“الخوذ البيضاء” التي أنقذت آلاف الأرواح السورية مرشحة الآن للفوز بجائزة نوبل للسلام

الخميس 22 سبتمبر 2016


رُشحت وحدات الدفاع المدني السورية، المعروفة أيضًا بالخُوَذ البيضاء، للحصول على جائزة نوبل للسلام. فقد تُمنح “جائزة السلام” الأكثر تميّزًا لهذه المجموعة من رجال الإنقاذ، المؤلفة من 3000 متطوع والتي يُعزى إليها إنقاذ أكثر من 56,000 شخص.

وفي مقابلة أجراها مؤخرًا Public Radio International، قدّم إسماعيل العبد الله ذو التسعة والعشرين ربيعًا وحامل الخوذة البيضاء، ما يمكن اعتباره سياسة هذه الحركة:

«النص الأصلي:When you see human beings suffering, you need to do something to help them. I consider everyone who is staying in Aleppo, all of them, are heroes.»

«ترجمة:عندما ترى إنسانًا يعاني، ينبغي أن تفعل شيئًا لتخفيف معاناته. وأنا أعتقد أن جميع من بقى في حلب أبطال.»

وتوضح الخُوَذ البيضاء على موقعها “ما يتطلبه إنقاذ حياة”:

اقتباس فارغ!

«ترجمة:في الصراع الأكثر دموية في عصرنا برزت مجموعة من الأبطال غير العاديين. فقد تجمع عدد من أصحاب المهن من خياطين وخبازين وكهربائيين ومعلمين وغيرهم من السوريين معًا لإنقاذ حياة من وقع تحت أنقاض القصف وعنف الحرب في سورية بحيث أصبح الزي المميز للخوذ البيضاء رمزًا للأمل عند الملايين من السوريين.

عندما تتساقط القنابل يسرع متطوعو الخوذ البيضاء للمساعدة. في أماكن تنعدم فيها الخدمات العامة يخاطر هؤلاء المتطوعين العزل بحياتهم لمساعدة من هم بحاجة لهم- بغض النظر عن الدين أو الانتماء أو الرأي السياسي منقذين أكثر من 60,000 شخص حتى اليوم.

لقد تم اقتباس شعار الخوذ البيضاء من القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى: “وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جميعًا”. في مرحلة صراع اختار الكثيرون خلالها العنف. ارتأى متطوعو الخوذ البيضاء أن يستيقظوا كل صباح لينقذوا أرواحًا يكدّ البعض الآخر لإزهاقها.

شجاعتهم ألهمت الكثيرين حول العالم؛ بدءًا من أطفال سوريين يلعبون منتحلين شخصيات عمّال الإنقاذ، إلى طلاب في النرويج يمنحوهم جائزة مدينتهم للسلام، حتى ترشيحهم للحصول على جائزة نوبل للسلام الآن.»

تدعم أكثر من 120 منظمة حملة ترشيح “الخُوَذ البيضاء لنيل جائزة نوبل للسلام”، من بينها المنظمات السورية:

الحراك السلمي السوري؛

كش ملك؛

دولتي؛

النساء الآن من أجل التنمية؛

المركز السوري للإعلام وحرية التعبير؛

المكتب الطبي الموحد في الغوطة الشرقية؛

الشبكة السورية لحقوق الإنسان؛

المجلس المحلي لمدينة دوما، مركز حمص الإعلامي؛

رابطة المحامين السوريين الأحرار؛

بيتنا سوريا.

أما المنظمات الدولية فتتضمن:

مؤسسة الأصفري؛

الإغاثة المسيحية؛

الاتحاد الدولي للنقابات؛

الإغاثة الإسلامية بالمملكة المتحدة؛

باكس كريستي في فلاندرز؛

الجمعية الطبية السورية الأمريكية؛

أطباء العالم بالمملكة المتحدة؛

ميدي للإنقاذ؛

معهد مونتريال لدراسات الإبادة الجماعية وحقوق الإنسان؛

اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية؛

مؤسسة كرم؛

سوريا للإغاثة والتنمية؛

جسر السلام.

جو كوكس التي دعمت ترشّح الخُوَذ البيضاء للجائزة، هي نائبة برلمانية عن حزب العمل في المملكة المتحدة قُتلت بوحشية في 16 يونيو 2016 على يد رجل مسن يبلغ من العمر 52 عامًا. وعقب وفاة كوكس، أطلق زوجها بريندن صندوق تمويل إحياءً لذكراها، هدفه جمع الأموال للقضايا التي كانت تدعمها النائبة البرلمانية الراحلة. الثلاث قضايا التي وقع عليها الاختيار هي “ الخدمة الملكية التطوعية“، وهي منظمة غير حكومية تساعد كبار السن؛ و” الأمل لا الكراهية“، وهي حركة “تناضل من أجل بريطانيا حديثة تحتضن الجميع”؛ وأخيرًا منظمة الخُوَذ البيضاء.

