وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تعترف بدورها في انقلاب إيران 1953

السبت 24 أغسطس 2013


أخبار ذات علاقة

أخبار الولايات المتحدة على ويكي الأخبار
الولايات المتحدة على ويكي الأخبار

شعار وكالة المخابرات المركزية الأمريكية المصدر: ويكيبيديا العربية
شعار وكالة المخابرات المركزية الأمريكية
المصدر: ويكيبيديا العربية

أفرجت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) عن وثائق تعترف رسميا وللمرة الأولى بضلوعها الرئيسي في الإنقلاب الذي وقع في إيران عام 1953 وأطاح برئيس الوزراء المنتخب ديمقراطيا محمد مصدق.

ورغم أنها المرة الأولى التي يتم فيها الاعتراف رسميًا بضلوع واشنطن في الانقلاب، إلا أن ذلك كان معروفًا على صعيد دولي منذ عقود، حيث كل المعلومات كانت تشير إلى تورط الاستخبارات الأميركية (لسي آي ايه) والبريطانية MI6 التي خلعته في عملية مشتركة سميت بعملية (أجاكس).

بعد 60 عاماً من إطاحة حكومته التي انتزعت الحق الدستوري من شاه إيران في حكم البلاد، كشفت وثيقة رسمية أفرجت عنها وكالة الاستخبارات الأميركية أنّ الوكالة كان لها دور رئيسي في الانقلاب الذي أطاح برئيس الوزراء الإيراني الأسبق، محمد مصدق، عام 1953.

ونشرت هذه الوثائق في أرشيف الأمن القومي، وهو معهد بحثي غير حكومي ومقره جامعة جورج واشنطن، وذلك في الذكرى الستين للانقلاب.

وقال أحد الخبراء: "نُفِّذ الانقلاب العسكري بتوجيه من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في إطار تطبيق بنود السياسة الخارجية."

وأشارت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة عام 2000 بصراحة إلى الدور الأمريكي في الانقلاب، كما أشار الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى ذلك الدور في خطاب له في القاهرة عام 2009، ونشر معهد أبحاث أرشيف الأمن القومي المستقل الوثيقة يوم الاثنين، مشيرًا إلى أنّ رفع السرية عنها يعدّ على الأرجح الاعتراف الرسمي الأول من قبل وكالة الاستخبارات بالضلوع في الانقلاب.

ويقول مالكولم بايرن، محرر الوثائق، التي كُشِف عنها إن أجهزة الاستخبارات كانت تصدر "نفيا عاما" لأي دور لها في ذلك الإنقلاب.

ويعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي تقر فيها وكالة الاستخبارات المركزية بنفسها بالدور الذي لعبته في هذه الحالة بالتنسيق مع جهاز المخابرات الخارجية البريطانية (MI6).

وكانت أبرز فقرة تضمنتها الوثيقة هي التالية: "إن الانقلاب العسكري الذي أطاح مصدق وحكومة الجبهة الوطنية التي كان يقودها، جرى تنفيذه تحت إدارة وكالة الاستخبارات الأميركية في تحرك يتماشى والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، وتمت متابعته والمصادقة عليه من قبل أعلى المستويات داخل الحكومة." -

كان عزل رئيس الوزراء الايراني الراحل محمد مصدق من منصبه بعد محاولته إعادة تأميم شركات إنتاج النفط الإيرانية

ويقول بايرن إن هذه الوثائق مهمة ليس فقط لأنها توفر "تفاصيل جديدة، ولمحات حول عمل وكالات الاستخبارات قبل وبعد عملية الانقلاب"، ولكن أيضا لأن "الأحزاب السياسية من كل الاتجاهات، بما في ذلك الحكومة الإيرانية آنذاك، كانت تدعم الانقلاب باستمرار".

وقد تم الحصول على هذه الوثائق بموجب قانون حرية المعلومات من خلال معهد أرشيف الأمن القومي المستقل.

وقد انتخب الإيرانيون مصدق عام 1951 إذ بادر بسرعة إلى إعادة تأميم شركات إنتاج النفط الإيرانية، والتي كانت تخضع للسيطرة البريطانية من خلال الشركة البريطانية-الفارسية للنفط، والتي أصبحت تعرف فيما بعد بشركة بريتش بيتروليم.

وكانت تلك الخطوة مصدرا لقلق بالغ لدى كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، إذ كانتا تعتبران النفط الإيراني مصدرا رئيسيا لهما لإعادة البناء الإقتصادي في فترة من بعد الحرب العالمية، كما كانت الحرب الباردة أيضا عاملا مهما بالنسبة إلى البلدين في حساباتهما.

وكان الانقلاب على مصدق، وهو ما يسمى بالفارسية بـ (انقلاب 28 مرداد) يوم التاسع عشر من أغسطس/ آب عام 1953، بعد أن احتدم الصراع بين الشاه محمد رضا بهلوي ومصدق، فهرب الشاه إلى إيطاليا عبر العراق.

وقبل أن يغادر وقّع الشاه على قرارين: الأول يعزل مصدق والثاني يعيّن الجنرال فضل الله زاهدي محله حيث أمر زاهدي في 29 أغسطس 1953 بقصف منزل مصدق وسط مدينة طهران.

كما قام كرميت روزڤلت ضابط الاستخبارات الأميركي والقائد الفعلي للانقلاب الذي أطلقت المخابرات المركزية الأميركية عليه اسماً سرياً هو العملية أجاكس، بإخراج "تظاهرات معادية" لمصدق في وسائل الإعلام الإيرانية والدولية.

وبعد الإطاحة بحكومته، حوكم مصدق أمام محكمة صورية أطال بعدها محاميه جليل بزرجمهر في كشف أنها لم تكن تتمتع بال حد الأدنى من الحيادية. وحَكَمَ نظام الشاه على الدكتور مصدق بالإعدام، ثم خفف الحكم لاحقاً إلى سجن انفرادي لثلاث سنوات، ومن ثم إقامة جبرية لمدى الحياة في قرية أحمد أباد، الواقعة في شمالي إيران ليترك الدكتور مصدق نهبًا لذكرياته.

وقال دونالد ويلبر، وهو أحد مخططي الانقلاب، في وثيقة كتبت بعد أشهر من الإطاحة بمصدق: "كانت هناك تقديرات بأن إيران كانت تواجه خطر السقوط الحقيقي خلف الستار الحديدي، وإذا ما وقع هذا، فإن ذلك سيعني نصرا للسوفييت في الحرب الباردة، وانتكاسة كبرى للغرب في الشرق الأوسط."

وقد أعاد الانقلاب حكم شاه إيران محمد رضا بهلوي، الذي كان قد فر من إيران بعد صراع على السلطة مع مصدق، وعاد بعد الانقلاب ليصبح حليفا مقربا للولايات المتحدة.


مصادر

عدل