مولد حركة استقلال هونج كونج كنتاج لسياسة الصين لخرقها مبدأ “بلد واحد ونظامان مختلفان”

الثالث 6 سبتمبر 2016


قد تبع منع المرشحين المؤيدين لاستقلال هونج كونج من المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي المقبلة رغبة حكومة هونج كونج في وقف المناقشة حول استقلال هونج كونج في المدارس.

وبالرغم من اتفاق أغلبية سكان هونج كونج على استحالة استقلال هونج كونج سياسيًا إلا أن تصاعد الدعوات التي تدعم استقلالها تعمل على تأجيج الوضع في بكين.

وأعرب ما يقرب من 17.4% من المصوتين على الاستفتاء الذي انعقد في يوليو/تموز عن تأييدهم النسبي لاستقلال هونج كونج أو دعمهم القوي لهذه الفكرة.

وكما كان متوقعًا أغضبت النتائج بكين، وظاهر الأمر أنها طالبت حكومة هونج كونج بمنع الشعب من التحدث عن الانفضال عن الصين أو تخيل الفكرة.

ولكن لم ينجم شيء عن منع المرشحين المؤيدين للاستقلال من الترشح في انتخابات المجلس التشريعي إلا دفع الناس للتحدث أكثر الأوقات عن استقلال هونج كونج، وأدت إلى إقامة أول حشد مؤيد للاستقلال في المدينة في الخامس من أغسطس/آب.

أوضح هنري كوك المعلم والناقد في الشؤون السياسية أن الحركة رفعت من وتيرة الحديث عن الاستقلال:

«النص الأصلي:The independence rhetoric is deliberately obtuse to send Beijing’s nerves into overdrive. I don’t know whether [pro-independence candidates] could gather much steam to beat the big parties and become a ruling political force in the coming election. However […] the rhetoric of localism has pushed the frontiers of political discussions. What the localists want is actually quite modest and completely innocuous: to uphold the ‘one country, two systems’ constitutional principle and [achieve] greater political autonomy from China for the city.»

«ترجمة:إن تعمد الإبطاء من وتيرة الحديث عن الاستقلال يعمل على التلاعب بأعصاب بكين، ولست على علم بمقدرة المرشحين المؤيدين للاستقلال على شد عضدهم لإلحاق الهزيمة بالأحزاب الكبيرة وعلى أن تصبح قوة سياسية حاكمة في الانتخابات التالية، لكن [….] وتيرة الحديث عن مذهب النزعة المحلية قد رفعت من حدود المناقشات السياسية وإن ما يريده نشطاء النزعة المحلية في حدود المعقول ولا يضر بالبلد بتاتًا: وذلك لتحقيق المبدأ الدستوري “بلد واحدة ونظامان مختلفان [ولتحقيق] قدر أكبر من استقلالها السياسي عن الصين.»

طبقًا لمبدأ “دولة واحدة ونظامان مختلفان” المعمول به بموجب الإعلان المشترك بين الصين وبريطانيا، سيظل النظام الرأسمالي السابق لهونج كونج ونمطه في المعيشة على وضعه بدون تغيير لمدة 50 عامًا حتى عام 2047.

لكن أبدت بكين في السنوات الأخيرة دلائل تدل على نفاذ صبرها بتدخلها المستمر في الشؤون الداخلية لهونج كونج.

وظهر ذلك تحديدًا بعد عام 2012 عندما اختارت لجنة انتخابات مكونة من 1200 عضو ليونج تشون يينغ لتولي منصب الرئيس التنفيذي بمباركة من بكين.

كان تلقيب ليونج باسم “أبو حركة استقلال هونج كونج” في حقيقة الأمر نوعًا من السخرية لجذب انتباه الرأي العام لمقال نشرته مجلة الجامعة تناقش فيها إمكانية فصل هونج كونج عن الصين كنوع من النقاشات السياسية عام 2015.

