هل يكره الرجال العرب النساء؟ منى الطحاوي تواجه عاصفة نارية

الأحد 29 أبريل 2012


أثارت الكاتبة المصرية الأمريكية، منى الطحاوي، مرة أخرى، جدلا بمقالها الذي نشر في مجلة فورين بوليسي (السياسة الخارجية) بتاريخ 23 أبريل / نيسان 2012، تحت عنوان “لماذا يكرهوننا؟” حول التمييز ضد المرأة في منطقة الشرق الأوسط. وفقا لمنى، فإن المجتمعات العربية تكره النساء بالأساس وتسيئ معاملتها بلا حدود، “نتيجة مزيج سام من الثقافة والدين”.

وقد انتقد الكثير من الصحفيين العرب والمدونين والناشطين الطريقة التي ساقت بها منى حججها، وأعربوا عن غضبهم من الصور المصاحبة للمقالة، معتبرينها مجرد تصوير نمطي للمرأة العربية.

وقد نشرت فورين بوليسي حينها ردود خمسة معلقين.

كتبت منى الطحاوي في المقال:

«النص الأصلي:قد يتساءل البعض لماذا أتحدث عن ذلك الآن، في وقت تتصاعد فيه الاحتجاجات بالمنطقة، ليس نتيجة الكراهية المعتادة لأمريكا وإسرائيل، ولكن من أجل المطالبة الجماعية بالحرية. بعد كل ذلك، ألا ينبغي أن يحصل الجميع على الحقوق الأساسية أولاً، قبل أن تطالب النساء بمعاملة خاصة؟ وما علاقة النوع، أو بالنسبة لهذا الأمر، الجنس، بالربيع العربي؟ ولكنني لا أتحدث عن الجنس المخبأ بعيدا في الزوايا المظلمة وغرف النوم المغلقة. لا بد من تدمير النظام الاقتصادي والاجتماعي بالكامل – الذي يتعامل مع نصف البشرية مثل الحيوانات – جنبا إلى جنب مع غيره من الأنظمة الاستبدادية الأكثر وضوحا التي تخنق المنطقة من النهوض بمستقبلها. لحين انتقال الغضب من الطغاة في القصور الرئاسية إلى الظالمين في شوارعنا وبيوتنا، وثورتنا لم تبدأ بعد.»

في مقال آخر بعنوان “منى: لماذا تكرهيننا؟”، كتبت الناشطة المصرية والمدونة جيجي إبراهيم:

«النص الأصلي:المشكلة الأساسية المتمثلة في مقال منى هو السياق والإطار الذي حللت من خلاله لماذا تظلم المرأة في الشرق الأوسط، والسبب الوحيد الذي يمكن أن يفسر ذلك هو لأن الرجال والمجتمعات العربية (ثقافيا ودينيا) تكره النساء. وقد كان ذلك مهينا لمعظم النساء اللاتي أعرفهن، وقرأن المقالة وشاركنني الرأي نفسه. لا تعاني المرأة في الشرق الأوسط من الاضطهاد من جانب الرجال نتيجة فقط هيمنة الذكور، ولكنها مضطهدة من قبل الأنظمة (وهم من الرجال في السلطة)، ونظم الاستغلال (التي تستغل على أساس طبقي لا نوعي). وجود المرأة في مواقع السلطة في ظل نظام معيب “لا يحل” المشكلة أيضا. في برلمان مبارك، كان لدينا حصة للنساء، ولكن هل غير ذلك في الواقع أي شيء بالنسبة للمرأة؟ ظل الأمر حبرا على ورق. حتى بعد الثورة، تستخدم الأحزاب السياسية الصديقة النساء على الدوام لأسباب سياسية. تفسير سبب قمع النساء دون التعرض لأي من الجوانب التاريخية والسياسية، أو الاقتصادية للبلدان العربية، والتي لا تتساوى كما تميل إلى التعميم في مقالها، لا يمكن أن يكون أكثر تضليلا من هذه المقالة..»

حفصة حلاوة من مصر لا تعارض المقالة بشكل كامل:

«النص الأصلي:@Hhafoos: رغم أنني لا أتفق مع لهجتها وبالتأكيد لا أوافق على الصور المستخدمة، ولكن هناك حقائق في مقال منى الطحاوي لا نستطيع أن نتجاهلها بعد الآن.»

الصحفية الفلسطينية، سورية المولد، ديما الخطيب، أدلت أيضا بدلوها بمقالة على مدونتها، “الحب، وليس الكراهية، عزيزتي منى“:

«النص الأصلي:نحن لسنا ضعفاء يا منى، وقد أثبتت الثورات العربية لنا أننا أقوى مما كنا نظن، فبطلات الثورات العربية لا تحتجن إلى توضيح. لا أعتقد أننا بحاجة إلى المنقذ من الكراهية والانتقام من رجالنا، وخصوصا إن الثورات أثبتت أننا أكثر قدرة على الوقوف كتفا إلى كتف مع الرجل لتحقيق التقدم لمجتمعاتنا. يرسم مقالك صورة للمجتمع العربي التي تتطابق مع صور المقالة : أسود، كئيب، محزن، جسد مطلي باللون الأسود. لقد اختزلت مشكلة المرأة العربية في مشاعر الرجال، في حين تم انتقاصها في صور مثيرة للشفقة تمثل تماما تصوير الغرب لها. […] المجتمع العربي ليس همجيا كما تقدميه في هذه المقالة، بما يعزز صورتنا النمطية في ذهن القارئ، وهي صورة نمطية منتشرة على نطاق واسع بشكل مخيف، وتساهم في الانقسام الثقافي المتزايد بين مجتمعنا وغيرها من المجتمعات، وزيادة العنصرية تجاهنا.»

