خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي: القلب مفطور ولكن الهمة عالية

الأثنين 27 يونيو 2016


أخبار ذات علاقة

أخبار المملكة المتحدة على ويكي الأخبار
المملكة المتحدة على ويكي الأخبار

موقع المملكة المتحدة
موقع المملكة المتحدة


خيمت سحب الذهول في الصباح وانبثق عنها الحزن. أنا حزينة كما 16 مليون من حولي على الأقل، ليس حزنًا على الاتحاد الأوروبي ولا على الاتحاد ضد أهوال العالم ومخاطره ولكن من أجل البلد الذي نشأت فيه أيضًا.

كانت متابعة الاستفتاء أمرًا مرهقًا للغاية وكنت أشعر بتوتر كبير عندما يُذكر حزب الاستقلال البريطاني أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وإذا شاءت الصدف وقلت “ولكنهم عنصريون” ستسمع “ولكن أفكارهم الاقتصادية منطقية” من أناس كنت تحترمهم في السابق وستدرك أن العديد منا ليس لديهم مشكلة في تجاهل التعصب عندما يكون ملائمًا لنا. إذا كان المناخ السياسي عندما جاء والدي من بنغلاديش في السبعينات هو نفس المناخ السياسي اليوم، فأنه من المستبعد أن أكون قادرة على العيش في بريطانيا أو أن تتاح لي فرص كتلك التي حصلت عليها أثناء طفولتي.

“أذا كان المناخ السياسي عندما جاء والدي من بنغلاديش في السبعينات هو نفس المناخ السياسي اليوم، فأنه من المستبعد أن أكون قادرة على العيش في بريطانيا أو أن تتاح لي فرص كتلك التي حصلت عليها أثناء طفولتي.”

لقد كانت عملية غريبة وأنا أشاهدها من الخارج، والغريب أن تستحكم مشاعر معاداة المهاجرين وكراهية الأجانب في بريطانيا، في البداية حاولت التجاهل وكان لي شرف العيش في برلين ولم يؤثر ما كان يجري علي كثيرًا ولكن بدأت ألاحظ وأتحدث مع زملائي عن ذلك وزاد اهتمامي على الإنترنت وبالأمس رجعتُ بالطائرة للمساعدة في الدقائق الأخيرة من حملة البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي في يوم الاقتراع وأنا فخورة أني فعلت ذلك رغم أنني ضيعت الكثير من الوقت قبل أن أشارك بجد.

حسب اعتقادي أن كثير من الناس سيشاطرونني هذا الشعور اليوم وأُؤكد أن تجاهل الاهتمام بالسياسة في بلادنا هو ما أوصلنا إلى ما آلت إليه الأمور اليوم، كنا مهملين وغير مشاركين في اتخاذ القرارات وبعيدين عن السياسة التي كان لها تأثير كبير على حياتنا، لم نكن ندرك ما مدى الخسارة التي سنتكبدها ولم ندرك أننا بحاجة إلي توفير الحماية للحقوق التي نتمتع بها بغض النظر عما نشعر به تجاه سياسة الأحزاب.

بالأمس، تحدثت مع الأصدقاء ووجدت أن الكثير منهم تحدثوا عن السياسة على فيسبوك لأول مرة ويرجع الفضل في ذلك لهذا الاستفتاء. ترعرع العديد منا وفي داخله عدم ثقة في النظام السياسي البريطاني، كما رؤية الرجال البيض الذين درسوا في مدرسة إيتون وأكسفورد بالصدفة يترقون في المجمع ويحكمون البلاد مرارًا وتكرارًا. كان الكثير من وسطي الاجتماعي سعيدًا نسبيًا بالوضع الراهن ليس كثيرًا ولكن إلى حد ما يكافحون من أجل شراء المنازل والحصول على وظائف وتنهكهم رسوم الدراسة، رغم ذلك كان هنالك امتياز واحد واضح شارك فيه العديد من المهمشين والمحرومين في جميع أنحاء البلاد ألا وهو استخدام هذه المناسبة لإسماع أصواتهم.

«النص الأصلي:“كان الكثير من وسطي الاجتماعي سعيد نسبيًا بالوضع الراهن، كانوا يكافحون من أجل شراء المنازل والحصول على وظائف وتنهكهم رسوم الدراسة، رغم ذلك كان هنالك امتياز واحد واضح شارك فيه العديد من المهمشين والمحرومين في جميع أنحاء البلاد الذين استخدموا هذه المناسبة أخيرًا لإسماع أصواتهم.”»

أظهر الاستفتاء أن البلاد منقسمة انقسامًا حادًا بين الفئات العمرية وبين المستويات التعليمية والمناطق المختلفة، ولا يشمل هذا الانقسام الأحزاب السياسية إلا بالنزر اليسير، وكانت الأكاذيب والتضليل التي انتشرت أثناء هذه الحملة مسمومة وقبيحة وغير مسئولة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

كان من الصعب رؤية ما يحدث، هذه هي أقذر وأبشع حملة رأيتها في حياتي، أضف إلى ذلك الضربة المدمرة وهي مقتل جو كوكس، ولكن نقول كما كتبت اليكس مسي، لا يمكنك أن تصرخ مرحلة الانهيار مرارًا وتكرارًا وتتفاجئ عندما ينهار شخص آخر. أنا حزينة من النتيجة وحزينة من الطريقة التي أديرت بها الحملة وحزينة من ازدياد موجة المشاعر اليمينية في أرجاء البلاد، هذا ليس البلد الذي نشأت فيه!

والآن وقد استغرقنا الكثير من الوقت لندرك ما كان يحدث وأن نأخذ التهديدات على محمل الجد، ليس من أجل أن نعمل على التغيير فقط ولكن لندافع عما كان بأيدينا، والحقيقة أن شيئًا ما يجب أن نتذكره وألا نعيده، خسرنا كثيرًا بالأمس، ولن تعود بلادنا كما كانت من قبل.

ليست هذه العملية التي تمنيتها ولكن لا يمكننا أن نخسر أكثر، يجب أن نفعل ما بوسعنا مهما كانت السياسات الحزبية، لكل الذين يقفون ضد التعصب والتمييز والحماقة أقول: يجب أن نقف معًا. ينتابني حزن عميق ولكنني أُدرك أهمية الدور الفعال، دور أصوتنا التي يجب أن نرفعها لمنع الوضع من أن يزداد سوءًا.

وكما كتبت صديقتي سارة هذا الصباح: قلبي مفطور ولكن همتي عالية.

مصادر

عدل