مصر: لغات الشوارع غير المنطوق بها
السبت 27 أغسطس 2011
[1] نحن كبشر لدينا قدرة فريدة من نوعها للتواصل عن طريق اللغات المنطوقة. مع ذلك، في مدينة مزدحمة وصاخبة مثل القاهرة، نحتاج في بعض الأحيان إلى أكثر من مجرد لغة منطوقة للتواصل.
لاحظ ليندال المصري، مغترب مقيم في القاهرة، استخدام الناس الذين يستقلون الميكروباص لإشارات معينة باليد للإبلاغ عن الأماكن التي يريدون الذهاب إليها:
«النص الأصلي:I find the micro and local buses a bit daunting sometimes – the loud and fast Arabic – the hand signals that have a meaning for a particular destinations.»
«ترجمة:أجد الميكروباص مفزع أحياناً – اللغة العربية السريعة والعالية الصوت – إشارات اليد التي ترمز إلى وجهات وأماكن معينة.»
تجعل تلك الإشارات التواصل أسهل بين كل من السائقين وهؤلاء الذين ينتظرون الميكروباص من أماكن بعيدة وسط شوارع صخبة. حاول الفنان الكاريكاتوري المصري أشرف حمدي أن يوثق تلك الإشارات ومعانيها وذلك في مدونته. إليكم صورة توضح مختلف الإشارات:
في الحقيقة، يعد استخدام لغة الإشارة أمر شائع في المجتمعات السمعية حيث النطق والكلام غير شائع أو مسموح، كما هو الحال بين الغواصين و لاعبي الكرة، وفي استوديوهات التسجيل في التليفزيون وسوق الأوراق المالية. بالنسبة لمتحدثي العربية يعد الأمر واضح لهم حيث استخدام تلك الإشارات بالأعلى في الشوارع المصرية تعد كعرض مسرحي قائم على التقليد (ميم) إذا ما قورنت بعلم لغات الإشارة الأكثر تعقيداً، حيث الإشارات لها علاقة بصرية لما ترمز إليه.
استخدام بوق السيارة
شكل آخر وطريقة أخرى للتواصل والاتصال – لكنها صوتية هذه المرة – استخدام بوق السيارة. كتب د.السيوفي في منتدى على الانترنت عن هذا الشكل من التواصل، قائلاً:
الأصل في «كلاكس» السيارة أن يكون أداة تنبيه ومساعدة في القيادة، والإشارة أداة ضرورية للقيادة السليمة، وضمان عدم وقوع الحوادث، ولكن هذه العناصر تحولت للغة خاصة جدًا بين الشباب المصري، تبدأ بالتحذير من وجود الرادار علي الطريق السريع وتنتهي بإعلان الحب وأحياناً الغضب، تعلم اللغة أولي خطوات الفهم ونحن في هذا الدليل السريع نأخذ بيدك لتفهم قواعد اللغة الجديدة.
وأكمل بعد ذلك واصفاً كل جزء من السيارة ومفرداته.
الاشـــــــــارات :
شارة يمين مرتين ورا بعض ومرتين شمال يعني ان الي ماشي ادامك بيقول لك اطفي النور العالي خصوصا علي الصحراوي
إشارة يمين ثم إشارة شمال تعني أن هناك من «يشتمك».
الكلاكــــــــــس :
ضغطتان متتاليتان بالكلاكس كل واحدة منفصلة معناها شكرا
.علي الصحراوي لو فاديت ترلة وكلكستلوا معني كدة انك بتحييه وهو لو عنده دم أو صاحي مش نايم هيكلكسلك.
ضغطتان بالكلاكس كل واحدة منفصلة عن الأخري، وتتبعهما ضغطة طويلة تعني في لغة السيارات الجديدة بحبك.
استخدام الكلاكسات بطريقة ثلاث ضغطات متتالية يتتبعها ضغطة طويلة تعني «الشتيمة» تاتاتا تااااااته.
المساحات الخلفيه :
لو بتشد مع واحد و عديته تشغل المساحه الخلفيه , معناها باي باي
كنت أظن أن استخدام بوق السيارة للتواصل أمر مصري، حتى قرأت عن الطلاب في قسم علم الاستعراف والإدراك في يو سي سان ديجو الذين كتبوا على مدونتهم عن وجود نفس الظاهرة أيضاً في الهند، حيث يتساءلوا عما إذا كانت هناك أية دراسات عن هذا الأمر.
«النص الأصلي:In my recent trip to India I noticed extremely liberal use of the car horn from my own driver and everyone else on the road. Unlike in the United States, the horn was not used in anger or frustration but as a form of communication. There might be a good opportunity to study the linguistics of this single sound communication. Any thoughts on what kind of study should be done? What else could a study of car horn use inform about human cognition? Let us know in the comments!»
«ترجمة:لاحظت في رحلتي الأخيرة للهند استخدام بوق السيارات بطريقة متحررة للغاية من قِبَل سائقي ومن قِبَل أي شخص آخر على الطريق. على عكس ما هو في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يستخدم بوق السيارة في حالات الغضب أو الإحباط لكنه هنا يستخدم كوسيلة اتصال وتواصل. علها تكون فرصة جيدة لدراسة علم لغة تواصل هذا الصوت المنفرد. أية أفكار عن نوعية الدراسة الواجب القيام بها؟ ماذا أيضا بإمكان دراسة عن استخدام بوق السيارة أن تخبرنا عن معارف الإنسان؟ أعلمونا من خلال التعليقات!»
يقارن جاري ران أيضاً ثقافة بوق السيارة بين كل من الولايات المتحدة الأمريكة، إيطاليا والهند. الجامايكيين أيضاً لديهم لغة بوق السيارة الخاصة بهم و بمفردات خاصة. هذا النوع من التواصل يمكن ربطه بإشارات الدخان و الطبول المستخدمة من قبل أسلافنا منذ آلاف السنين. وحيث أننا نستخدم بوق السيارة للتواصل والاتصال، أليس من الممكن أن يعكس شخصية ممتلكها أيضاً؟ نشرت بي بي سي مقال عن بحث يدّعِي أن صوت بوق السيارة عامل كبير آخر يشكل قرار مشتري السيارة.
«النص الأصلي:Prof Van Leeuwen, an expert in the semiotics of sound at the university's Centre for Language and Communication, said manufacturers were paying more attention to the sound of the horn, which can be a deciding factor for potential car buyers. He argued that more car companies were matching the sound of the horn to the “personality” of the car.»
«ترجمة:قال البروفيسور فان لييوين، خبير في علم إشارات الصوت بمركز الجامعة لللغة والتواصل، يعطي المصنعون قدر كبير من الاهتمام لصوت بوق السيارة، والذي من الممكن أن يكون عامل اتخاذ قرار مشتري محتمل. يبرهن أن شركات السيارات تطابق صوت البوق مع “شخصية” السيارة.»
أخيراً، أليس شيقاً أنه مهما نملك من وسائل اتصال حديثة هذه الأيام، نعود أحياناً إلى الأشكال القديمة من الاتصال؟ الرسالة النصية القصيرة التالية المرسلة بين الأحبة تلخص حقيقة أنه حتى ونحن نملك هاتف محمول في أيدينا ربما نختار استخدامه بطريقة قديمة لأسباب اقتصادية موفرة.
لو بتحبنى هات رنة لو بتموت في هات رنتين لو بتعشقنى اتصل وقول بحبك
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «مصر: لغات الشوارع غير المنطوق بها». الأصوات العالمية. 27 أغسطس - آب 2011.
شارك الخبر:
|