وعلقت الصحفية اللبنانية الأمريكية والمدونة رقية شمس الدين في مقال آخر بعنوان “نحن وهم: عن النساء البائسات والاستشراق“:

«النص الأصلي:لم تقم منى فقط بتشويه سمعة رجال منطقة الشرق الأوسط وقصرهم في دور واحد فقط، ألا وهو الجلاد الأبدي، كما يصفق ويهتف لها الجمهور الغربي، ولكنها لم تقدم طريقا للمضي قدما لهؤلاء الرجال. هل هم ملعونون إلى الأبد؟ هل هذا هو مصيرهم الواضح، والذي تشكل مسبقاً منذ بداية الفكرة؟ هل لديهم أي وسيلة للخروج من هذه التهمة التي اجتاحتهم والتي تصفهم بأنهم الكارهين للنساء بالفطرة؟ ماذا عن النسويين من الذكور، هل هم يكافحون إلى الأبد ضد رغبتهم الفطرية في كراهية المرأة؟ وقد صاغت منى الطحاوي كل من الرجل والمرأة في حالة غير قابلة للتفاوض، فرضت الكراهية على الرجال والعجز على النساء، وأنا كامرأة من لون وأصل شرق أوسطي، لن أسمح لنفسي بالاستقطاب. قد تكون منى الطحاوي واحدة مننا، ولكنها ليست “نحن” كما أنها لا تحددنا.»

غرد الناشط المصري في مجال حقوق الإنسان، حسام بهجت:

«النص الأصلي:@hossambahgat: تعبير”المسلمون يكرهون نسائهم” لا يختلف عن “المسلمون يتسمون بالعنف أساسا”. مما يلحق ضررا بالغا بكفاحنا.»

في مقال بعنوان “لا أعتقد فعليا أنهم يكرهوننا” أشارت ناهد الطنطاوي، الأستاذ المساعد في الصحافة إلى ” تمكين المرأة العربية في الربيع العربي” :

«النص الأصلي:عندما كنت أنظر إلى بطلات العرب، اللاتي جعلن شعوبهم فخورة، لم أرى الكراهية. رأيت الحب والرحمة والتفاهم بين الشباب والشابات المستعدين للعمل معا لخلق حياة أفضل، للمزيد من الحريات ومن أجل حكومة عادلة من أجل الجميع. لذلك، أقول لمنى الطحاوي، إن عمودك الخاص لا يمثلني فأنا لا أشعر بأني مكروهة. لدي مخاوف، والتي قد تكون مشابهة أو مختلفة مع إخوتي في مصر. ولكنني على ثقة بأن كل المشاكل الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية التي واجهتها شخصيا، هي تحديات يمكن مكافحتها بدلا من إلقاء اللوم ببساطة على كراهية النساء.»

عائشة كاظمي، التي تدون تحت اسم باكي الأمريكية، أصيبت بخيبة أمل من طريقة مقال منى الطحاوي في “شق الحركة النسوية بشكل مذهل”:

«النص الأصلي:أرى أن الادعاء بأن “الحرب الحقيقية على المرأة في الشرق الأوسط” تخاطر بشرعية المرأة العربية في الحرب ضد المرأة، هو ظاهرة عالمية لا يقتصر على النساء العربيات، وإنما تشمل الملايين من النساء من غير العرب، التي وقعن أيضا ضحايا لكراهية النساء النظامية، ليتدبرن أمورهن بأنفسهن. عزلت منى النساء غير العرب بشكل خطير من حرب عالمية. إذا أرادت منى أن تعالج محنة المرأة العربية على وجه التحديد، ينبغي عليها أن تفعل ذلك دون اعتبار الحرب كلها قاصرة عليها بشكل متفرد. لنأخذ العالم المسلم الأوسع على سبيل المثال، هل يمكنها أن تنظر بصدق في عيني مرأة أفغانية أو باكستانية وتقرأ لها عنوان هذا المقال دون تردد؟»

علق باحث الشرق الأوسط المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، شادي حامد:

«النص الأصلي:@shadihamid: مهما كان اعتقادك عن مقالة منى الطحاوي، فإنها توضح كثيرا كيف أن الذين تحاول “تحريرهم” لايتفقون مع أغلب ما تقوله.»

ساهم في هذا المقال أعضاء فريق مؤلفي الأصوات العالمية ل لشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

مصادر

عدل