هكذا تحقق حلم التركية "رقية" بالدراسة في غزة
السبت 7 يناير 2017
تركيا على ويكي الأخبار
- 4 أبريل 2020: يلدريم: القدس للمسلمين.. والأمة لا تنسى قبلتها الأولى
- 4 أبريل 2020: وكالة الأناضول للأنباء تتحول إلى نظام الاشتراكات المأجورة
- 4 أبريل 2020: وقفة تضامنية في تركيا مع الأسرى الفلسطينيين
- 4 أبريل 2020: وقفة بإسطنبول تطالب بإنهاء احتلال القدس
- 3 أبريل 2020: وصول دفعة ثانية من القوات التركية إلى قطر
"أنا أحب غزة كثيرًا، وأتمنى لو أعيش حياتي كلها فيها"، بهذه الكلمات وبلغة عربية فصحى متكسرة، اختصرت الطالبة التركية رقية حسين ديمير (26 عاماً) حكاية اختيارها غزة دون دول العالم المتقدمة، لإكمال دراستها العليا.
الطالبة رقية كسرت قاعدة "تعليم الخارج أفضل" في أعين عشرات الطالبات الفلسطينيات من زميلاتها في الدراسة اللاتي يتمنين إكمال دراستهن في الخارج وخاصة في تركيا لما يسمعنه عن أساليب متقدمة في الدراسة.
حلم الطفولة
عدلمنذ طفولتها حلمت "رقية" المنتمية لأسرة متدينة تعيش في ولاية "ديار بكر"، بزيارة فلسطين وغزة، مؤكدة أن حلمها تحقق بقدومها للمدينة التي لاعبت أحلامها وملأتها حباً بعدما كانت تشاهد ما يجرى فيها من حروب ومعاناة وصبر عبر الأخبار والتلفاز.
وعلى طريق تحقيق الحلم تمكنت "رقية" من الحصول على إذن استثنائي من السفارة التركية في مصر، للوصول إلى غزة بهدف الدراسة؛ لتكون المرة الأولى التي يتقدم فيها طالب تركيّ للدراسة بغزة، في رسالة حب استثنائية لمدينة لم تتعافَ من آثار ثلاث حروب وحصار ممتد لأكثر من 10 سنوات.
فرحٌ شديد غمر "رقية" بعد حصولها على الإذن وتمكنها من دخول غزة، وازداد الفرح أكثر بعد تمكنها من إجراءات التسجيل بنجاح في الجامعة الإسلامية لاستكمال درجة الماجستير في الصحة النفسية المجتمعية.
وتشيد الطالبة التركية، بما لاقته من حفاوة استقبال وترحيب من إدارة الجامعة الإسلامية، لما قدمته له من تسهيلات لاستكمال إجراءات التسجيل والقبول.
خشية الأهل
عدل"رقية" كانت قد شقت بداية دراستها الجامعية في الجامعة الإسلامية العالمية بدولة ماليزيا، ولكنها اختارت أن تكمل الماجستير في غزة بعد تمسكها بالفكرة من خلال بعض الأصدقاء، لتؤكد أنّ هذا الأمر لم يكن بالشيء السهل على أهلها.
وتضيف والابتسامة لم تغادر مُحياها: "كان أهلي مترددين ويخافون عليّ من آتي إلى غزة، ويعتقدون أن غزة فقط حروب، ولكن بعد إلحاحي عليهم والدعاء إلى الله تمكنت من إقناعهم بذلك، وكانت فرحتي شديدة جداً بموافقتهم".
ومن المواقف التي تصفها رقية بالطريفة، أنّ والدتها دائمة الاتصال بها للاطمئنان عليها، في ظل الحروب التي ألمت بغزة، وتضيف: "كنت أقول لأمي، إذا كان مكتوبًا لي أن أموت بغزة أو في اسطنبول، فإن الموت حتميٌّ علينا جميعًا، ونحن مسلمون، وإذا أنا متُّ في غزة فهذا شرف لي أن أموت في سبيل الله".
اللغة العربية
عدلتتكلم "رقية" لغتها التركية بالإضافة إلى إجادتها اللغة الإنجليزية بطلاقة، ولغات أخرى لم تحددها تتجاوز الخمس لغات، إلا أنها تجد قليلاً من الصعوبة في التحدث باللغة العربية العامية الدارجة في غزة، ولكنها تحاول تصويب كل شيء بالتحدث باللغة العربية الفصحى.
وتقول: "في أول محاضرة لي بالجامعة الإسلامية كان المحاضر يجيد الانجليزية، لذلك ومن أجلي كان يشرح الدرس بالعربي والإنجليزي، وهذا ساعدني في تحسين لغتي العربية، وكذلك فهم الدروس بشكل جيد".
الحياة في غزة
عدلوما يسعد "رقية" اليوم هو التطابق الكبير بين ما حلمت به، والواقع الذي وجدته في غزة؛ من حب الناس ومودتهم، ما هوّن عليها الغربة عن الوطن، ودفعها للقول إنّ "طبيعة العيش في غزة أفضل منها في تركيا وبلادٍ أخرى؛ فهنا الناس تعرف وتحب بعضها أكثر".
وتتمتع "رقية" منذ مجيئها إلى غزة بعلاقات طيبة ووطيدة مع العديد من عوائل صديقاتها وزميلاتها في الدراسة، "هم يحبون أن نأكل ونشرب معهم، وقد شعرت أن الطعام في غزة شهي جداً، وأشياء كثيرة متوفرة غزة موجودة في تركيا".
ومن واقع تجربتها؛ تعبر الطالبة التركية، عن استيائها من الصورة النمطية السائدة في الكثير من أرجاء العالم بأن غزة فقط فيها حروب ودمار، لتقول بكل عفوية: "غزة أرض حب وسلام، والناس فيها يحبون الأجانب، ويحبون أن يعيشوا بينهم".
وتتمنى التركية الفلسطينية -كما تحب أن تطلق على نفسها- أن تعيش في غزة، تقول: "الحياة هنا تشبه اسطنبول، بل وجدتها أسهل وأقل تكلفة"، ولا تشعر "رقية" بأي قلق أو خوف نتيجة عيشها في غزة لتختم قولها "غزة جميلة، وبلد أمين".
مصادر
عدل
شارك الخبر:
|