أحداث يوم الأربعاء 13/4/2011 م من الاحتجاجات السورية 2011

أحداث يوم الأربعاء 13/4/2011 م من الاحتجاجات السورية 2011 (انضمام حلب - شجاعة نساء البيضا):

الأحداث الميدانية (انضمام حلب - شجاعة نساء البيضا)

عدل

شهدت عدة مدن في سوريا اليوم مظاهرات تضامنية مع مدينة بانياس الساحلية والتي طوقتها قوى الأمن واقتحمت عددا من قراها، بحجة ملاحقة عصابات مسلحة. وقد امتدت المظاهرات التضامنية والمطالبة بالإصلاح إلى جامعة حلب، إضافة إلى تجددها في مدن ومناطق أخرى, فيما وصف بأكبر تحد لنظام حكم الرئيس بشار الأسد.

  1. جامعة حلب: في أول تحرك من نوعه تشهده مدينة حلب منذ اندلاع حركة الاحتجاجات في أغلب المدن السورية تظاهر نحو 500 من الطلاب السوريين في الحرم الجامعي لكلية الآداب بجامعة حلب منددين بنظام الحكم.[1] ودعا الطلاب إلى إصلاحات سياسية وإطلاق الحريات, وعبروا عن تضامنهم مع مدينة درعا التي انطلقت منها معظم الاحتجاجات. وأخذالطلاب يهتفون: "بالروح بالدم نفديك يا درعا", "بالروح بالدم نفديك يا بانياس", "الله..سوريا..حرية وبس", "سلمية سلمية..حرية حرية", "واحد واحد واحد..الشعب السوري واحد". هذا وقد سارعت قوات الأمن وأنصار حزب البعث إلى تفريق الطلاب واعتقلت عدداً منهم.[2]
  2. جامعة دمشق: تجمع عشرات الطلاب أمام كليتي الشريعة والحقوق مطالبين بالحرية والديمقراطية، لكن متظاهرين مؤيدين للنظام ما لبثوا أن تجمعوا في المكان ذاته, الأمر الذي أدى إلى اشتباك بين المجموعتين مما دفع بالأمن الجامعي للتدخل والفصل بينهما ومن ثم اعتقال عدد من الطلاب المطالبين بالحرية. ولم يسجل وقوع إصابات في صفوف أي من الطرفين. وتعد مظاهرات اليوم التحرك الثاني من نوعه للجامعات في سوريا.[1]
  3. مظاهرة نسائية على طريق اللاذقية وطرطوس: خرجت المئات من نساء بلدة البيضا الساحلية للاعتصام على الطريق السريع بعد اعتقال العديد من ذويهن الرجال يوم أمس وانضم إليهن نساء من مدينة بانياس القريبة. وقامت النساء بقطع الطريق السريع بين مدينتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين وهن يرفعن أغصان الزيتون للمطالبة بإطلاق سراح الرجال وللتنديد بحملة الاعتقال الجماعية التي شملت رجال القرية. علماً أن السلطات السورية قامت باعتقال 350 شخصا من قريتي البيضا وبيت جناد القريبتين من مدينة بانياس يوم أمس. وأخذت النساء المعتصمات بالهتاف بالحرية لسوريا وهتافات أخرى تطالب بإطلاق سراح رجالهن: "نريد شباب البيضا", "الله أكبر..الله أكبر", "بالروح بالدم نفديك يا شهيد", "وينك ياحرية وينك..بدفع دمي كرامة عينك", "سلمية سلمية..حتى تعود الحرية..إسلام ومسيحية", "مافي خوف بعد اليوم". كما هتفن بنداءات استغاثة لباقي المحافظات السورية للوقوف معهن. هذا التحرك من النساء الشجاعات أربك قوات الأمن التي وقفت مكتوفة الأيدي ولم تعرف ماذا تتصرف معهن حتى يتم فتح الطريق المقطوع. ثم قامت السلطات بالإفراج عن 150 من المعتقلين بيد أن النساء رفضن إنهاء اعتصامهن قبل الإفراج عن الجميع.[1] وفعلاً نجحت هذه المظاهرة في إجبار قوات الأمن على إطلاق سراح جميع المعتقلين الذين اختطفوا ليلة أمس فعادوا معا إلى بيوتهم.[2]
  4. حصار بانياس: مازال الجيش السوري يفرض طوقا مشدد على بانياس التي تعاني نقصا في الطعام وقطعت عنها الكهرباء والاتصالات. وذكرت وكالة فرانس برس أن الجيش يطوق المدينة فيما يقوم عناصر الأمن والشبيحة بعمليات اعتقال. هذا وقد أذاعت المساجد في المدينة قرارا للرئيس بشار الأسد مفاده أن الجيش لن يدخل مدينة بانياس إلا إذا تعرض لإطلاق النار أو الأذى، وأن الرئيس شكل لجنة للبحث في مطالب أهالي بانياس والتحقيق في الأحداث الأخيرة. وقال الشيخ أنس عيروط إمام مسجد بانياس إن السلطات السورية تمنع وصول المواد الغذائية أو نقل المصابين إلى المستشفيات.[1]
  5. شبان بانياس يتصدون للدبابات بأجسادهم: قامت مجموعة من الشبان من بانياس بالتصدي للدبابات والمدرعات المتجهة نحو مدينة بانياس وذلك بالاستلقاء بصدورهم العارية على الطريق الذي تسلكه الدبابات لمنعها من دخول المدينة وهم ينادون: "الله أكبر..لا إله إلا الله". وتعتبر هذه رسالة رمزية للعالم على سلمية مظاهراتهم وتكذيب ادعاءات الحكومة بوجود جماعات مسلحة بين المحتجين.
  6. جبلة: خرج الآلاف من أهالي مدينة جبلة في مظاهرة ليلية غاضبة نصرة للمعتقلين من البيضا وبانياس وللمطالبة بالحرية لسوريا وشعبها. وهتف المتظاهرون: "علّوا الصوت علّوا الصوت..نحن ما منهاب الموت", "الله..سوريا..حرية وبس".
  7. تلبيسة: خرجت مظاهرة ضخمة أثناء تشييع عائلة فياض (المؤلفة من أب وأم وولدين) والذين قتلتهم قوات الأمن السوري في بانياس حيث كانوا يعملون. وردد الآلاف من المتظاهرين الغاضبين: "الشعب يريد إسقاط النظام", "ياالله ياجبار اقض على المجرم بشار", "ياالله ياقاهر اقض على المجرم ماهر", "هي لله هي لله", "ياللي بيقتل شعبه خاين", "ياماهر ياجبان خذ جيشك عالجولان".

