مصباح قطب يكتب: عمل لا يدعو للفخر يا دكتور فخرى
جسور [1]
الأربعاء 21 أبريل 2021
يتمتع استاذنا الدكتور فخرى الفقى بوجه سينمائي بشوش ، تعلوه ابتسامة لا اظن انها فارقته مهما كانت الظروف ، حتى ان البعض من خصومه يحسده عليها ، أو يتطرف فيصفها بانها صفراء ، أو مايشبه ذلك ، مع ان العلماء لم يبتكروا بعد ماسحا ضوئيا مما يمكن أن يحدد لون الضحكات . الآن هناك سببان يشجعاننى على عتاب المحبين الذي ساوجهه حالا إلى الدكتور الفقى، الحاصل على الدكتوراه في الاقتصاد الدولى، من أكبر جامعة أمريكية، وكان مستشارا لصندوق النقد، وحاليا عضو معين بالبرلمان ورئيس لجنة الخطة والموازنة. أول السببين ان لديه على صفحته على الفيس بوك 7848 معجبا من بينهم 62 من اصدقائي على الفيس ، والثانى اننا بيننا عشرة ولقاءات مشتركة في ندوات وبرامج ، أي ان لى عشم معه.
فخلال مناقشة تقرير لجنة الخطة والموازنة الأسبوع الماضى، في جلسة عامة، عن الحساب الختامى للعام المالى 2019 /2020، وهو واحدمن أهم التقارير التي تعرض على البرلمان كل عام، ان لم يكن الاهم على الإطلاق، تحدث الأعضاء عن اوجة القصور في الأداء الحكومى التي رصدها التقرير والملاحظات أو المخالفات التي تطرق إليها، وزادوا عليها من عندهم ، فاذا بالدكتور فخرى ينبرى للرد عليهم بدلا من رئيس الحكومة – أو من يمثله – ، وهو المنوط به الرد دستوريا، بل ويضيف، أي الفقى، مطالبا الأعضاء ببث طاقة ايجابية وانه يجب أن نراعى اننا نبنى دولة جديدة ( عبارة السيد الرئيس ) ، وكلا الامران غير مسبوق في العمل النيابى المصرى وربما العالمى، اقصد ان يتصدى للرد على تقرير الختاميات رئيس اللجنة التي تعد التقرير، واعضاؤها، كغيرهم من الأعضاء لهم وظيفتهم الرقابية المنصوص عليها في الدستور، وقانون البرلمان ولائحته، وللجنة إلى ذلك دور رقابى خاص منصوص عليه في المادة 149 من اللائحة، والثانى ان يقول مثل هذا الكلام الذي يعنى ان من يتحدث عن ملاحظات يبث روحا سلبية ويعاكس عملية بناء الدولة الجديدة، وكأنه بذلك، وبلغة أولاد البلد، اذا سمح لى، يقوم بتسليم المنتقدين تسليم أهالي.
ولما احتج النواب على الفقى مبينين التناقض بين دفاعه عن الحكومة وبين ملاحظات اللجنة التي هو رئيسها، عن أداء الحكومة، تدخل المسشتار الجليل رئيس البرلمان، بتعليق محير، لفض الجدل، فقال ان اللجنة محايدة ، ولست ادرى ما المرجع الدستورى أو القانونى أو التقاليدى لمثل هذا الوصف ، فالجنة، واى لجنة في المجلس، ليست محايدة ولامنحازة، لكن لها عمل محكوم بنصوص واعراف نيابية وهي تعرض تقريرها بتوصياته، والبرلمان في جلسته العامة، هو الذي يقرر هل يقبله ام لا.
كنت انتظر ان يقال تحت القبة ان من يؤيد الحكومة أو يتحدث عن ملاحظات، جناحين لطير واحد، هدفه ان تحلق البلاد في مسار صحيح للنهوض الاقتصادى والاجتماعى والسياسى . نعود إلى الفقى فهو كان قد اعلن في أول تصريحات له عقب تعيينه ان جهوده ستنصب على اللجنة الاقتصادية بالبرلمان ، ولا نعرف حتى الآن من الذي غير المسار ودفعه إلى رئاسة لجنة الخطة، وهو البعيد كما اظن عن تدارك طبيعة عملها ومتطلباته، وأخشى أن من فعل ذلك كان يريد ابعاد الصداع الذي يسببه تقرير اللجنة المعزز بتقارير جهاز المحاسبات ، عن رأسه ، لكن ياله من مكسب هزيل وقصير النظر ، جر معه خسارة كبيرة في مصداقية المجلس النيابى، جراء واقعة دفاع الدكتور فخرى عن الحكومة وبهذا الشكل . فعلا لحظة لا تدعو للفخر يا دكتور فخرى.
مصادر
عدل- جسور. «مصباح قطب يكتب: عمل لا يدعو للفخر يا دكتور فخرى». جسور. 21 ابريل 2021.