مصر: فصل عيسى أم فصل حرية الصحافة

الأربعاء 13 أكتوبر 2010


[1]

طرد المالك الجديد للدستور – إحدى الصحف المستقلة في مصر – رئيس تحرير الجريدة ومؤسسها إبراهيم عيسى. وقد فجر هذا مناقشات ساخنة عبر المدونات كما في الإعلام المصري.

أنشئت الدستور في ديسمبر / كانون الأول 1995. وقد بدأت تصدر أسبوعياً في كل أربعاء ثم أصبح إصدارها يومياً وأسبوعياً. انتقلت ملكية جريدة الدستور في أغسطس 2010 إلى رجل الأعمال المرموق ورئيس حزب الوفد سيد البدوي، مع رجال أعمال آخرون، من بينهم رجل الأعمال القبطيّ رضا إدوارد.

علقت صحيفة المصري اليوم على هذا الاتفاق:

«النص الأصلي:Some also believe the new deal might result in a less critical paper, voicing concerns that El-Badawy might try to tone down the paper’s radical stance as part of a backroom deal with the regime.»

«ترجمة:يعتقد البعض أن الاتفاق الجديد من الممكن أن ينتج عنه صحيفة أقل انتقاداً، ويقلق البعض من أن البدوي من الممكن أن يحاول التخفيف وأن يحد من وتيرة الصحيفة وموقفها الراديكاليّ وذلك كجزء من صفقة مع النظام.»

يناقش المدونون أخبار إقالة عيسى في مصر، الذين انتهزوا الفرصة لتحليل ما يحدث في الإعلام المصرى.

كتب آيساندر الآمراني عن طرد إبراهيم عيسى في مدونته آرابيست. وقد علق أيضاً على الأخبار الغير مؤكدة بأن طرد عيسى كان يسبب النية في نشر مقال بقلم الرئيس المأمول في مصر، محمد البرادعي، وتخمينات تقول أن ملاك الجريدة الجدد كانوا ضد نشر هذا المقال.

«النص الأصلي:The big news in Egypt this morning is that Ibrahim Eissa, the founding editor of al-Destour newspaper, has been fired by its new owner, Wafd Party leader al-Sayyid Badawi. It's not clear why this happened, but some allege it's because Eissa wanted to publish a critical article by Mohamed ElBaradei on the 6 October war»

«ترجمة:من الأخبار الجديدة هذا الصباح أن إبراهيم عيسى مؤسس ورئيس تحرير جريدة الدستور، تم فصله بقرار من المالك الجديد، رئيس حزب الوفد السيد بدوي. لكن ليس واضحاً لماذا حدث ذلك، ولكن يزعم بعض الناس أنه بسبب نيته نشر مقال حرج لمحمد البرادعي حول حرب 6 اكتوبر.»

علقت زينوبيا على مقال البرادعي بأنها لا تعتقد أنه السبب الحقيقي لفصل عيسى:

«النص الأصلي:I have read it and I do not know what can make Badawy so furious about it!!?? … After reading the Op-ed , I am convinced that this is not the real reason , Badawy waited for something to justify his act and he found a golden opportunity for his unfortunate luck in that Op-ed , why I say unfortunate luck , well because the popularity of both ElBaradei and Eissa have been doubled.»

«ترجمة:لقد قرأته ولا أعلم ماذا أثار بدوي بهذا الشكل؟؟!! بعد أن قرأت المقال، اقتنعت بأنه ليس السبب الحقيقي، بدوي كان ينتظر شيء ما ليقوم بهذه الخطوة وقد وجد فرصته الذهبية لحظه السيئ في هذا المقال، لماذا أقول حظ سيئ، لأن شهرة البرادعي وعيسى تضاعفت.»

حاول محمد العتر أن يخمن الأسباب الحقيقية وراء فصل عيسى:

