مسيرة الأدب الشعبي في "العرضة الجنوبية" من الألف إلى الياء ..
الثلاثاء 15 نوفمبر 2016
{{الباحة – فواز المالحي اشتهر شعر وشعراء العرضة في منطقة الباحة خاصة واقليم الجنوب عامة بتنوع المنتج الادبي لشعر الشعبي واللحانة المختلفة التي ينظمها الشعراء على شكل القصيدة المغناة على شكل لون العرضة بصفة أكثر انتشار وتأثير، وفي حقبة شعراء الجيل الاول اهتم رواد شعر الادب الشعبي بتطعيم قصائدهم بالحكمة والإصلاح بين الناس والقبائل وسرد الاحداث وحفظها وجعل صفائح الشعر مدونة للاحداث وتوثيق الأعراف والعادات والتقاليد العربية الاصيلة ومنها ماهو موجب لحفظ الانساب بإعتباره مصدراً تاريخي في وقت صعبت فيه ادوات النشر والتحرير والإعلام الجماهيري الذي كان مقتصراً على منابر العرضة التي يتنقل بينها الشعراء شمالاً وجنوب . مضى الجيل الاول من شعراء العرضة اصحاب المعاني الجميلة والرسالة الإنسانية والمشاركة لمجتمعاتهم بالشعر حب وكرامة وألفتهم حتى آواخر عام 1399هـ ، بقي الجيل المتوسط مستمراً منذ 1400هـ الذي ترجل عنه من غيبه الموت وبقي منهم المخضرم حتى منتصف 1425هـ ليحضر الجيل الثالث من الشعراء الذين اندمجو ببعض المخضرمين ونتج جيل جديد يحمل شيء من سلامة لون العرضة وشعرها متأثراً برمزها وآخرون سلكو طرق متعددة لتحديث العرضة من حيث المفردات والمعاني وتحويلها إلى ميدان للعِراك وغاب عنها الهدف السامي الذي نهجه الجيل الاول ، لتتحول من ميدان إصلاح وإعلام وحكمة إلى ساحة اشبه بالمصارعة الحرة التي تُكتب قصتها قبل بدايتها بهدف إثارة الجمهور والاهتمام بالتراشق والانتصار للذات وهي في حقيقتها تمثيلة يحبكها الشعراء . الهدف الاجتماعي، والمشاركة الوجدانية لكل من يملك مايقدمه لأهل المقام ( العرس ) الشاعر بلسانه فرقة الزير بـ(النقع) الطبل ، يحضر شاعر الحكمة ليصلح مشكلة اجتماعية ان علم ان في الحفل اسرتين او قبيلتين بينمها خلاف فيصلح بقصيدة وآخر ينقل مايفيد ويُستفاد ، وحال لسان العرضة والشعر والشعراء في الوقت الحاضر هو من يدفع أكثر سوف اترك من اللتزمت بالحضور احتفاله ، وبقي الشعراء يتهربون . استحى الجيل الاول من اخذ ( الكسوة ) وهو مبلغ يمنحه صاحب الحفل الشاعر ويعتبرها عيباً ان يبيع شعره إلا ان يتناول وجبة العشاء هو ومن معه ضمن الضيوف، والجيل الثاني تعفف واعتبرها مشاركة وفاء ويقبل بأي مبلغ يسير لا يتجاوز 2000 ريال ، إلا ان الحال تطور حتى وصل إلى 5000 ريال واصبح الشعراء الذين كانو يتسولون الشهرة يزايدون على اصحاب الحفل ويقبلون بمن يزيد المبلغ ليترك الاول ويذهب لمن يزيد، حضرت القنوات الفضائية وقبلها محال تسجيل الحفلات واصبح الحفل موثقاً والشاعر سوف يبيع حقوق أكثر وارتفع السعر بين 8 إلى 10 الآلف ريال وبقي حال المزاد مستمر فضلاً عن الضيافة والسكن تارة او تذاكر السكن والاقامة اضافة إلى ذلك . حتى ان اصبح الامر اشبه بالتجارة الرابحة التي لم تجد كِبار يحدون من الفوضى الكلامية التي تحدث في ميادين العرضة وكذلك تسول المال وإكبار الصغار بالكلام من اجل نيل صحة من المال أكثر ، تعلم المهنة المرادفين لطريق استاتذتهم ممن علموهم استغلال الموهبة وتوظيفها في تجارة وتكليف من لا يستطيع اكمال فرحته بالمزيد من الديون للحصول على المدح والثناء بلسان شاعر لساعات محدودة ، في الوقت الحالي اختفت احتفالات العرضة وغابت عن مراسم زواج الجيل الجديد وعياً منهم ان مايقال من شعر فقط من اجل المال ولولا المال لما حضر الشاعر وامتدح وانبطح لغواً بالحديث ، سوف يتطور الحال ويصل الامر إلى اختفاء شعراء العرضة واكتفاء الاجيال القادمة بالفرق الفلكلورية التي تحضر تؤدي امسيتها وتمضي دون تثول لشاعر دون آخر ومزايدات غير واعية .
}}