإيرانيين للتصدي لهذا النفوذ عبر تقوية قدراتهم الداخلية. وفي هذا الخطاب تحدث المرشد الإيراني عن علاقة بلاده بالغرب بعد التوصل إلى اتفاق نووي مع القوى الكبرى فقال "يأتي الغربيون اليوم (إلى إيران)، إلا أن مجيئهم لم يؤدِّ حتى الآن لأي نتيجة إيجابية، في حين يجب أن يتم تحديد التأثير العملي لزياراتهم، فإذا كانت مجرد حبر على ورق لا فائدة منها".

ويرى المراقبون أن المرشد الإيراني متخوف من أن تؤدي الانتخابات الأخيرة لانفتاح قد يخرج البلاد من قبضته وسيطرة المؤسسات العسكرية والأمنية المرتبطة به مباشرة، فيحاول طرح موضوع النفوذ الخارجي كغطاء لمواجهة مطالبات بالانفتاح كنتيجة مباشرة لاستحقاقات ثورة عام 1979 من قبيل حرية الرأي وحرية التعبير، والتأكيد على مبدأ الجمهورية مقابل سلطات ولي الفقيه المطلقة.

ويذكر أن الولي الفقيه أو "المرشد الأعلى" يتمتع بصلاحيات دستورية مطلقة في إيران مما تجعله فوق كافة المؤسسات في البلاد، فهو القائد العام للقوات المسلحة، وهو ألذي يعين رئيس السلطة القضائية، وأعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام الـ44 والفقهاء الأعضاء في مجلس صيانة الدستور، ويؤيد تعيين رئيس الجهورية بعد انتخابه من قبل الشعب، وبإمكانه إلغاء أي قانون يصدر من مجلس الشورى بقرار يطلق عليه "الفرمان الحكومي".


مصادر عدل