«النص الأصلي:الآن من وجهة نظري للقرار ثلاثة احتمالات تقبع كأسباب وراء الإقالة : الأول: البدوي يقرر بشكل سري أن يكون خط الجريدة هو نفسه خط حزب الوفد ، وخط تأييد لحزبه في وقت الانتخابات فيه على الأبواب ، او تكاد تدخل. الثاني: النظام يتفق مع البدوي على ذلك ، في هذه الحالة النظام سيرتاح من الدستور وتغطيتها بما سيحدث في الانتخابات ، وسيرتاح من عيسى ، وهو أساساً لا يضع في الاعتبار حزب الوفد ، هذا إلى جانب أن هناك بعض الأصوات التي أكدت وجود صفقة بين النظام وحزب الوفد في الانتخابات القادمة ، إذا ففي كل الأحوال النظام كسبان وإن صارت الجريدة في صف حزب الوفد ، وذلك بناءاً على الصفقة فيما بينه وبين الحزب. الثالث: رغبة البدوي والنظام في خفت صوت البرادعي . يعني من غير المعقول البرادعي كل يوم ينشر مقال أو ينشر له مقال ، فيعلو صوته ، ويزداد تأييد الناس له ، وهذا ما لا يريده النظام ، وفي نفس الوقت البدوي الذي يريد أن يتقدم صفوف المعارضة ، وأن يصبح زعيمها ، ومن غير المعقول أن ينشر مقال لمنافسه على كرسي الرئاسة . هكذا نستطيع أن نفهم أسباب الحادثة – حادثة الإقالة – ، وكيف أن البدوي بيظبط مع النظام ، كما تؤكد كل الأدلة والإيحاءات .»

وعلى نفس الصعيد ظهرت أحداث أخرى مشابهة في مصر. منذ بضعة أيام عانى عيسى نفسه من توقف برنامجه بلدنا بالمصري على قناة ON-TV. كتبت زينوبيا هنا أنه غالباً تم وقف البرنامج بعد أن تلقت القناة – وهي ملك رجل الاعمال الشهير نجيب ساويرس – أوامر من جهات أمنية بتوقف البرنامج.

«النص الأصلي:Well I have got bad news to you , there will be no new episodes because simply according to anonymous several sources in the channel Eissa is no longer welcomed to speak on air , it seems that the channel has received some order from the regime to stop his show.»

«ترجمة:لدي بعض الأنباء السيئة، لن يكون هناك حلقات جديدة لأن ببساطة شديدة وفقاً لمصدر مجهول داخل القناة أن عيسى غير مرحب به للتحدث على الهواء مباشرة، يبدو أن القناة تلقت عدة أوامر من جهات أمنية لوقف البرنامج الخاص به.»

كتب أحمد المصري أيضاً عن بعض الأحداث التي حدثت مؤخرا ً مثل وقف عرض برنامج عمرو أديب (القاهرة اليوم) على قنوات أوربت، وعن تخوُّف صاحب قنوات دريم من وقف برامج التوك شو الرائدة خاصته، وأحداث أخرى كثيرة.

«النص الأصلي:أؤمن أن الصدفه بريئه تماما من ما يحدث الآن في مصر

منع إستضافة محمد البرادعى في اى قناه الحمله الإعلاميه الكوميديه لحزب الوفد وقف برنامج عمرو أديب على قناة أوربيت منع ظهور إبراهيم عيسى على تلفزيون أون تصريح أحمد بهجت أنه يتوقع و“خائف” من وقف برنامج العاشره مساء وقف مقالات حمدى قنديل وعلاء الأسوانى في جريدة الشروق»

بالرغم من أن بعض هذه الأحداث ليس لها خلفيات سياسية مثل برنامج عمرو أديب، أو على الأقل كما يدعي، وقد يكون مجرد تخمين وأخبار غير أكيدة مثل أخبار البرادعي وعلاء الأسواني وأحمد بهجت، في نفس الوقت لا أحد ينكر حق المصري للتفكير إذا كانت كل هذه الأحداث صدفة أم لا، وهو له الحق في أن يخاف من المستقبل.

«النص الأصلي:أعتقد أن الفتره القادمه سوف تشهد مدابح إعلاميه وحجب للمدونات ومحاكمة نشطاء , ومن لم يستطيعوا عزله سيشوهون سمعته»

قد يكون المدونون المصريون متشائمون – حيث أن بعض الأحداث السابقة وفصل إبراهيم عيسى من الدستور – قد تكون لأسباب غير سياسية، وبعض التوقعات قد لا تكون مؤكدة، ولكن في نهاية اليوم فإن منابر الإعلام المستقل والمعارض تبدو متساقطة واحدة بعد الأخرى. ويتساءل الناس إذا كانت هناك يد خفية تلعب دوراً في تساقط هذه المنابر أم لا.

أخيراً، يلخص هذا التحديث لأحمد شقير على تويتر ما يراه المدونون يحدث في الإعلام الآن:

«النص الأصلي:زوجتى على الفيس بوك: أنا مش عارفة حاودي وشي فين من بياع الجرايد من كام شهر قلتله اني قاطعت المصري اليوم .. من بكرة حاقوله اني قاطعت الدستور»

مصادر

عدل