قوات الأمن تقتل جنوداً من الجيش

عدل

ذكرت صحيفة ذي غارديان البريطانية اليوم أن قوات الأمن السورية قتلت جنوداً بعدما رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين في مدينة بانياس. وقالت الصحيفة إن مراقبي حقوق الإنسان سمّوا المجند مراد حجو من قرية مضايا قرب دمشق كأحد الجنود الذين قتلهم قناصة الأمن، كما أعلن مراقب حقوق الإنسان وسيم طريف أن عائلة وبلدة حجو أكدتا أنه قُتل لرفضه إطلاق النار على الناس. وأضافت أن تسجيلا مصورا على موقع يوتيوب أظهر جندياً سورياً جريحاً وهو يقول إنه أصيب بعيارات نارية في ظهره على أيدي قوات الأمن، بينما عرض تسجيل مصور آخر جنازة محمد عوض قنبر الذي تقول مصادر إنه قُتل لرفضه إطلاق النار على المتظاهرين. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن علامات الانشقاق التي يبديها بعض عناصر قوى الأمن ستثير قلق النظام السوري، في حين أوردت وسائل الإعلام الرسمية صورة مغايرة للأحداث وذكرت أن 9 جنود سوريين قُتلوا في كمين من قبل مجموعة مسلحة في بانياس.[3]

عدم اتساع الاحتجاجات

عدل

رجّعت رويترز سبب عدم اتساع نطاق الاحتجاجات إلى الوجود الكثيف للشرطة السرية وتأييد خطباء المساجد الذين يحصلون على أجورهم من الدولة للأسد وعدم مشاركة طبقة التجار السنة. وقالت عضو جماعة سواسية السورية لحقوق الإنسان منتهى الأطرش إن السلطات تلجأ لسيناريو العصابات المسلحة كلما نهضت منطقة للمطالبة بالحرية والديمقراطية. وتابعت "عندما يخرج الناس يطالبون بحقوقهم في الحرية والديمقراطية يطلق العصابات المسلحة والشبيحة النار عليهم ويقولون إن سوريا تحت مؤامرة خارجية بينما عندما يطلقون ويهتفون لبشار لا تكون هناك عصابات مسلحة".[2]

