موريتانيا: أسبوع للتدوين ضد شركات التعدين الأجنبية

السبت 6 أكتوبر 2012


قامت مجموعة من المدونين الموريتانيين في الساعة الأولى من الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول بإطلاق حملة “تدوينية” أعطوها اسم “دون ضد شركات التعدين الأجنبية” .وذالك حسب قولهم من أجل أن يصنعوا رأي عاما حول قضية نهب الشركات الأجنبية لثروات موريتانيا المعدنية. وتم افتتاح الحملة بنشر مجموعة التدوينات في نفس اللحظة وتسمر الحملة لمدة أسبوع.

تفاعل المدونون الموريتانيون مع هذه الحملة بشكل جيد وحتى وقت كتابة هذا المقال كتب الكثير من المدونين العديد من التدوينات التي ترصد مخالفات هذه الشركات وغردوا بكثافة على وسم الحملة #ضد_نهب_معادننا. وكانت أخبار الحملة وتدويناتها وشعاراتها هم الأكثر تداولا بين مستخدمي فيسبوك وتويتر من الموريتانيين.

وتركزت تدوينات المدونين المشاركين في الحملة حول كشف انتهاكات الشركات الأجنبية لقوانين البيئة وتدميرها للوسط المحيط بها.

كذالك ضعف النسبة التي تعطيها هذه الشركات لموريتانيا والتي تبلغ في أحسن الأحوال 4% من ما تستخرج من الذهب والنحاس. أيضا تطرقوا بإتباعها لنهج التمييز ضد عمال الشركة من الموريتانيين. وتفاعل العديد من الكتاب والصحفيين مع فكرة المدونين وكتبوا بدورهم العديد من المقالات في الموضوع دعما للحملة.

المدون الموريتاني سيدي ولد محمد الأمين شارك في الحملة ونشر تدوينه بعنوان أريد صديقي حيا..!! تحدث فيها عن وفاة صديق له بسبب السموم التي تستخدمها هذه الشركات:

«النص الأصلي:على أية حكومة تحترم نفسها و تقدس أرواح مواطنيها أن لا تتنازل عن لعب دوها الطبيعي في حماية البلد و أبنائه و حيواناته و أشجاره و ثرواته، و إذا كان لا بد من التنازل عن ثرواتنا فليكن.. و لكن احمواالنفوس البشرية التي تعمل حاليا وسط بركان خامد يمكن أن ينفجر في أي وقت ليحصد الأرواح دون رحمة كما حصل مع صديقي المرحوم.

لا يعزيني أن تحظر مادة السيانيد حتى يكبر ابن صديقي الوحيد و الذي ولد بعد وفاته غير مهدد بأنه أثناء لعبه يمكن أن يلمس أو يستنشق المادة الملعونة و يموت في الحال!!

لا يعزيني أن تكشف الشركة عن حقيقة وفاة صديقي..!!

لا يعزيني أن تأخذ موريتانيا نسبة أكبر من عائدات النحاس و الذهب..!!»

كذالك شارك الكاتب الموريتاني عبد الرحمن ودادي المدونين حملتهم وتحدث في مدونته رجع الصدى عن ضاَلة النسبة التي تعطيها الشركات الأجنبية لموريتانيا:

«النص الأصلي:مناجم تازيازت و اكجوجت نموذج صارخ لفداحة الخطب و هول المصيبة … اربعة في المائة من النحاس و ثلاثة في المائة من الذهب ومع هذا تمنع الشركتان جل العمال من حقوقهم و تنشر السموم دون حياء و لا مواربة** .

المخجل ان كل هذا يحدث بعد قرابة اربع عقود من تأميم شركة ميفرما التي كانت تمنح نسبة أفضل ، رغم ذلك اتخذ المختار ولد داداه ـ رحمه الله ـ القرار بالتأميم رغم الظروف الصعبة لموريتانيا السبعينات و غياب الكفاءات الوطنية ووطأة الهيمنة الفرنسية التي بلغ استيائها درجة التلويح بالتدخل العسكري.»

