مصر: ويكيبيديا اللهجة المصرية
الأحد 14 ديسمبر 2008
وافقت ويكيميديا على إنشاء فرع باسم – ويكيبديا اللهجة المصرية. وتسبب هذا القرار بالنقاشات الدائرة عبر فضاء التدوين المصري. هل هي حركة جيدة أم سيئة، وهل المصرية هي لغة مستقلة بذاتها أم لهجة عربية؟
«النص الأصلي:وافقت ويكيميديا على تخصيص نطاق خاص لويكيبيديا باللغة المصرية بعد أن تقدم بعض مستخدمى الويكيبيديا بطلب إنشاء هذا النطاق على أساس أن اللغة المصرية لها مفردات وقواعد مختلفة عن اللغة العربية يستخدمها أكثر من 70 مليون!!
بالنظر لطلبات إنشاء ويكيبيديا بلغات/لهجات عربية مختلفة نجد عدة طلبات للهجات العربية مثل اللهجة السودانية [ما زالت تُناقش] واللهجة الجزائرية المغربية [رُفضت بتاريخ 23 أبريل »
وقد علّق أحمد غربية على ما نشره أخناتون بقوله:
«النص الأصلي:الشباب دول عندهم تصورات غير صحيحة عن تاريخ تطور اللغات القومية في أوروبا و عاوزين يحاكو ال هم فهموه، متصورين أن دا أبدع مسار تاريخي ممكن! عارف أنت النظرية الساذجة بتاعت “في البدء كانت اللاتينية، ثم انفجرت ماسورة اللغات”
و عندهم تصور أنا مختلف معه في فهم دور اللغة في دعم الهوية القومية كدافع للنهضة. و برضو دا مبني على تصورهم تاريخ لغات أوربا. و مش مقدرين ميزة أنك تقدر تتواصل مع جماعة أكبر بكتير من شوية الناس ال تصادف أنهم كانوا في منطقة جغرافية معينة في يوم ترسيم الحدود، و أثر دا على إنتاج و مراكمة المعرفة.
غرضهم كويس، لكنهم مش فاهمين. مش هنخسر حاجة و يمكن نتعلم.»
وكان رد لست أدري على نشرة أخناتون كما يلي:
«النص الأصلي:أنا إتضايقت أول ما قرأت موضوعك يا رامى
ماكنتش متخيلة إننا نوصل للمرحلة دى من تدهور للغة العربية..
صحيح في لهجات.. لكنها لهجات في الكلام المنطوق.. وكفاية قوى إن المصرى ممكن مايفهمشى اللبنانى أو المغربى وهو بيتكلم.. وكان العامل المشترك بيبقى اللغة الفصحى.. الوحيدة اللى الكل بيعرفها
تخيل الإختلاف في اللغة كمان يبقى في المكتوب.. ونبنى أجيال جديدة بتطالب بعربى مغربى وعربى صومالى… دا فعلا مهزلة
بعدين دخلت ع الصفحة اللى بتطالب بإلغاء الفكرة لقيتها إتلغت
طب أعبر عن رفضى لمين دلوقتى؟»
ثم تابع غربية برده:
«النص الأصلي:موضوع الفرق بين اللغة و اللهجة خلافي فعلا، لكن في موضوع اللهجات العربية المعاصرة فأغلب اللغويين (و دول خواجات مش متاثرين بصراعات الأيديولوجيا بتاعتنا قوي) شايفين أنها تنويعات على اللغة العربية صرفًا و نحوًا و مفرادت؛ لأنها ما عدّتش عتبة الفروقات ال تخليها لغات مختلفة. (مش زي المالطية مثلا، ال برضوا أساسها عربي شمال أفريقي لكنها عدّت)
…
و أعتقد أن دا جزء من الموضوع..أغلب مؤيدي العامية هم قوميين مصريين أو قوميين أقباط (ما يفرقوش عن ال قبلهم غير أنهم مسيحيين)، و الاثنين شوفينيين و عندهم مشاكل في رؤية التاريخ و مفهوم مصر كدولة، و مفاهيم العروبة الثقافية»
ثم أضاف بيلا:
«النص الأصلي:اولا مافيش حاجة اسمها لغة مصرية
فيه حاجة اسمها لهجة عامية مصرية
…
شوفينية غير مقبولة وفي غير محلها كالعادة
نرجو الا يتم اغتيال العربية الفصحى على يد أبناء مجمع اللغة العربية لنضيف خيبة جديدة لخيباتنا المتكررة.»
