أحداث يوم الأحد 24/4/2011 م من الاحتجاجات السورية 2011

أحداث يوم الأحد 24/4/2011 م من الاحتجاجات السورية 2011 (مجزرة جبلة):

قتلت قوات الأمن 13 مواطناً في مدينة جبلة, بينما شيعت برزة ودوما وإزرع جنازات قتلى سقطوا أثناء تشييع جنازات ضحايا مظاهرات الجمعة العظيمة. كما داهم الأمن المنازل في حملة اعتقالات تعسفية، وتواصلت استقالة المسؤولين في محافظة درعا احتجاجا على مقتل المتظاهرين. في وقت شهدت فيه عدة مدن إضراباً عاماً حيث أغلقت المحلات وخلت الشوارع من المارة حدادا على أرواح الشهداء.[1]

مداهمات واعتقالات تعسفية عدل

على الرغم من رفع حالة الطوارئ قامت قوات الأمن السورية بعد منتصف ليل أمس وفجر اليوم بحملة مداهمة للمنازل بالبنادق الهجومية واعتقال العشرات من المواطنين في كل من ريف دمشق وخاصة حرستا, وحلب, وإدلب, وجسر الشغور, والرقة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن ألقت القبض على عشرات الأشخاص بعد الاحتجاجات التي وقعت يوم الجمعة، بينهم 9 في محافظة إدلب, و4 في حلب, و5 في محافظة الرقة, بالإضافة إلى العشرات غيرهم اعتقلوا في مناطق أخرى.[2] ومن بين الذين نشرت أسماؤهم 8 اعتقلوا "لصلتهم بمظاهرات الجمعة في بلدة سراقب" قرب إدلب، وفقا للمرصد الذي ندد بهذه "الاعتقالات التعسفية الذي تواصل السلطات السورية القيام بها رغم رفع حالة الطوارئ".[3]

الأحداث الميدانية (مجزرة جبلة) عدل

  1. جبلة ونوى (13 قتيلا بجبلة): قالت منظمة "سواسية" السورية لحقوق الإنسان إن قوات الأمن السورية ومسلحين موالين للرئيس بشار الأسد (الشبيحة) اقتحموا مدينة جبلة الساحلية وأطلقوا الرصاص على معزين يشاركون في تشييع جنازات بعض من قتلوا في احتجاجات سابقة فقتلوا 13 مدنياً وجرحوا العشرات كما اعتقلوا العشرات.[4] ونشرت هذه القوات في المنطقة السنية القديمة من البلدة بعد احتجاجات مطالبة بالديمقراطية ضد حكم الأسد. وينتمي بشار الأسد إلى الأقلية العلوية في سوريا والتي تشكل أغلبية في جبلة، وظلت هذه الطائفة بشكل عام بعيدة عن الاحتجاجات المطالبة بالحرية السياسية وإنهاء الفساد رغم إدانة العلويين المستقلين لعمليات القتل تلك. وقالت "سواسية" وناشطون آخرون في مجال حقوق الإنسان إن قوات الأمن داهمت منزل الطبيب زكريا العقاد في جبلة بعدما تحدث مع قناة الجزيرة عن جرائم القتل في بلدته. وفي مدينة بانياس الساحلية، قال زعماء الاحتجاج إنهم سيقطعون الطريق الساحلي الرئيس (الطريق السريع) إذا لم يرفع الحصار عن جبلة. وأضافوا أنهم يخشون أن تكون قوات الأسد تستعد لشن هجوم مماثل على بلدة نوى القريبة من درعا (جنوب سوريا) إثر تقارير قالت إن جرافات ومركبات عسكرية في طريقها إلى هناك بعدما دعا آلاف الأشخاص إلى إسقاط الأسد أثناء تشييع جنازة محتجين قتلتهم قوات الأمن. وهتف المشيعون قائلين "تحيا سوريا ويسقط بشار" و"ارحل ارحل.. الشعب يريد إسقاط النظام".[2]
  2. درعا وإزرع: خرج عشرات الآلاف في مظاهرة حاشدة بمدينة درعا لتشييع القتلى الذين سقطوا يوم أمس وهتف المتظاهرون بإسقاط بشار الأسد. كما قامت سيارات في المدينة بنقل المتظاهرين للمشاركة بتشييع من قتل في مدينة نوى وإزرع القريبتين.
  3. دوما وبرزة: وسط تواجد أمني كثيف خرج الآلاف من أهالي دوما القريبة من دمشق لتشييع القتلى الذين سقطوا يوم أمس أثناء تشييعهم لجنازة قتلى سقطوا يوم الجمعة العظيمة. وقد كشف المتظاهرون اليوم عن صدورهم متحدين بذلك رصاصات قوات الأمن وهتفوا بإسقاط النظام. كما قام الآلاف أيضاً في حي برزة بدمشق لتشييع القتلى الذين سقطوا أمس وردد المتظاهرون هتافات تدعو لإسقاط بشار الأسد.
  4. حماة: قامت قوات الأمن بإطلاق الرصاص من مبنى حزب البعث على المتظاهرين الذين توجهوا إلى ساحة العاصي بعد تشييع جثامين من سقطوا خلال اليومين الماضيين.
  5. كفرنبل: في مدينة كفرنبل القريبة من إدلب خرجت مظاهرة حاشدة بالسيارات والدراجات النارية وهتف المتظاهرون خلالها بإسقاط النظام.
  6. الطبقة (مدينة الثورة): خرج المئات من أهالي مدينة الطبقة (مدينة الثورة) في مظاهرة تطالب بإسقاط النظام, وعندما قامت قوات الأمن باعتقال أحد المتظاهرين هجمت حشود المتظاهرين نحو سيارات الأمن وقاموا بتحرير الأسير وسط هتافات الله أكبر.
  7. خان شيخون: في مدينة خان شيخون الواقعة وسط سوريا والتابعة لمحافظة إدلب خرج المئات من شبان البلدة في مظاهرة حاشدة تطالب بالحرية وإسقاط النظام السوري كما ردد المتظاهرون هتافات ضد بشار الأسد. وتم خلال المظاهرة تحطيم تمثال لحافظ الأسد ثم ركل المتظاهرون رأسه بالأقدام, وتوجهوا بعد ذلك نحو فرع الأمن السري الموجود في المدينة لاقتحامه فقام الأهالي بالتدخل خشية وقوع قتلى بين المتظاهرين برصاص الأمن.
  8. معرة النعمان: خرج الآلاف من أبناء مدينة المعرة (التابعة لإدلب) في مظاهرة تطالب بالحرية وإسقاط النظام, وهتف المتظاهرون: "لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس", "الشعب يريد إسقاط النظام". كما قاموا بتمزيق صور الرئيس بشار الأسد من على المباني الحكومية والشوارع. وقاموا أيضاً بتحطيم تمثال لحافظ الأسد في المدينة.[5]

