2016.. انتصارات بـ"أمعاء خاوية"

الخميس 5 يناير 2017


أخبار ذات علاقة

من "رحم" الموت، تمكن الأسرى في سنة 2016 "العصيبة"، من فرض واقع جديد على دولة الاحتلال، على وقع أهزوجة الثورة "فإما حياة تسر الصديق.. وإما ممات يغيظ العدى"، مضوا بقناة لا تلين نحو بعث جديد كله عزة وكرامة وانتصار.

22 إضرابا شهدها العام المنصرم 2016، أو 22 انتصارا تحققت في أقسى الظروف وأصعبها.. بأمعاء خاوية جابهوا أعتى آلة عسكرية عرفها التاريخ، اختصروا عداد الزمن، فانقضاء الأيام والأشهر لم يكن يعني لهم الكثير، فالهدف كان واضحا "النصر صبر ساعة"، ولن تكون إلا صرخة واحدة، فهم يعلمون جيدا كيف ينتصرون.

صحيح أن السمة الفردية غلبت على معظم الإضرابات، لكن سرعان ما كان "الصدى الجماعي" يصدح في كل السجون، وما أكثر المرات التي أذعن بها الاحتلال، حتى وعندما فرض قانون التغذية القسرية، سرعان ما انكسر أمام إرادة الأسرى.

"أسطورة القيق"

عدل

افتتح العام 2016 الأسير محمد القيق، بمواصلة إضرابه عن الطعام الذي دخله في العام 2015، مسجلا نموذجا وحالة من الصمود الأسطوري التي أربكت المخابرات "الإسرائيلية" وأجهزة الدولة اليهودية، في ظل الحراك الشعبي والعالمي الذي قادته زوجته "فيحاء شلش"على المستويات كافة، ليسجل انتصارا دفع بالعديد من الأسرى إلى خوض هذه المعركة بشكل فردي، وتسجيل انتصار تلو الانتصار بإنهاء الاعتقال الإداري.

إضراب "القيق"، من مدينة دورا قضاء الخليل، استمر لمدة 94 يوما، حاول الاحتلال خلالها تغذيته قسريا إلا أنه فشل في ذلك، واستطاع الأسير "القيق" تحقيق الانتصار بالاستجابة لمطالبه في إنهاء الاعتقال الإداري.     "القيق" أكد أن الانتصارات التي حققها الأسرى المضربون بشكل فردي في العام 2016، "لم تكتمل لأن اليد الجماعية لم تقتطف ثمار هذه الانتصارات"، مشيرا إلى أن "الضعف كان سيد الموقف في استجلاب خطوة جماعية تستثمر وتقطف ثمار الخطوات الفردية، والتي إن تمت فسنكون على موعد مع نصر يكلل نجاحات وحصاد العام 2016".

ويضيف: "الإضراب الفردي ليس انعكاسا لحالة شاذة، وإنما امتداد لحالة طبيعية في الساحة الفلسطينية، حيث إن العمل الفردي للأسرى يتزامن مع العمل لمؤسسات حقوق الإنسان ووزارة الأسرى ونادي الأسير".   وحول الخطوات القمعية التي تتخذها قوات الاحتلال بحق الأسرى المضربين، يؤكد القيق أن الاحتلال لن يستطيع وقف انتصارات إضرابات الأسرى، "لأنها الوسيلة المحرجة لهذا الاحتلال دوليا"، ويتابع: "هو (الاحتلال) يضع أمن المواطن الإسرائيلي، والتوتر في الساحة المحلية، ورفع القناع عن جريمة الاحتلال دوليا في كفة، وحالة التحدي ما بين شخص والمخابرات الإسرائيلية في كفة ثانية، ولذلك ترجح كفة الأمن الإسرائيلي والمواطن الإسرائيلي على تحدي المخابرات، وبالتالي ينتصر السجين على السجان".   وتوقع القيق أن أي خلل في الإضراب الفردي دون انتصارات، سيدفع الحركة الأسيرة بشكل عام إلى خطوة جماعية لإعادة الهيبة للحركة الأسيرة، وهذا ما لا يريده الاحتلال، "فهو يتعامل مع إضراب فردي مريح له نوعا ما، أفضل له من مواجهة الإضراب الجماعي".

وبحسب إحصائية سجل العام 2016، 22 إضرابا فرديا، تكللت معظمها بالانتصار، وتحقيق مطالبهم بإنهاء الاعتقال الإداري، وبعض الأمور الحياتية داخل سجون الاحتلال.

انتزاع الحقوق

عدل

من جهته، أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أن تجربة الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال عبر السنوات الطويلة، أثبت فائدة الإضرابات الجماعية وتحقيقها لمطالب الأسرى داخل سجون الاحتلال.

وأوضح أن الإضرابات الفردية تكلف الأسير ثمنا باهظا من خلال مواجهة سلطات الاحتلال بمفرده، وبالتالي تكون مدة المعركة أطول وأصعب على السجين نفسه، "فيما لو كان الإضراب بشكل جماعي الذي يربك الاحتلال ويضغط عليه للاستجابة لمطالبهم".

إضراب فلسطيني

عدل

الأسير خضر عدنان مفجر ثورة الإضرابات الفردية  في سجون الاحتلال، أكد أن نجاح الإضراب يرجع إلى جديته سواء كان فرديا أو جماعيا، وهذا يعتمد على جدية وإصرار الأسير على المواصلة فيه مهما كلف ذلك من ثمن، إضافة إلى تفاعل الشارع الفلسطيني مع هذا الإضراب؛ من فعاليات واحتجاجات وغيرها من الأمور.

ويرفض تسمية هذا الاحتجاج بالإضراب الفردي، ويصر على أنه "إضراب فلسطيني" لأن "فرحة الانتصار تدخل كل بيت فلسطيني، وفي المقابل الانتكاسة تكون للاحتلال بكل مؤسساته، مما اضطره لسن قوانين وتشريعات في مواجهة المضربين".

ويقول إن الإضرابات الفردية لانتزاع الحقوق وإنهاء الاعتقال الإداري أو السماح بالزيارة أو الخروج من العزل الانفرادي، سببت ضغطا وإرهاقا شديدين لسلطات السجون، دفعتها لتمني الإضراب الجماعي، والتخلص من أعباء الإضرابات الفردية.

مصادر

عدل