وعلى ضوء الأحداث نشرت زنوبيا تدوينة مستقلة حول الموضوع:
«النص الأصلي:أنا ضد موسوعة ويكيبيديا باللهجة المصرية وبقوة، لدينا الآن نسخة محلية من ويكيبيديا، كما لدينا موسوعتنا باللهجة المصرية وأنا أشعر بالأسف بالقول بأنها سخيفة بكل معنى الكلمة، قرأت بعض مقالاتها وقد صدمت.
أستغرب بحق كيف أحدهم يمضي كل ذلك الوقت في كتابة مقالات لـ ويكيبيديا باللهجة المصرية ولا يفعل شيء لويكيبيديا العربية؟؟!.
من الممكن أنهم يكرهون قواعد اللغة العربية؟!
إذا كان ذلك، لدي هنا اقتراح ظريف، لا أدري ان كان متوفر أم لا، لكن من الممكن اضافة مصحح املائي لويكي العربية.
ما التالي؟ هل هي ويكي بورسعيد أم ويكي لهجة شمالي مصر؟!؟.»
لم يقتصر الجدل القائم على فضاءات التدوين بل وصل إلى جايكو [مثيل لـ تويتر].
طارق [وهو مؤلف هذا التلخيص] كتب:
«النص الأصلي:ويكيبيديا بقت باللهجة المصرية … تفتكرو ديه حاجة حلوة ولا وحشة؟ و ليه؟»
وأجاب علاء منال-علاء:
«النص الأصلي:لقد كان ذلك موضوع مثير للجدل في ويكيمانيا الاسكندرية، العديد من سياسات تحت الطاولة.
مشروع IMO غير مهم وهو محكوم بالفشل. لذا لا أعتقد بضرورة الجدال حوله على أي حال. وبقدر ما تبدو التجزئة فكرة سيئة، الواقع يقول أنّ من يشارك في ويكيبديا “المصري” لم يكن ليشارك بأي حال في ويكيبديا العربي.»
أجابت لست أدري:
«النص الأصلي:حتى وان كان مشروع محدود..فإنه موجود…وقد تستخف به الآن…لكن غداً، قد تكون القصة مختلفة.»
ردة فعل علاء كانت:
«النص الأصلي:هههه، يا شباب أنتم تبالغون بشدة عن منافع اللغة العربية الموحدة عبر العالم العربي، لا أعتقد بضرورة الشعور بالتهديد.
إذا كنتم قلقين حول ذلك، فافعلوا شيئاً، اذهبوا وساعدوا ويكيبيديا العربية واجعلوها أفضل مصدر للمعرفة للعالم العربي. وهذه أفضل طريقة لضمان أن أطفالكم سوف يتعلمون الـ fos7a “الفصحة” وسيستمتعون بها أيضاً.»
مصطفى كان لديه وجهة نظر مختلفة:
«النص الأصلي:لماذا لا تنظرون للموضوع على أنّ الموسوعة المصرية هي مسودة لتطوير المقالات بالعربية الفصحة. أقوم بكتابة مقالة باللهجة المصرية لأنها بالنسبة لي تستهلك جهد وطاقة ووقت أقل للكتابة. وقد يقرر احدهم الاضافة عليها أو نقل المعلومات فيها إلى العربية الفصحة. تماماً كما يحدث بين موسوعات ويكيبيديا باللغات المختلفة.»