مســلســل الاسـتـقـالات عدل

إزاء التطورات الدامية وإطلاق الرصاص على المحتجين تواصلت عملية استقالة مسؤولين محليين في محافظة درعا اليوم، حيث أعلن بسام الزامل عضو مجلس محافظة درعا استقالته احتجاجا على طريقة تعامل الأمن مع المتظاهرين مشيرا إلى أن أهالي درعا ثاروا بسبب ظلم الأجهزة الأمنية، قائلا "إذا كان هناك مندسون في درعا فمحافظة درعا كلها مندسون وأنا من المندسين". وينضم الزامل بذلك إلى زميله في مجلس المحافظة يمان مقداد الذي استقال هو الآخر. وأعلن أيضاً عضو مجلس درعا بشير محمد الزعبي انسحابه من عضوية مجلس المحافظة ومن حزب البعث العربي الاشتراكي احتجاجاً على استخدام الأمن السوري العنف في التعامل مع المتظاهرين. كما أعلن فيصل الهيمد نائب رئيس غرفة تجارة درعا استقالته وانضمامه إلى المحتجين. وأعلن إمام المسجد العمري بدرعا الشيخ أحمد الصياصنة الذي اجتمع قبل ذلك مع الرئيس بشار الأسد لحل الأزمة في درعا، إن قوات الأمن بدأت تلاحقه بسبب قوله إن مطالب المحتجين في سوريا مشروعة.[2] وكان قد استقال يوم أمس للسبب نفسه النائبان ناصر الحريري وخليل الرفاعي عضوا مجلس الشعب السوري عن درعا، ومفتي محافظة درعا الشيخ رزق عبد الرحيم أبازيد. وحتى بضعة أسابيع خلت، كان شبهَ مستحيل أن يقدم مسؤولون سوريون استقالتهم احتجاجا. ونشر نشطاء على الإنترنت ما سموه قائمة الشرف السورية وشملت 7 أسماء في درعا وأضافوا إلى ما سبق عبد الكريم الغوثاني عضو مجلس محافظة درعا وسليمان أبازيد عضو المجلس التنفيذي للمحافظة.[1]

