2016.. جذوة عمليات الانتفاضة تشتعل بـ"الكارلو"

الخميس 5 يناير 2017


أخبار ذات علاقة

شهد العام 2016 استمرارا لمسيرة العمليات الفردية التي شكلت سمة انتفاضة القدس الحالية، وشهدت تطورات ميدانية عديدة، وكلما شعر المراقبون أن جذوتها خفتت يخرج المقاومون شيئا آخر من جعبتهم المليئة بالمفاجآت.

سلاح "الكارلو"، محلي الصنع، كان أبرز سمات المقاومة في 2016، وعنوان أكثر من 15 عملية إطلاق نار على جنود الاحتلال ومستوطنيه، حتى إنّ قوات الاحتلال شنت حربا بلا هوادة خلال عام 2016 على المخارط ومحال الحدادة، واقتحمت أكثر من (120) منها، وأغلقت العشرات بذريعة تصنيعها لهذا النوع من السلاح.

فلسطينيو 48 على خط النار

عدل

شكلت عملية الشهيد نشأت ملحم من عارة في فلسطين المحتلة عام 1948، والتي نفذت في اليوم الأول من عام 2016 باكورة عمليات هذا العام، وكانت صادمة للاحتلال من حيث منفذها الذي ينحدر من الأراضي المحتلة عام 48، ومكانها وإيلامها للاحتلال، حيث هاجم مجموعة من رواد أحد المقاهي في شارع ديزنكوف وسط  تل الربيع "تل أبيب".

وأدت العملية إلى مقتل صهيونيين اثنين وإصابة 8 آخرين بجراح، وتمكن المنفذ من الانسحاب من المكان، حيث لم تتمكن أجهزة أمن الاحتلال من العثور على مكانه إلا بعد طول عناء وبحث مستمر، حيث تحولت مدينة "تل أبيب" إلى مدينة أشباح طيلة أسبوع كامل، ليستشهد بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، وثار الإعلام الصهيوني تأليبا ضد الحركة الإسلامية في الداخل بذريعة أن ملحم ينتمي إليها.

"الكارلو" يغرد

عدل

وبرز "الكارلو" أداة قيمة للمقاومة في الضفة خلال عام 2016، حيث كانت عملية أبناء العمومة محمد وخالد مخامرة من مدينة يطا جنوب الخليل في شهر رمضان الماضي (8-6-2016) أكثر عمليات "الكارلو" إيذاءً للصهاينة، حيث اقتحما مقهى في منطقة "سارونا ماركت" التجارية بـ"تل أبيب" ليشهروا بنادقهم الآلية حاصدين خمسة صهاينة، وأصابوا يومها 3 آخرين بجراح حرجة، قبل أن يعتقلا بعد خلل أصاب بندقية أحدهما ونفاد ذخيرة الآخر.

وكان سبقهما باستخدام الكارلو فدايئو قباطية الثلاثة أحمد أبو الرب، ومحمد كميل، وأحمد زكارنة في (4-2-2016) حيث دخلوا إلى باب العمود في القدس، وأطلقوا النار بسلاح رشاش "كارلو" ثم الطعن بسكاكين، ما أدى إلى مقتل مجندتين صهيونيتين.

وكانت كذلك عملية الشهيدين عبد الملك أبو خروب والشهيد محمد جمال الكالوتي في التاسع من آذار 2016 في باب الحديد بالقدس المحتلة، حيث قام الشهيدان بإطلاق النار من رشاش "كارلو" محلي التصنيع، أدى إلى إصابة مستوطن إصابة خطيرة.

قتل الحاخام مارك

عدل

كما شهد العام 2016 تطوراً في أداء العمليات، فكانت أبرز العمليات النوعية التي هزت كيان الاحتلال عملية عتنائيل التي نفذها الشهيد القسامي محمد الفقيه في الأول من تموز 2016، وقتل فيها الحاخام مخائيل مارك ابن خال رئيس الموساد الصهيوني، وأبرز الحاخامات الصهيونية، حيث تمكن الفقيه من الهرب لشهر كامل قبل أن يحاصر في منزل بالخليل ويهدم عليه.