ثم سأل طارق سؤالاً آخر:
«النص الأصلي:طب خلوني أسأل سؤال تاني … فبعيد عن ويكيبيديا … أنا شايف إن فيه رأيين سواء في ويكيبيديا أو في المدونات أو حتى في قناة زي أو تيفي … فيه ناس شايفة إننا مصريين و لازم نعتز بلهجتنا المصرية و إن اللغة العربية لم تتطور منذ ألف و ربعميت سنة و حرام نربط نفسنا بلغة فقدت القدرة على التطور كباقي اللغات خاصة أن لا أحد في الواقع يتحدث بها و هذه الدعوة عادة يتبناها الليبراليين و العلمانيين و يمكن كمان الأقباط … و في المقابل هناك دعوة يتبناها الإسلاميين و القوميين من أجل الحفاظ على اللغة العربية لإنها تربطنا بالوطن العربي الكبير و لما لها من إرتباط بإرثنا الثقافي و الديني و دول شايفين إن فكرة التخلي عن اللغة العربية من الممكن أن تضعف هويتنا الثقافية و تبعد المسافات بين الدول العربي إلخ
…
إنتو بقى مع أنهي رأي؟»
أجابت لست أدري:
«النص الأصلي:انا لا قومية ولا لبرالية ولا حتى إسلامية… هذا والله أعلم
…
بس شايفة إننا ماشيين على مبدأ “فرق تسد” ومش قادريين نفكر صح
بس كدة»
وأضاف علاء:
«النص الأصلي:أنا شايف ان فيه قلة من الناس اللي صوتها عالي في فريقين هما اللي مخليين الاختيارات كده
فيه ناس كثير قوي بتستمتع بشعر عامي و تقرأ أدب بالفصحى من غير ما ده يبقى تعبير عن انفصام في الشخصية
العامية لهجة و لا لغة و مدى و طبيعة علاقتها بالفصحى دي أسئلة علمية مش أسئلة سياسية.
و أي كانت الاجابة الناس مش هتبطل تعبر عن نفسها بالعامية
يبقى العامية باقية
في نفس الوقت الفوائد الاقتصادية من وجود لغة موحدة ما بين بلاد المنطقة عالية جدا و الثقافة و الفن و الاعلام بيعبروا الحدود العربية بتزايد
يعني بغض النظر عن قرائتك لتاريخنا في الألفية اللي فاتت الفصحى باقية برضه (و من غير حتى ما نحتاج نتكلم عن تأثير الدين في الموضوع) و مش صحيح أنها مش بتطور هي بس تطورها مواكب لباقي تطورنا الحضاري مش سابقه و ده عادي يعني مش مستغرب.
فيه بقى اعتبارات عملية و تنموية و اقتصادية و اعتبارات ثانية فنية و ثقافية و كلها أهم بكثييييير من الحوار الخنيق عن هل هويتنا عربية أم مصري أم بشرطة»
وأخيراً كتب طارق:
«النص الأصلي:أنا معاك يا علاء … فأكيد مش كل إل بيدون باللغة العامية ليبرالي ممكن يكون شعبوي على رأي بلو و برضه مش كل إل بيقول شعر بالفصحة له توجهات قومية أو إسلامية … بس ميمنعش إننا صعب نفصل هويتنا عن لغتنا و ميمنعش برضه إن فيه ناس بتفضل الفصحى على العامية أو العكس لإعتبارات أيديولوجية مش لمجرد الإستسهال أو التعود.
دعني أختلف معك في نقطة أن اللغة العربية تتطور … فكلنا يعلم أن هناك بعض القواعد النحوية كالرفع و النصب و الجر و اللغوية مثل المثني و نون النسوة و ما إلى ذلك لم تعد مناسبة للعصر الحالي و الدليل أن جل اللهجات العربية تخلصت من تلك القواعد لكننا في اللغة العربية لم نستطع تحريرها من تلك القواعد حتى لا نبتعد عن لغة القرآن … و أيضا لأنه لا أحد يتحدث بها في حياته اليومية فإن أي مصطلح جديد يدخل في اللغة يدخل عن طريق مجامع اللغة و هو عكس المفترض في أي لغة حية يكون تتطورها نابع من الناس و ينتهي إلي المعامل و ليس العكس … ففي اللغة الإنجليزية مثلة تدخل مصطلحات مثل جوجل بمعني البحث و روبوت بمعني إنسان ألي نتيجة تطبيق أو كتاب خيال علمي يتداوله الناس أما هنا فلا وجود لهذا التطور لأننا حصرنا لغتنا في المعامل و خلف الجدران الأكاديمي»
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «مصر: ويكيبيديا اللهجة المصرية». الأصوات العالمية. 14 ديسمبر - كانون الأول 2008.
شارك الخبر:
|