وفي خلال خمسة أيام فقط، نجحت الحملة في جمع ما يقرب من 1.35 مليون جنيه استرليني (1.7 مليون دولار أمريكي) بأكثر من 41.000 مساهمة، حيث تخطت منذ ذلك الحين المبلغ المستهدف، وهو 1.5 مليون جنيه استرليني (1.9 مليون دولار أمريكي). كذلك حصلت عائلة كوكس على خوذة بيضاء فخرية من رئيس منظمة الخُوَذ البيضاء، رائد الصالح، وهي جائزة رمزية مهمة حيث أنها “تُقدم عادةً للمتطوعين الذين فقدوا حياتهم أثناء إنقاذ المدنيين في سوريا”. وقد صوّر الصالح الفيديو التالي متحدثًا باسم الخُوَذ البيضاء.

في مارس عام 2016، اتهمت منظمة العفو الدولية الحكومتين السورية والروسية باستهداف المستشفيات كإستراتيجية حرب، وقد صرحت: “يبدو أنهما استهدفا المستشفيات والمنشآت الطبية الأخرى على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة استهدافًا متعمدًا ومنظمًا، وذلك من أجل تمهيد الطريق للقوات البرية لتتقدم نحو شمال حلب”. وفي يونيو 2016، نشر بن تاوب، الكاتب بمجلة “ذا نيويوركر”، تدوينة مفجعة عمّا سمّاه ‘أطباء الظل’. فكتب:

«النص الأصلي:In the past five years, the Syrian government has assassinated, bombed, and tortured to death almost seven hundred medical personnel, according to Physicians for Human Rights, an organization that documents attacks on medical care in war zones. (Non-state actors, including ISIS, have killed twenty-seven.) Recent headlines announced the death of the last pediatrician in Aleppo, the last cardiologist in Hama. A United Nations commission concluded that “government forces deliberately target medical personnel to gain military advantage,” denying treatment to wounded fighters and civilians “as a matter of policy.”»

«ترجمة:خلال الخمسة اعوام الماضية، اغتالت الحكومة السورية سبعمائة فرد من العاملين في القطاع الطبي تقريبًا، وقذفتهم بالقنابل وعذبتهم حتى الموت، وذلك وفقًا لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، وهي منظمة توثق الهجمات على قطاع الرعاية الصحية في مناطق الحرب. (وقد قتلت الأطراف غير الحكومية، بما فيها داعش، سبعة وعشرين فردًا.) كذلك صرحت العناوين الإخبارية الأخيرة عن وفاة آخر طبيب أطفال في حلب، وآخر طبيب قلب في حماة. وتوصلت لجنة تابعة للأمم المتحدة إلى أن “القوات الحكومية تستهدف الأفراد العاملين في القطاع الطبي عن عمد، وذلك لتكتسب أفضليةً عسكرية”، مما يحرم المحاربين والمدنيين المصابين من تلقي العلاج “كإحدى سياساتها”.»

وقد قُصفت المزيد من المستشفيات بالقنابل منذ ذلك الحين. ووُثق ما لا يقل عن 375 هجمة على المنشآت الطبية منذ اندلاع الثورة السورية وفقًا لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان. وفي ظل ظروف مماثلة يمكن أن يتضمن الكثير من الرجال والنساء الذين يعالجون الجرحى في المستشفيات الميدانية تحت الأرض طلابًا يدرسون الطب في عامهم الأول، بل وأشخاصًا لم يتلقوا أي تدريب طبي على الإطلاق.

وبالمثل، فإن المستجيبين الأوائل الذين يشكلون الغالبية من الخُوَذ البيضاء هم مدنيون عاديون، من الخبازين إلى الممرضين إلى الرسامين إلى الخيّاطين، ولذلك يطلب داعمو الحملة من كافة الشعوب توقيع هذا البيان دعمًا لمنح الخُوَذ البيضاء جائزة نوبل للسلام لعام 2016.

ملاحظة من المحرر: حُدِّثت هذه القصة في 18 أغسطس لتصحيح عدد متطوعي الخُوَذ البيضاء من 130 إلى 3000 متطوع.

مصادر

عدل