النظام السوري يلعب على وتر الطائفية

عدل

ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن النظام السوري يلعب على وتر المخاوف الطائفية، غير أن المحتجين الذين يدركون خطورة هذه الورقة يردون على ذلك بسلاح أكثر تحضرا، وهو رفع الشعارات التي تؤكد على أن الوحدة الوطنية فوق الطائفية. وأضافت الصحيفة أن الإجراءات الأمنية التي تتخذها الحكومة السورية لإعادة بناء حاجز الخوف المتهاوي، هي التي ساهمت في تنامي الاحتجاجات. أحد المحللين السياسيين السوريين –طلب عدم ذكر اسمه- يقول إن "النظام يكذب على نفسه، فهم (المسؤولون) لا يستيطعون أن يتعاملوا مع الشعب سوى عبر الأمن". وتقول الصحيفة إن انتقال موجة الاحتجاجات -التي تجتاح المنطقة العربية- إلى أكثر دول الشرق الأوسط فسادا واضطهادا التي تحكمها العائلة ذاتها منذ 40 عاما، ليس بالأمر المفاجئ. ورغم هذه الاحتجاجات المتنامية في العديد من المدن السورية، فلا يبدو أن النظام يتبع إستراتيجية غير القوة التي صاحبتها بعض الإشارات المتواضعة نحو بعض المجتمعات الساخطة مثل منح الجنسية للأكراد والسماح للمنقبات بالعمل في المدارس. ويشير بعض المحللين السياسيين إلى أن الانفتاح السياسي ربما يكون بداية لإنهاء نظام يقوم على الأجهزة الأمنية والمخابراتية. وإذا ما تصاعد المد الاحتجاجي للمتظاهرين، فليس غريبا أن يقف قادة الجيش والأجهزة الأمنية ضد الرئيس بشار الأسد رغم أنهم من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس، بهدف حماية طائفتهم.[4]

تسريب وثيقة سرية تابعة لإدارة المخابرات العامة

عدل

تسربت وثائق "سرية للغاية" تابعة لإدارة المخابرات العامة السورية. شرحت سياسة النظام السوري بالتعامل مع الاحتجاجات التي يواجهها. واعتمدت هذه السياسة حسب الوثيقة على إشراك ثلاثة أنواع من العمل: أمني وإعلامي وسياسي اقتصادي. وتضمنت الوثيقة السرية للمخابرات:

  1. ربط المظاهرات المعادية للنظام بشخصيات سعودية ولبنانية معروفة لدى السوريين وربطها بالصهيونية وأمريكا.
  2. حملة غير مباشرة في التلفزيون والشوارع حول الفتنة الطائفية والتخويف من الإخوان المسلمين.
  3. تكليف العناصر الأمنية بالعمل في الفيسبوك عن طريق أسماء مستعارة معادية للنظام للرد والتشويش على المتظاهرين.
  4. منع وسائل الإعلام من تغطية المظاهرات ومعاقبة من ينقل أي خبر لا يخدم النظام.
  5. تجهيز شهود عيان من العناصر الأمنية للتحدث مع الفضائيات على أن تكون شهادتهم مبالغ فيها يمكن فضحها بالإعلام السوري الرسمي.
  6. إصدار وزارة التربية لتعليمات مشددة للطلاب حول استخدام الفيسبوك.
  7. عند خروج أي مظاهرة عن السيطرة يتم عزل المكان وقطع الكهرباء والاتصالات والإنترنت مع اعتقال الشخصيات المؤثرة أو قتلها.
  8. استخدام المهربين والمجرمين لخلق حالة من الفوضى وانعدام الأمن.
  9. إدخال عناصر أمنية مدربة بلباس مدني لإقناع المحتجين باستخدام السلاح ضد قوات الجيش والأمن.

انظر أيضاً

عدل

المصادر

عدل