أحداث يوم الخميس 21/4/2011 م من الاحتجاجات السورية 2011

أحداث يوم الخميس 21/4/2011 م من الاحتجاجات السورية 2011 (رفع حالة الطوارئ):

إلغاء قانون الطوارئ

عدل

بعد 50 عاماً عاشها الشعب السوري تحت وطأة قانون الطوارئ, وتحت ضغط الاحتجاجات صادق الرئيس بشار الأسد على مرسوم إنهاء حالة الطوارئ والتي أعلنت في عام 1963 عند استلام حزب البعث للسلطة فيما عرف بثورة 8 آذار. فقد ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) اليوم أن الرئيس بشار الأسد أصدر المرسوم رقم 161 القاضي بإنهاء حالة الطوارئ، والمرسوم التشريعي رقم 53 القاضي بإلغاء محكمة أمن الدولة العليا والمرسوم التشريعي رقم 54 القاضي بتنظيم حق التظاهر السلمي للمواطنين بوصفه حقاً من حقوق الإنسان الأساسية التي كفلها الدستور السوري. وكان مجلس الوزراء السوري أقر الثلاثاء الماضي مشاريع المراسيم الثلاثة، وهي مطالب كانت واضحة في المظاهرات التي تشهدها سوريا منذ 15 مارس/آذار الماضي والمطالبة بالحرية.[1]

ردود الفعل

عدل
  1. هيثم المالح: في أول رد فعل على إقرار الأسد المراسيم الثلاثة اعتبر المعارض السوري والحقوقي البارز هيثم المالح أن مرسوم إلغاء حالة الطوارئ عديم الجدوى ما لم يكن هناك قضاء مستقل ودون كبح الأجهزة الأمنية ومساءلتها. وقال المالح (80 عاما) -وهو محام وقاض سابق سجن عدة مرات- إن المشكلة تكمن في أن النخبة الحاكمة وأجهزة الأمن تضع أيديها على القضاء، وإن هناك مادة في القانون تعفي أجهزة الأمن من المساءلة والملاحقة القضائية إذا ارتكبوا جرائم أثناء أدائهم عملهم لم تلغى. وقضى المالح معظم حياته المهنية في الدعوة لإنهاء العمل بقانون الطوارئ الذي فرضه حزب البعث حين تولى السلطة عام 1963 واستعادة ما يصفه بسيادة القانون.[2]
  2. عبد الحليم خدام: قال عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق -الذي انشق عن النظام وفر إلى باريس عام 2005- في تصريحات صحفية نشرت اليوم إن الحملة العنيفة التي يشنها الرئيس بشار الأسد على المتظاهرين الداعين للديمقراطية في سوريا ستؤدي إلى إسقاطه في نهاية المطاف.[2]
  3. رامي نخلة (ملاذ عمران): أما ناشط الإنترنت السوري ملاذ عمران (وهو اسم الشهرة على الإنترنت لرامي نخلة) الذي أصبح أحد أبرز رموز الاحتجاجات، فاعتبر أن "رفع قانون الطوارئ لا يغير أي شيء لأن أجهزة الأمن لا تخضع لأي قانون.. اليوم الشعب السوري فاقد الثقة كليا بالنظام". وقال عمران -الذي غادر سوريا خفية قبل عدة أشهر إلى بيروت بعدما علم بصدور قرار باعتقاله- لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الإجراءات التي أعلنت عنها السلطات لا تفيد أبدا"، معتبرا أن الحكومة "لا تقوم إلا بتنفيذ أوامر أجهزة المخابرات".[3]

العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش

عدل

دعت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش السلطات إلى عدم قمع مظاهرات يوم الغد والتي قد تكون بحسب هاتين المنظمتين "أكبر مظاهرات تشهدها البلاد حتى الآن". وبحسب منظمة العفو فإن 228 شخصا على الأقل قتلوا منذ منتصف مارس/آذار في سوريا، وإن يوم الجمعة "سيشكل اختبارا حقيقيا لصدقية الحكومة في ما يتعلق بتطبيق الإصلاحات". وقال مدير المنظمة في الشرق الأوسط مالكولم سمارت إنه "يتحتم التعاطي مع هذه المظاهرات بذكاء وباحترام القانون الدولي لتجنب سفك مزيد من الدماء في شوارع سوريا".[3]

محافظ جديد لحمص

عدل

أصدر الرئيس بشار الأسد اليوم مرسوما بتعيين غسان مصطفى عبد العال محافظا لحمص، خلفا لمحمد إياد غزال، مشيرة إلى أن عبد العال ضابط متقاعد برتبة لواء في الجيش السوري، وكان الأسد قد أقال غزال على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها المحافظة ضمن الكثير من المحافظات السورية.[4]