وأضفت الفزاعة السياسية التي أنشأها بالمقال وقودًا على فتيل مشاعر الكره تجاه تدخلات بكين في شئون هونج كونج بدفع النشطاء المؤيدين للنزعة المحلية لتبني سياسات متطرفة.

وأوضح موقع بيج ليتشي المنتقد للحكومة الجانب النفسي السياسي لحركة النزعة المحلية بالتفصيل:

«النص الأصلي:Their main method looks set to be trolling and rattling Beijing: identifying what makes the regime most paranoid, and piling it on. […] If Chinese officials lie awake at night petrified of ‘Hong Kong independence’, [localistz will scare them with] ‘Hong Kong independence’.»

«ترجمة:أسلوبهم الرئيسي يكمن في رمي شباكهم واستفزاز بكين لمعرفة كيفية جعل النظام أكثر جنونًا والضغط عليها. […] إذا غاب النوم عن المسؤولين في الصين خوفًا من استقلال هونج كونج [سيعمل النشطاء المؤيدين للنزعة المحلية على تخويفهم] من استقلال هونج كونج.»

وطالب وزير التعليم بهونج كونج ايدي نغ هاك كيم من 30 مدير مدرسة بحظر الأنشطة الخاصة باستقلال هونج كونج في مدارسهم وتهديد المعلمين باستبعادهم إذا لم ينصاعوا للأوامر لتضييق الخناق على النقاشات التي تدور حول تأييد الاستقلال.

وبعد مطالبته بذلك ذهب نغ إلى بكين.

وذُكر أنه من إحدى المواضيع المطروحة في أجندته في اجتماعاته مع مسؤولين من وزارة التعليم بالصين كانت تبادل الآراء حول الشعور تجاه الاستقلال “التي غزت المدارس” وأماكن التجمعات الأخرى للشباب.

وقد استهجنت مجموعات طلابية مكتب التربية والتعليم وأخذوا على أنفسهم عهدًا باستمرارية النقاش حول استقلال هونج كونج.

وقال تشان يوك فاي المتحدث باسم إحدى المجموعات، ستيودينت لوكاليزم، الطلبة المؤيدين للنزعة المحلية:

«النص الأصلي:A referendum is the most civilised and fair way for the people to decide, many places do the same, Hong Kong independence is only one of the options. Why can’t Hong Kong people discuss their own future?»

«ترجمة:إن الاستفتاء أكثر الطرق مدنية وعدلًا لصنع الشعوب لقراراتها. وكثير من الأماكن تقوم بذلك الأمر، إن استقلال هونج كونج اختيار ضمن اختيارات أخرى فما الداعي واراء عدم مقدرة أهل مدينة هونج كونج تجاه مناقشة مستقبلهم؟»

وقال طالب آخر من المرحلة الثانوية:

«النص الأصلي:Members of our group do not necessarily support independence in a very serious manner, we just hope that Hong Kong people can take back our power over the city.»

«ترجمة:ليس بالضرورة أن يدعم أعضاء مجموعتنا فكرة الاستقلال دعمًا جديًا نحن فقط نأمل بقدرة شعب هونج كونج باستعادة سلطتها على المدينة.»

بينما تشعر السلطات ببكين في هونج كونج بالعجز عن التعليق عن الموقف.

وانتقد وانغ تشن مين المدير العام لقسم القانون بمكتب الاتصال بالصين حكومة هونج كونج لتسامحها الزائد مع الأنشطة المؤيدة للاستقلال، وأكد أن فكرة استقلال هونج كونج لا يجوز تداولها في السياسة أو التشريع أو النظام القضائي أو داخل المدارس الثانوية والإعدادية.

وأكد نائب الوزير بوزارة العدل في الصين على أنه “لا مجال” لمناقشة استقلال هونج كونج، وكانت الآراء الموالية لبكين وآراء المسئولين الحكوميين صورة عاكسة لتلك الآراء.

