مصر: نباتيّون اقتصادياً

الأثنين 3 مايو 2010


ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء في مصر بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة. بغض النظر عن إذا كان هذا الارتفاع له علاقة بالحالة الاقتصادية العالمية، فمن الواضح أن الكثير من المصريين قد اضطروا لأن يكونوا نباتيين نظراً لارتفاع الأسعار. في الآونة الأخيرة انتشرت دعوات من المواطنين بمقاطعة اللحوم أملاً بأن تكون هذه المقاطعة سبباً في تخفيض الأسعار.

ذكرت مدونة مصر اليوم الخبر يوم 15 أبريل / نيسان:

«النص الأصلي:تبدأ جمعيات حماية المستهلك اليوم إطلاق حملتها لمقاطعة استهلاك اللحوم في القاهرة وجميع المحافظات، احتجاجاً على ارتفاع أسعار اللحوم البلدية.»

كتب Weekite عن تقلبات أسعار اللحوم خلال السنوات القليلة الماضية:

«النص الأصلي:الطريقة اللي بيشتغل بيها السوق

إنك لما تلاقي السعر مش مناسب ليك

إنك تقلل من الاستهلاك شوية

طبعاً احنا كل ما يزيد سعر اللحمة نشتري برده عادي

لحد ما كيلو اللحمة وصل

30 جنيه

وبعدين 40

50

قلنا لأ بأه

مش ممكن يزيد عن كده

بأه 60

وبعدين 70

سبعين جنيه كيلو اللحمة ولا مؤاخذة؟

ليه؟»

ثم أضاف قائلاً أنه سوف يقاطع اللحوم حتى تعود الأسعار إلى طبيعتها:

«النص الأصلي:لحد ما السعر ينزل ويرجع للخمسين تاني

من النهاردة مقاطع اللحمة

ولو ولادك في مرحلة النمو

الفراخ موجودة

لو زودوا سعر الفراخ

السمك موجود

لو السمك زاد

اللحمة البرازيلي أم 20 جنيه زي العسل»

استعرضت مدونة مصر اليوم تاريخ حملات مقاطعة اللحوم في مصر:

«النص الأصلي:فقبل ما يزيد على ثلاثة عقود، وتحديداً في العام 1977 هاج المصريون وماجوا وخرجوا في تظاهرات صاخبة سموها «تظاهرات الخبز» وتعامل معها النظام باعتبارها «انتفاضة الحرامية» منددين بزيادة سعر الكيلو ليتعدى حاجز الجنيه.

الطريف أن تخطي كيلو اللحم حاجز الـ70 جنيهاً في العام العاشر من الألفية الثالثة أدى إلى ما لم يخطر على بال، ألا وهو اتفاق نادر بين الشعب والحكومة في مقاطعته.

هذه المقاطعة التي تعد الأوسع والأكبر منذ قررت مجموعة من سيدات المجتمع الراقي في حي المعادي (جنوب القاهرة) مقاطعة اللحم في أواخر الثمانينات بعدما وصل سعره إلى عشرة جنيهات.

وفيما كانت الحملات السابقة قاصرة على مجموعات بعينها من المواطنين، تشمل الحملة الحالية والمقرر لها أن تستمر حتى آخر أبريل الجاري الجميع، بدءاً بالحكومة، ومروراً بالمواطنين، وانتهاء بالبعض في شعبة الجزارين وإن اقتصرت مطالبات الأخيرة على ترشيد استهلاك اللحوم.

ووصل الأمر إلى درجة مناشدة وزير الزراعة أمين أباظة المصريين بالامتناع عن شراء اللحوم، والاتجاه إلى البدائل لمواجهة جشع التجار وأصحاب المزارع الذين أشعلوا الأسعار بلا مبرر.»

يبدو أن أخبار حملات مقاطعة اللحوم قد وصلت لجيراننا في إسرائيل، كتبت Cairo life review عن عرض إسرائيل لمساعدتنا في حل هذه الأزمة:

«النص الأصلي:عندما كنت أتصفح في جوجل عن مقاطعة اللحوم في مصر اليوم، لفت انتباهى مُدوّن يهودى غامض إلى مقال نُشر في فلسطين اليوم. وفقا لفلسطين اليوم وجريدة المصريون، تكرمت إسرائيل بعرضها مساعدتنا في هذه الأزمة بتقديمها تأمين تصدير 150 طنّاً من اللحوم . ورفضت وزارة الزراعة المصرية الطلب، الحمد لله! كما أكدت الوزارة أنه لا يوجد أى نقص في اللحوم وطالبت من المستهلكين مقاطعة اللحوم لتثبيت أسعارها.»

واستمرت في التأمل والتخمين لمعرفة أجندة إسرائيل الخفية وراء هذا العرض:

«النص الأصلي:فى عناوين الأخبار كتبت الصحف الفلسطينية أن الحكومة الإسرائيلية “عرضت لحوم مجانية للمصريين.” حسناً، مصطلح مجاناً ليس مساوياً للتصدير! تخمينى هو أن إسرائيل حاولت أن تكسب ملايين الدولارات من هذه الصفقة!! فإذا كانت السلطات الإسرائيلية بهذه الشفقة وعلى استعداد للتبرع باللحوم، فلماذا لا يتبرعون بها للجائعين في غزة؟»

في الواقع، يبدو أن لا أحد متفق على السبب الرئيسى وراء ارتفاع أسعار اللحوم. بعض الناس يلومون الحكومة بينما تلوم الحكومة الجزّارين والتُجّار الذين يلومون بدورهم الوضع الاقتصاديّ الراهن وأسعار العلف. اللذان تسببا في هذه الأزمة.

مصادر

عدل