علماء سوريا يساندون مطالب المتظاهرين

عدل

رأت رابطة العلماء السوريين أن مساندة مطالب المتظاهرين السلميين واجب شرعي على كل عالم مسلم مهما تكن جنسيته. واستنكرت في بيان لها ما وصفته بالهجاء الباطل الذي يتعرض له رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي من قبل أجهزة الإعلام السورية الرسمية. وأكدت شرعية الموقف الذي اتخذه الاتحاد من أحداث سوريا. كما أكد الموقعون على بيان الرابطة أن أبناء الشعب السوري إخوة في الدين والوطن بكل طوائفهم ومذاهبهم. وأعربوا عن تقديرهم لاعتراف بعض أطراف النظام بشرعية مطالب المتظاهرين التي يجب تحويلها إلى إجراءات عملية وفق ما ورد في البيان. واستنكر الموقعون على البيان إصدار بيان باسم علماء سوريا برعاية وزارة الأوقاف السورية، قائلين إنه ليس من حق أي جهة حكومية أو غير حكومة أن تتحدث باسمهم قاطبة. ومن بين الموقعين عن البيان رئيس رابطة العلماء السوريين الشيخ محمد علي الصابوني والدكتور عدنان زرزور والدكتور محمد لطفي الصباغ والدكتور محمود أحمد ميرة والدكتور مصطفى مسلم والشيخ محمد فاروق البطل. واعتبر الشيخ الصابوني الإصلاحات التي أقرها النظام السوري ومطالبته بإعطاء وقت عشرة أيام أو عشرين يوما لإقرارها بمثابة تخدير بعد أن منحه الشعب 11 عاما للإصلاح. كما اعتبر أن المراسم التي أصدرها الرئيس السوري بشار الأسد بإلغاء حالة الطوارئ ومحاكم أمن الدولة وتنظيم التظاهر ليست تكرما على الأمة وإنما مطالب من واجب الدولة أن تصونها للشعب، متسائلا عن فائدتها إن كانت على الورق وليست على الأرض. واعتبر الشيخ الصابوني أن بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لم يكن فيه إلا النصح والخير والتذكير للأمة الإسلامية. وأعرب عن أسفه أن يكون الرد على بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بما وصفها بصورة غوغائية وعشوائية باتهام للعلماء بالارتباط بالخارج، ويريدون إذكاء الفتنة الطائفية وإراقة الدماء، معتبرا ذلك الاتهام بأنه "سفه وجهالة وغباء لا يصدر من إنسان شريف يحترم عقله". وتساءل الشيخ الصابوني ما إذا كانت المطالب الذي دعا إليها بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من إطلاق الحريات للشعب ومحاربة الفساد وإنهاء حالة الطوارئ وإلغاء المحاكم العسكرية وإطلاق سراح المعتقلين تحتاج إلى حملة لتشويه العلماء.[5]

الأوضاع في حمص

عدل
  1. سيطرة الرعب: سيطر الرعب والترقب على مدينة حمص بعد انتشار كثيف لقوات أمن بلباس مدني ومسلحين الليلة الماضية، فيما يستعد الأهالي لتحدي الحكومة والتظاهر يوم غد الذي أطلق عليه "الجمعة العظيمة" لمواصلة مطالبهم الإصلاحية، فيما قرر الرئيس بشار الأسد تعيين غسان مصطفى عبد العال محافظا لحمص. ورغم تحذير الحكومة السورية المواطنين من التظاهر، بعيد إعلانها مشروع إلغاء قانون الطوارئ أول أمس الثلاثاء، أكد أهالي المدينة عزمهم تلبية الدعوات التي انطلقت عبر الإنترنت للمشاركة في مظاهرات "الجمعة العظيمة" للمطالبة بالحرية والديمقراطية، وتعبيرا عن احتجاجهم على مقتل 21 من أبناء المدينة على أيدي قوات أمن ومسلحين بلباس مدني منذ يوم الإثنين الماضي.[4]
  2. تعزيزات أمنية في حمص: انتشر الجيش السوري بكثافة في حمص وقال ناشط حقوقي لرويترز إن شاحنات تحمل جنودا وعربات عسكرية مجهزة بالمدافع الرشاشة شوهدت مساء أمس تتجه من دمشق نحو مدينة حمص وسط البلاد والتي بدأت تتحول إلى إحدى المعاقل الجديدة للاحتجاجات. ونظم السكان دوريات في أحياء المدينة بعد مقتل 21 شخصا برصاص قوات الأمن ومسلحين يعرفون باسم "الشبيحة" يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين. كما قال شهود إن جنودا في مجموعات من خمسة يقومون بدوريات ليلية راجلة في شوارع حمص. وقال تعليق كتب على صفحة للاحتجاجات في موقع فيسبوك إن المحتجين عازمون على مواصلة التظاهر السلمي والسعي نحو الحرية، وإنهم مبتهجون لسقوط قانون الطوارئ "الذي لم يرفع ولكنه أسقط".[3]