مصباح ينير القدس

عدل

ثم كانت عملية الناشط في حركة حماس في القدس الشهيد مصباح أبو صبيح في الذكرى الأولى للانتفاضة في ( 9-10-2016 )، حيث قام الشهيد بإطلاق النار باتجاه المستوطنين في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، ما أدى إلى مقتل جندي ومستوطنة صهيونية وإصابة 13 آخرين، ونفذ عمليته في اليوم الذي كان يفترض به أن يسلم نفسه لسلطات الاحتلال لقضاء فترة اعتقاله.

الضرب في "بيت ايل"

عدل

وشهد حاجز بيت ايل شمال رام الله، والذي يقع على مدخل مقر القيادة الوسطى لجيش الاحتلال في الضفة، عمليتين نوعيتين خلال العام الجاري حين هاجم الشهيد أمجد السكري في (31-1-2016 ) الحاجز بسلاح ناري، وأصاب ثلاثة جنود بجراح خطرة.

وكذلك فعل الشهيد محمد تركمان، في (31-10-2016) حين أطلق النار أيضاً على مجموعة من الجنود، وأصاب ثلاثة جنود بجروح وصفت جراح أحدهم بالبالغة في ذات المكان، وكان لافتا في عمليتي بيت ايل أن منفذيهما عنصران في الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

تفجير حافلة القدس

عدل

وفي (20-4-2016) نفّذ الاستشهادي القسامي عبد الحميد أبو سرور من مخيم عايدة في بيت لحم، عملية بطولية بتفجير عبوة في باص رقم (12) التابع لشركة "إيغد" الصهيونية في القدس ما تسبب باحتراق حافلة بشكل كلي، وإصابة 21 صهيونياً عديد منهم بحال الخطر.

وكانت هذه العملية  الوحيدة التفجيرية التي نفذت خلال 2016 .

عاد من العمرة ليضرب في يافا

عدل

وفي (8-3-2016) قتل مستوطن وأصيب عشرة آخرون بينهم خمسة خطرة في عملية طعن نفذت في ثلاثة مواقع مختلفة في ميدان الساعة في يافا، لكن منفذها واحد وهو الشهيد بشار محمد مصالحة ( 22 عاما) من  بلدة حجة قضاء قلقيلية، وكان للتو عائدا من رحلة العمرة.

عمليات مستمرة

عدل

وعدا عن العمليات البارزة التي شهدها عام 2016، كان شلال التضحية الذي انطلق مع انتفاضة القدس مستمرا، فعشرات عمليات الطعن ومحاولات الطعن برهنت أن الشباب الفلسطيني ماض في معركته وإن ظهر عليها بعض التراجع أحيانا ليصل مجمل عدد شهداء انتفاضة  القدس حتى الآن (267) منهم (122) شهيدا منذ مطلع العام الجاري.  

وتتضمن خارطة الشهداء 25 من النساء، و62 من الأطفال، و77 شهيداً سقطوا على الحواجز، و128 شهيد على خلفية قيامه بطعن أو اشتباه بطعن، و29 شهيدا جراء قيامهم بعمليات دهس، 54 شهيداً في المواجهات، وخمسة شهداء تعرضوا للدهس من المستوطنين، وشهيد أطلق عليه النار للاشتباه برشقه الحجارة، وثلاثة شهداء أسرى.

ويرى المحاضر في جامعة النجاح والمختص بالشأن الصهيوني الدكتور عمر جعارة أن هذا النمط من العمليات وهذه الأشكال من التصعيد الميداني لن تتوقف خلال العام القادم وفق المعطيات الراهنة، سيما مع استمرار القراءة الخاطئة من الاحتلال، والتخبط في التعامل معها.

وأضاف أن المستوى السياسي والأمني في الكيان الصهيوني بات على قناعة بأنه لا يمكن إيجاد حل لهذا الواقع الميداني المتأزم دون حل سياسي، وأن الحل الأمني لن يجدي نفعا، مؤكدا أن الشعوب لا تتعب ولا شيء يقف أمام إرادتها.

وشدد على أن الصهاينة فهموا ومن تاريخ طويل في التعامل مع الفلسطينيين، أن القمع والقتل وكل أشكال الإرهاب والحصار، لا تجدي في تركيع الفلسطينيين وجرهم لمربع الاستسلام.

مصادر

عدل