أدان وونغ كوان يو رئيس اتحاد هونج كونج للعاملين في التربية والتعليم، وهو اتحاد للمعلمين موالي لبكين، المجموعات الطلابية وأكد على “الأضرار التي ستلحق بالمجتمع حال استقلال هونج كونج -ويمكن الحكم على ذلك بالفطرة”.

بدأت بعض المجموعات التربوية في إصدار إرشادات للمدارس والمعلمين عن كيفية التعامل مع الموضوع السياسي “بمسئولية” و”موضوعية”.

ومن التصعيدات التي اتخذت منحنى خطير في تلك المرحلة، حث فاني لو فان تشي فن المستشار التنفيذي لحكومة هونج كونج المدارس على مقابلة آباء الطلبة الراغبين في تكوين مجموعات مؤيدة لفكرة الانفصال عن الصين لكي “تتفهم الجوانب المحيطة لأسرهم المؤثرة عليهم.”

وفور رجوع ايدي نغ هاك هيم رئيس مكتب التربية والتعليم من رحلته ببكين اقترح أن تبلغ المدارس الشرطة عمن يقوموا بتوزيع منشورات لتأييد الاستقلال في الجوار.

وشكك المعلم كينت يوينغ بأن هذه الإجراءات ستعمل على الحد من النقاش حول الاستقلال:

«النص الأصلي:Shutting [pro-independence groups] out shows weakness and insecurity while also undermining one of the core values, free speech, that laudably separates us from authoritarian states like Singapore—whose leaders, despite their many accomplishments, have created a micromanaged nanny state with a shackled media and stunted populace. Moreover, harsh measures only provide added motivation to radical fringe groups whose very existence is dependent on confrontation with the government—the more, the better.

Now, thanks to the short-sightedness of city officials—from the chief executive to education chief Eddie Ng Hak-kim to the luckless returning officers responsible for barring some of the pro-independence candidates from [participating in] next month’s Legco elections—the city is moving into dangerous and uncharted territory.»

«ترجمة:إن قمع المجموعات المؤيدة للاستقلال يعطي صورة من الضعف وعدم الاستقرار كما تقوض إحدى القيم الأساسية ألا وهي حرية التعبير ومن الجدير بالذكر أنها تميزنا عن الدول الاستبدادية كسنغافورة التي على الرغم من تحقيق قادتها العديد من الانجازات قد قيدت من حجم الدولة بتكبيل الاعلام وتقييد الناس ولكن الإجراءات القاسية لا تضيف إلا دوافع للاتجاه نجو تكوين مجموعات متطرفة الذي يعتمد تواجدهم الأساسي على قدر مواجهتهم مع الحكومة فكلما زادت المواجهات كلما كان ذلك أفضل لتواجدهم.

وسيتسبب قصر نظر مسؤولي المدينة، من المدير التنفيذي إلي مدير التربية والتعليم ايدي نغ هاك والموظفين المسؤولين عن منع بعض المرشحين المؤيدين للاستقلال من المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي المزمع عقدها الشهر القادم، في وضع المدينة في منحدر خطير وجعل مصير المنطقة في المجهول.»

كما توقع الكاتب أن الحظر سيزيد من تسيس المدارس وتحويل فصولها إلى أرض للمعارك.

«النص الأصلي:And, now that the Education Bureau has proscribed support for independence in schools, what happens when students return to classes next month and pro-independence groups like Studentlocalism take their campaign into their classrooms? Will they be suspended, expelled or worse?»

«ترجمة:بعد قرار مكتب التربية والتعليم بمنع أي دعم للاستقلال في المدارس، فما هو مصير الطلبة عند عودتهم إلى فصولهم الشهر القادم وبدء المجموعات المؤيدة للاستقلال مثل مجموعة ستيودنت لوكاليزم بنشر حملاتهم داخل فصولهم؟ هل سيتم ايقافهم أم طردهم أم أسوأ من ذلك.»

مصادر عدل