الأحداث الميدانية

عدل
  1. درعا - ساحة الكرامة: واصل الآلاف من المعتصمين اعتصامهم فيما باتت تعرف بساحة الكرامة حيث رددوا شعارات تطالب بإسقاط النظام وإقصاء جهاز المخابرات.[6]
  2. الحسكة: شهدت مدينة الحسكة اليوم مظاهرة شارك فيها العشرات أمام جامعة الحكسة، مرددين شعارات تنادي بالحرية وتعبر عن التضامن مع المدن السورية الأخرى التي شهدت احتجاجات دامية.[2]
  3. السويداء: بدأ بضعة أشخاص مظاهرة صغيرة وأخذوا يهتفون بالحرية للشعب السوري, ثم تضخمت المظاهرة بانضمام مئات الأشخاص إليها. وأخذ المتظاهرون يرددون شعارات تنادي بالحرية وتؤكد على وحدة الشعب السوري ونبذ الطائفية.
  4. حلب: خرج المئات من سكان مدينة حلب في حي باب الحديد في مظاهرة تطالب بالحرية والتغيير وهتف المتظاهرون: "وين النخوة ياحلبي", "سلمية..سلمية". كما رددوا هتافات تعبر عن تضامنهم مع باقي المدن السورية. وعندما وصلت المظاهرة إلى دوار أغير كانت سيارات وباصات الأمن العسكري والسياسي تنتظر المتظاهرين حيث قامت بتفريقهم بالضرب بالعصي والقضبان الحديدية وتم اعتقال أكثر من 20 شخص.
  5. عين العرب (كوباني): خرج المئات من أهالي مدينة عين العرب ذات الأغلبية الكردية في مظاهرة حاشدة للمطالبة بالحرية, كما رددوا: "واحد واحد واحد..الشعب السوري واحد", "حرية..حرية".
  6. الرقة: خرج مساء اليوم المئات من أهالي مدينة الرقة في مظاهرة ليلية تطالب بالحرية. وردد المتظاهرون هتافات تعبر عن تضامنهم مع باقي المدن السورية.

دعوات للتظاهر غداً

عدل

رغم ما اتخذته السلطات من إجراءات إصلاحية انتشرت على الشبكات الاجتماعية على الإنترنت دعوات إلى مظاهرات احتجاج حاشدة في كل أنحاء سوريا غدا في ما سمي الجمعة العظيمة (لأنها تأتي قبل يومين من عيد القيامة لدى المسيحيين) وقد جاء اختيار هذا الاسم تأكيدا على الوحدة الوطنية وردا على اتهامات النظام للمتظاهرين بأنهم من السلفيين.[7] وقد تكون الاستجابة لهذه الدعوات اختبارا لقرارات رئاسية حاولت امتصاص الغضب المتصاعد، وأبرزها إلغاء حالة الطوارئ الذي اعتبره معارضون "عديم الجدوى". ويبين شعار الدعوة للتظاهر لأول مرة بشكل واضح جرس الكنيسة بين قبتي مسجد، تأكيدا لنص الدعوة الذي يحض السوريين بمختلف طوائفهم على التظاهر مع نص مرافق للصورة "معا نحو الحرية، قلب واحد، يد واحدة، هدف واحد". وأوضح منظمو الحركة الاحتجاجية على صفحتهم في فيسبوك أن "هذه الجمعة سميت بالجمعة العظيمة بناء على طلب الشبان ووفاء لأهلنا مسيحيي درعا وحمص والبيضا وكل سوريا البواسل الذين سقط منهم العشرات من الجرحى مع المسلمين في مظاهرات الحرية والكرامة". وتأتي الدعوة كتحد واضح لنداء وجهته وزارة الداخلية للمواطنين بالامتناع عن القيام بأي مسيرات أو اعتصامات أو مظاهرات "تحت أي عنوان كان"، مؤكدة أنها ستطبق "القوانين المرعية" من أجل استقرار البلاد. وأضافت الوزارة أنها تطلب ذلك من أجل "المساهمة الفاعلة في إرساء الاستقرار والأمن ومساعدة السلطات المختصة في مهامها على تحقيق ذلك". واستباقا لهذه المظاهرات تواصلت اليوم احتجاجات بسيطة في مناطق سوريّة، بالتزامن مع انتشار مكثف للأمن في بعض المحافظات والمناطق في إطار ما يوصف بعملية تحد بين المحتجين والسلطات.[3]

انظر أيضاً

عدل

المصادر

عدل