إدانات دولية عدل

  1. الاتحاد الأوروبي: دعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون دمشق إلى الامتناع الفوري عن استعمال "القوة الوحشية" ضد المتظاهرين. وأدانت آشتون أعمال العنف في سوريا, واعتبرتها غير مقبولة, ودعت الحكومة السورية إلى تنفيذ ما وصفتها إصلاحات سياسية عميقة، وإحالة جميع المسؤولين عن هذه الجرائم ضد المتظاهرين إلى العدالة. علماً أن رئيس الاتحاد الأوروبي جيرزي بوزك طالب السلطات السورية يوم أمس بتلبية تطلعات الشعب المشروعة، وفتح تحقيق مستقل في أحداث القتل.[6]
  2. تركيا: (تحكيم العقل) أعربت وزارة الخارجية التركية عن قلقها الكبير من القمع الدامي في سوريا, ودعت السلطات إلى التصرف بأقصى قدر من ضبط النفس والإحجام عن استخدام العنف ضد المظاهرات كما دعت السلطات السورية إلى "تحكيم العقل" والامتناع عن استخدام القوة المفرطة في المظاهرات.[6]
  3. الإدانة الأقوى والدعوة لتحقيق دولي: دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق دولي بشأن إطلاق قوات الأمن السورية الرصاص على المتظاهرين السلميين. وأوضحت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان -ومقرها نيويورك- في بيان لها أن التحقيق يجب أن يشمل انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت منذ بدء المظاهرات المناهضة للنظام في سوريا منذ منتصف مارس/آذار الماضي. وطالبت هيومن رايتس ووتش الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على مسؤولين سوريين ممن يتحمّلون المسؤولية عن استخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين السلميين والاعتقال العشوائي لمئات المحتجين وتعريضهم للتعذيب، والضغط على مجلس الأمن الدولي من أجل فرض عقوبات مماثلة. وقال جو ستورك -نائب مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة- إنه بعد مجزرة الجمعة -التي أوقعت 112 قتيلا من المتظاهرين- لم يعد كافياً إدانة العنف. واعتبر ستورك أن وعود الرئيس بشار الأسد بالإصلاح لا تعني شيئاً في ظل استمرار القوى الأمنية في قتل المحتجين.[7]

مطالبة بتحقيق دولي عدل

حثت لجنة الحقوقيين الدولية مجلس الأمن الدولي على التحقيق في ما سمته القتل الجماعي في سوريا والذي ربما يستلزم محاكمة من المحكمة الجنائية الدولية. وقال الأمين العام للجنة فيلدر تيلر "إن مجلس الأمن لا بد أن يحمي المتظاهرين المسالمين من القتل غير المشروع، ولا بد أن يتحرى الوضع بهدف محاسبة الجناة وإنصاف الضحايا". وأضاف "لا بد من المحاسبة الجنائية لمن يأمرون بمثل هذه الهجمات وينفذونها، بمن في ذلك من يطلقون الرصاص الحي على الحشود".[2]

بريطانيا تحذر من السفر إلى سوريا عدل

حذرت الخارجية البريطانية رعاياها من السفر إلى سوريا في ظل ماسمته خطورة الأوضاع التي تشهدها البلاد. كما دعت البريطانيين إلى مغادرة الأراضي السورية إلا إذا اقتضت الضرورة للبقاء في البلاد. وندد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بأحداث العنف المتصاعدة في سوريا خاصة أحداث الجمعة التي تحاول السلطات السورية إخفاءها عن العالم على حد تعبير الوزير. وقال ويليام هيغ إن على السلطات السورية الاستجابة للمطالب الشرعية لشعبها. وكانت الولايات المتحدة أقد دعت مواطنيها أيضا لمغادرة سوريا.[8]

مظاهرات عالمية عدل

  1. عمّان - الأردن: نفّذ العشرات من السوريين المقيمين بالأردن اعتصامهم الرابع أمام السفارة السورية في عمّان تضامنا مع "شهداء الثورة السورية". وطالب المعتصمون السفير السوري في عمّان تقديم استقالته انحيازا لدماء الشهداء، كما رفعوا شعارات تطالب بإسقاط النظام كما رددوا هتافات ضد بشار الأسد.[9]
  2. أوسلو - النرويج: تجمع المئات من أبناء الجالية السورية في العاصمة النرويجية أوسلو نصرة للشعب السوري. وألقيت الكلمات التي تطالب بالحرية ورحيل النظام السوري وتؤكد على الوحدة الوطنية.
  3. مدريد - إسبانيا: خرجت مظاهرة لأبناء الجالية السورية في العاصمة الإسبانية مدريد ورددوا هتافات باللغتين العربية والإسبانية تنادي بالحرية للشعب السوري وإسقاط النظام. واتفقوا على التظاهر كل يوم أحد.

انظر أيضاً عدل

المصادر عدل