أيضا تحدثت مدونة الراي الحر المشاركة في الحملة عن خطر أعمال شركات التعدين الاجنبية على البئية الموريتانية كذالك عن إتباعها التمييز ضد العمال الموريتانيين العاملين فيها:

«النص الأصلي:تتعالى الأصوات يوما بعد يوم للمطالبة بالحد من التلوث البيئي الذي تخلفه هذه الشركات سواء من قبل العمال المتواجدون في عين المكان إذ أخبرني أحد العمال هناك أن العمال الغربيين يعزلون أنفسهم في أماكن محمية جيدا بينما يفرقون المحليين في كانتونات لا تتوفر على أدنى مستوى من الحماية وتتعالى الأصوات كذلك من الخبراء المتخصصين في هذا المجال مثل المهندس ومدير الرقابة البيئية سابقا السيد الخليل ولد أحمد خليفة الذي أقيل من عمله بسبب كشفه عن المخاطر الجمة التي تتعرض لها البيئة الموريتانية»

كذالك شارك المدون الموريتاني سيدي الطيب ولد المجتبي في هذه الحملة و كتب:

«النص الأصلي:هل بإمكان عقولنا أن تصدق أن 500 مواطن موريتاني قضوا نحبهم في منطقة الشمال في الـ 5 سنوات الأخيرة نتيجة للنشاطات الإشعاعية التي تقوم بها شركات التعدين ..ومع ذلك لا تزال هذه الشركات تسرح وتمرح وتفتك وتبطش بلا رقيب ولا حسيب ..؟

فلا يمكن لمكابر اليوم أن يتجاهل انتشار تلك الأمراض الخبيثة والسرطانات القاتلة في مدننا الشمالية نتيجة لانتشار السموم وانتقالها عبر العوامل الطبيعية (الرياح، الهواء، الترسب ، بل ووصولها إلى المياه الجوفية)

الدولة الموريتانية تدرك هذه المأساة بشكل جيد ، وهي على اطلاع بكل أسماء الضحايا الأحياء منهم والأموات ، وبتفاصيل ظروف إصابتهم ، وبالأسرة التي ماتوا عليها .. ورغم ذلك تغض الطرف وتلتزم بالصمت ..!»

وهذه بعض ردود الأفعال على تويتر

المدون عبد الله ولد الجيلاني اتهم بعض السياسيين بأخذ رشاوي من هذه الشركات الأجنبية:

«النص الأصلي:@AbdallahJeilany: بعض السياسيين تفاعلوا مع جريمة نهب ثروات #موريتانيا و دافعوا عنها و شرعوا القوانين لذلك و طبعا من اجل حفنه من رشاوي دفعت لهم #ضد_نهب_معادننا»

وانتقد سيف الدين الشنقيطي تواطؤ الإعلام مع هذه الشركات

«النص الأصلي:@seividine: اعلامنا يطبل لنهب ثرواتنا من طرف (شركائنا في التنمية) والحقية أنهم (شر كامن في التنمية) #ضد_نهب_معادننا #موريتانيا»

وبدور المدون طه الحافظ حذر من نفاذ الثروة المعدنية:

«النص الأصلي:@TahaAlhafedh: المشكله أن الشعب في #موريتانيا عندما يستيقظ ستكون ثرواتنا قد إنتهت بسبب النهب المنظم لها..وحتي يستيقظ الشعب تصبحون علي وطن ! #ضد_نهب_معادننا»

أيضا المدون الحسين ولد عمر تحدث عن عدم إستفادة الشعب الموريتاني من ثروته المعدنية:

«النص الأصلي:@houmar83: منذ بداية فهمنا لما يقال في الإذاعة ونحن نسمع عن المصادقة على المشاريع لاستخراج المعادن و الرخص ،ولكن حظنا من كل هذا هوالموت #ضد_نهب_معادننا»

واتهم الناشط الشيخ شريف الرئيس الموريتاني بأخذ عمولات من هذه الشركات:

«النص الأصلي:@cheikhchrif: طبعا ليس بإمكان الشركات الأجنبية ان تنهب معادننا بدون سماح من الجنرال طبعا الصفقة ليست بالمجان #ضد_نهب_معادننا»

وكتب المدون بدر الدين الداري:

«النص الأصلي:@baderdine1: موريتانيا : دولة تملك ثاني أكبر منجم ذهب بالعالم , ومع هذا شعبها يعيش في أرقى حلل الفقر حيث لا حقوق إلا للمفسدين #ضد_نهب_معادننا»

أيضا الناشط ناصر الهاشم تفاعل مع الحملة وكتب:

«النص الأصلي:@n_nasser56: ما يحدث ف #taziazet و #MCM سرقة موصوفة . قد تشترون صمت بعض الأقلام لكن اثار الجريمة تدينكم،تنطق عليكم الهضاب من هنا مررتم #ضد_نهب_معادننا»

و هنا رصد لما كتبه المدونون الموريتانيون تفاعلا مع حملة دون ضد شركات التعدين الأجنبية قامت به مدونة paparazzi

مصادر

عدل